تفجير الضاحية الإجرامي يكشف محاولات
زجّ الفلسطينيين في أتون النار والفصائل تنفي
.jpg)
الجمعة، 13 تشرين الثاني، 2015
بعد أشهر طويلة غابت معها التفجيرات
الانتحارية التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت بشكل مكثّف، عادت أمس مرّةً أخرى
وبانفجارين مزدوجين في منطقة برج البراجنة وبالتحديد في حيّ عين السكّة، حيث أوقعت
43 قتيلاً و239 جريحاً، ليعود معها مسلسل "إصبع الاتهام" نحو مخيمات
اللاجئين الفلسطينيين ويضع برج البراجنة اليوم في قفص الاتّهام!
ذلك الحيّ الذي تقطنه الكثير من
العائلات اللبنانية والفلسطينية والسورية حيث يعجّ بالسكّان والمحال التجارية الشعبية،
يعتبر مقصداً لأكثر من 80% من لاجئي مخيم برج البراجة، حيث يعتمد عليه سكان المخيم
في التسوّق وتأمين ما يلزمهم من احتياجات معيشية.
نطق "تويتر" الاتّهام
عبر موقع تويتر هذه المرّة قام أحد
عناصر تنظيم الدولة "داعش" بمحاولة زجّ مخيم برج البراجنة في أتون هذا
التفجير، حيث أعلن في بيانٍ على حسابه الشّخصي على تويتر أنّ منفذّي التفجير
فلسطينيين، مع ذكر عوائلهم، بهدف زعزعة العلاقة بين الضاحية ومحيطها ومن ضمنه مخيم
برج البراجنة.
وبعد التواصل مع معظم الجهات والناشطين
في مخيم برج البراجنة، تبيّن أنّ ما ذكره البيان من عوائل بإسم "البالغ"
أو "الريس" ليست بفلسطينية، إذ أنّها ليست مسجّلةً لا في ملفات وكالة
الأونروا ولا الأمن العام اللبنانيّ، ما يدحض تلك التهمة الموجّهة بوقاحة نحو
المخيم.
وبعد المتابعة الحثيثة مع الأمن العام،
أكّد أحمد عبد الهادي نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان أنّ التحقيقات
الأولية بين الجانبين الفلسطينيي واللّبناني أثبتت زيف الأسماء التي قيل أنها
فلسطينية ومتورطة في التفجيرات.
فقد تبيّن أنّ أصحاب الإسمين المزوّرين
ماتا في سورية منذ نحو سنتين، ما يعني أنّ هويات المنفذين مزوّرة، الأمر الذي
يُسقط أي تورّط لفلسطينيين في هذا التفجير الإرهابي.
لكن رغم ذلك فإنّ معظم وسائل الإعلام
اللبنانية اتّخذت البيان "التكفيريّ المغرّض" على تويتر كمرجع ومصدر
لها، علماً أنّ البيان منشور على حساب شخصي لشخصٍ متطرّف، دون انتظار التحقيقات
الرسمية للدولة لحين صدورها.
وتداركاً لتلك المحاولات المشؤومة
والمتكررة التي سئمها الفلسطينيون في زجّهم بأيّ حادث أمنيّ أو تفجير، فمنذ لحظة
الانفجار الأولى توالت النداءات في مخيم برج البراجنة للتبرع بالدم لجرحى التفجير،
وفتحت أبواب مستشفى حيفاً مستقبلةً العديد من الشباب، فيما توجّه قسم آخر من
الشباب للمستشفيات التي استقبلت جرحى في الضاحية، رغم الخوف من ردّات فعل سلبية
ممن يعتمد على أبواق الإعلام العنصري كمصدر لمعلوماته ويتصرّف بناءً على ما تريد
هذه الوسائل. كما وتوجّه أكثر من 12 طبيباً فلسطينياً من المخيم للمستشفيات التي
استقبلت الجرحى لتقديم واجبهم الطبّي تجاه الأبرياء.
وقد أكدّت الفصائل الفلسطينية أنّ
الجانب اللّبناني يدرك حقيقة محاولة البعض جرّ المخيمات في أتون الفتنة والاقتتال.
مندّدةً بهذه العملية التي وصفوها بالإجرامية، محذّرين من خطورة الإيقاع بين
الفلسطينيين واللبنانيين.
وشدّد عبد الهادي على أنّ "قنوات
الحوار مفتوحة على أعلى مستوياتها بين الجانبين"، مؤكّداً أنّ الفلسطينيين
يدينون وبشدة هذه الأعمال الإجرامية، التي خلّفت عدد كبير من الشهداء منذ الانفجار
الأوّل العام الماضي.
المصدر: شبكة العودة الإخبارية