تكثيف الاتصالات لاحتواء ارتدادات أزمة نهر البارد في مخيم عين الحلوة
الفاعليات الصيداوية أجرت اتصالات بقياديين فلسطينية وعسكرية لتهدئة الأوضاع
الأربعاء، 20 حزيران، 2012
منع ارتدادات أحداث مخيم نهر البارد وانعكاسه على مخيم عين الحلوة كان محور الاتصالات التي أجرتها التفاعليات الصيداوية بعد التحركات الاحتجاجية داخل عين الحلوة.
النائب الحريري
ولليوم الثاني على التوالي تابعت النائب بهية الحريري تطورات الوضع في مخيم عين الحلوة في أعقاب الأحداث التي شهدها مخيم عين الحلوة على خلفية وهي كانت بقيت على تواصل طوال الليل مع مختلف القيادات الفلسطينية والقادة الأمنيين والعسكريين اللبنانيين من أجل تهدئة الوضع في المخيم ومنع تفاقمه.
وأجرت النائب الحريري لهذه الغاية اتصالات بكل من مدير عام المخابرات في الجيش اللبناني اللواء ادمون فاضل، ومدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة وأمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات وأمين سر "لجنة المتابعة الفلسطينية" في عين الحلوة عبد مقدح وعدد من أعضاء اللجنة من ممثلي مختلف القوى الفلسطينية فيها وتمنت على الجميع العمل على معالجة تداعيات وذيول أحداث البارد وما أعقبها من تداعيات في عين الحلوة.
وخلال استقبالها وفوداً في مجدليون اليوم أكدت الحريري أن ما جرى في عين الحلوة أمس وقبله في نهر البارد يتطلب العمل الجدي والحثيث من الجميع لبنانيين وفلسطينيين وعلى كل المستويات من أجل اعادة ترتيب وتحصين العلاقة بين المخيمات والجيش اللبناني منعا لاختراق وضرب هذه العلاقة، ولتبقى قائمة على أسس الاحترام المتبادل، وعلى الإيجابيات التي تحققت على صعيد هذه العلاقة خلال السنوات القليلة الماضية، من جهة الجيش الوطني بما يمثل من رمز للشرعية اللبنانية وحامي للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار على كل الأرض اللبنانية، ومن جهة ثانية الوجود الفلسطيني في لبنان بما يمثل من قضية مقدسة ومن وجود إنساني.
سعد
بدوره أمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد أجرى سلسلة لقاءات واتصالات مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين بهدف معالجة الوضع المتوتر والإشكالات التي وقعت عند حواجز الجيش اللبناني في محيط مخيم عين الحلوة.
ودعا سعد للتهدئة مطالباً الجميع لتحمل المسؤولية في لحظة حرجة ودقيقة تمر بها البلاد بالقول: من واجبنا وواجب كل الحريصين على السلم الأهلي وقضية الشعب الفلسطيني المعالجة الحكيمة والهادئة للأمور، وعلى الحكومة اللبنانية المستقيلة من وظيفتها ومسؤولياتها في معالجة الأوضاع الدقيقة والحساسة تحمل واجباتها ومسؤولياتها الوطنية لاسيما معالجة الموضوع الأمني والموضوع المعيشي الذي يسوء وينعكس توترات في الشارع.
ووجه التعازي إلى عائلات الضحايا الذين سقطوا في أحداث مخيم نهر البارد وأحداث مخيم عين الحلوة، وتمنى للجرحى من جنود الجيش اللبناني ومن أبناء المخيمين الشفاء العاجل.
ودعا سعد جميع الحريصين على الأمن والاستقرار في لبنان، وعلى العلاقة اللبنانية الفلسطينية، إلى بذل مساعيهم من أجل الوصول إلى معالجة حكيمة وجدية لحالة التوتر بين الجيش اللبناني والمخيمات، ومنع العودة إلى أي تصادم بينهم في المستقبل، لأن هناك من يريد الإيقاع بين الطرفين، ويخطط لإحداث فتنة بين اللبنانيين والفلسطينيين. فنشدد العلاقة الكفاحية التي تربط بين الشعبين الشقيقين والتي عمدت بالدم في مواجهة العدو الصهيوني.
وأضاف: من الواضح أن المخطط المشار إليه إنما يشكل استكمالاً لمخطط نشر الفوضى وإثارة الفتن الذي شهدنا فصولاً منه في عكار وطرابلس. وهو المخطط الذي ترعاه الدول الاستعمارية والأنظمة العربية التابعة لها، والذي يهدف إلى تعميم ما يجري في سوريا على لبنان تسهيلاً للتدخل الدولي المباشر في أوضاع البلدين.
وألقى بـ "اللوم على الحكومة اللبنانية لغيابها التام عن القيام بدورها، ليس في الشؤون الحياتية والخدماتية مثل الكهرباء والمياه فحسب، بل في ما يتعلق أيضاً بحماية الاستقرار ومعالجة القضايا الأمنية والحفاظ على هيبة الدولة".
كما انتقد سعد النظرة الأمنية ضيقة الأفق التي تنظر فيها الدولة اللبنانية إلى كل ما يتعلق بالمخيمات والفلسطينيين، وهي النظرة المسؤولة عن خلق التوترات بين المخيمات والسلطات اللبنانية، وعن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية والاجتماعية.
وختم سعد بالتشديد على أهمية دور الجيش اللبناني في حماية الاستقرار والسلم الأهلي، داعياً الحكومة والقوى السياسية إلى توفير الغطاء السياسي الكامل له بما يمكنه من القيام بدوره. وعلى ضرورة إزالة الشوائب التي تعتري العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وتعزيز هذه العلاقات انطلاقاً من المصالح المشتركة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، وبما يساعدهما على مجابهة المخاطر التي تهدد لبنان كما تهدد القضية الفلسطينية.
من جهة ثانية أجرى سعد سلسلة من الاتصالات بقادة الفصائل الفلسطينية بهدف تطويق ذيول الأحداث في مخيم نهر البارد وعين الحلوة. كما تداول مع الرئيس نبيه بري بهذا الخصوص خلال اتصال جرى بينهما.
وكان سعد قام بجولة لفتح الطرقات والشوارع في مدينة صيدا متضامناً مع المحتجين على انقطاع التيار الكهربائي متمنياً عليهم فتح الطرقات، حيث استجابوا لدعوته.
الجماعة الإسلامية
وتابعت "الجماعة الإسلامية" التطورات في منطقة التعمير ومخيم عين الحلوة، فأجرى المسؤول السياسي للجماعة في الجنوب الدكتور بسام حمود سلسلة اتصالات بعدد من القيادات الفلسطينية واللبنانية من أجل العمل على تهدئة الأوضاع بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة.
وأوفد الدكتور حمود الى المخيم مسؤول العلاقات العامة أحمد الحبال الذي عمل ميدانياً وبالتعاون مع قيادة الجيش وقيادات المخيم وعلمائه على تهدئة الاوضاع وسحب الشباب الغاضبين الى داخل المخيم.
وبقي الدكتور حمود على تواصل مع كل من رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور وقيادات "فتح" و"حماس و"عصبة الأنصار" ودعا الجميع الى التعاطي بمسؤولية عالية مع ما يجري من احداث حرصاً على العلاقات اللبنانية الفلسطينية، والتحلي بأعلى درجات ضبط النفس منعاً لأي محاولة لاستدراج مخيم عين الحلوة والجوار إلى أي فتنة يدفع ثمنها الجميع.
المصدر: سامر زعيتر - جنوبيات