تقاسم التلامذة النازحين بين صيدا ومخيماتها
الجمعة، 19 تشرين الأول، 2012
1200 تلميذ سوري وفلسطيني، وفدوا من سوريا إلى صيدا ومنطقتها، بدأوا عامهم الدراسي في مدارس المدينة ومخيماتها، كترجمة للخطة التربوية التي أطلقتها الجهات الإغاثية والتربوية والجمعيات الاهلية في صيدا، والتي تضم المنطقة التربوية في الجنوب، و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار"، و"اتحاد المؤسسات الإغاثية"، و"مؤسسة الحريري"، وبلدية صيدا، و"الأونروا" بالتعاون مع النائبة بهية الحريري، تحت شعار "عام دراسي منتظم للطلاب السوريين الوافدين إلى المدينة".
وتكفلت "مدارس الإيمان" باستقبال 250 طالبا في صفوف المرحلتين المتوسطة والثانوية. وتم استيعابهم في مبنى قدمته "مؤسسة الثقافة والعلوم" على طريق المية ومية. أما تلامذة صفوف الروضة الثانية، فقد استقبلتهم كل من "مدرسة الفنون الإنجيلية" و"ثانوية الجنان"، واستقبلت "مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري" تلامذة الصف الأول أساسي. بدورها، استقبلت "ثانوية الفرقان" تلامذة الصف الثاني أساسي. واستقبلت "ثانوية المقاصد الإسلامية للبنين" تلامذة الصف الثالث أساسي، كما استقبلت "ثانوية رفيق الحريري" تلامذة الصف الرابع أساسي. أما "مدرسة صيدون الوطنية"، فقد استقبلت تلامذة الصف الخامس أساسي. واستقبلت "ثانوية صيدا الدولية" تلامذة الصف السادس أساسي، بالإضافة إلى فتح بعض المدارس الرسمية أبوابها لعدد محدود من الطلاب السوريين ضمن الإمكانات المتوافرة.
أما التلامذة الفلسطينيون الوافدون من سوريا، والذين يفوق عددهم الخمسمئة، فقد تم استيعابهم في "مدارس الأونروا" في مخيمي عين الحلوة والمية ومية وفي مدينة صيدا. وقد اعتمد المنهاج السوري للمرحلتين المتوسطة والثانوية، تحت إشراف معلمين سوريين من النازحين أنفسهم، بينما التزم تلامذة المرحلة الابتدائية بالمنهاج اللبناني. وحرصت إدارات تلك المدارس على التأكد من انتظام التلامذة في قاعات التدريس التي خصصت لهم، وعلى تأمين الهيئات التعليمية التي ستتولى تعليمهم، بالإضافة إلى تأمين جميع مستلزمات العام الدراسي الإدارية واللوجستية والتربوية كالمناهج والكتب والقرطاسية والزي المدرسي.
وتفاوتت نسبة التفاعل لدى التلامذة السوريين، الذين يخوضون تجربتهم الدراسية الأولى بعيدا عن مدرستهم الأم، لا سيما في المراحل العمرية الأولى، حيث نجحت المدارس المضيفة في كسر جدار رتابة الأيام الأولى من الدراسة خلال الأسبوع الحالي عبر القيام ببعض الأنشطة اللامنهجية، بينما باشر تلامذة في المرحلتين المتوسطة والثانوية دروسهم من اليوم الأول.
ولفت مدير "مدارس الايمان" ورئيس "اتحاد المؤسسات الإغاثية" كامل كزبر "إلى وجود أعداد كبيرة من الطلاب السوريين على لائحة الانتظار" آملا "أن تتجاوب جميع المدارس في استيعابهم، خاصة في ظل التعاون القائم بين "اتحاد المؤسسات الإغاثية" و"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار"، بهدف إيجاد حل لكل الطلاب الموجودين في صيدا وضواحيها". وأكّد كزبر أن باستطاعة الطلاب "إكمال ما بدأوه في لبنان عند عودتهم إلى سوريا في ظل اعتماد المدارس المضيفة المنهاج السوري، واستقبالها الكوادر التعليمية السورية"، كاشفاً "عن التحضير لتوزيع الكتاب المدرسي السوري".
بدوره، اعتبر المنسق العام لـ"الشبكة المدرسية لصيدا والجوار" نبيل بواب "أن كل التحضيرات التي أعدت أثمرت بداية منتظمة للطلاب السوريين الذين توزعوا على عدد من المدارس الخاصة وبعض المدارس الرسمية وعلى الأونروا"، مؤكدا أن "الخطة مدروسة، ولا عراقيل في انطلاقة العام الدراسي، لأننا سنركز على المهارات الأساسية في اللغات ومادة الحساب في المرحلتين المتوسطة والثانوية". إلا أنه أشار من جهة أخرى، إلى وجود "بعض الصعوبات التي قد نواجهها لأننا سنعتمد المنهاج السوري، ونحن نتعاون مع أساتذة سوريين لمساعدتنا في إعداد المناهج وتحضيرها للطلاب".
أما في "ثانوية المقاصد للبنين"، فقد استنفرت الهيئتان الإدارية والتعليمية في اليوم الأول من العام الدراسي. وتمنى مدير الثانوية محمود العزي "أن يشعر الطلاب أنهم في مدرستهم الأم"، معتبراً أن "لا فرق بين التلميذ اللبناني والسوري، ونحن نحرص على تأمين جميع المستلزمات المدرسية، وهي خطوة تعتز بها "ثانوية المقاصد" وتصب في إطار التزامها الوطني والإنساني".
المصدر: محمد صالح - السفير