توقف القتال وبدأت
رحلة العودة الى الطيرة

الجمعة، 14 نيسان،
2017
توقفت الاشتباكات، وتم
وضع حد لهذه الجولة من العنف في عين الحلوة،في هذا الحي "الطيره".. والسؤال
"ماذا بعد ومن يضمن الاتي من الايام، وهل سيبقى عين الحلوة صندوق بريد جوال والى
متى سيبقى اجندة مفتوحة"؟؟؟...
الى ذلك وما ان هدأ الرصاص
وتوقف صوت القذائف حتى تداعى اهالي الحي،ومعظم سكان عين الحلوة للقيام بجولة في ارجاء
"الطيره" ليكتشفوا هول ما خلفته خمسة ايام من الاشتباكات...دمار في كل شبر
من، بيوت تحولت الى بقايا،واخرى اطلال،اثار الرصاص نخر الجدارن، الحرائق المشتعلة تتحدث
عن فظاعة الاشتباكات،ومتاجر بناها الاهل بعرق الجبين اصبحت كتلة من دمار .
انصرف من انصرف من سكان
المخيم... وبقي اهالي الحي "الطيره" وحدهم،ينظرون بحسرة ودمعة الى بيوتهم
المهدمة دون ذنب اقترفوه، الى اشياء واشياء فقدوها في بيوتهم وخشروا معها كل مستلزمات
البيوت، والاهم من سيعوض عليهم تلك الاضرار الجسيمة التي لحقت بممتلكاتهم، ومن سيتحمل
مسؤولية حجم الدمار الهائل، ومن يتحمل قساوة مشهد المهجرين من الاهالي التائهين فوق
الارصفة وعلى ابواب المساجد بحثا عن الامن والامان، ومن هي الجهة السياسية والامنية
والاهلية والشعبية القادرة على التعويض على الاهالي في هذه الظروف.
يقارن اهالي المخيم عبر
صور ومشاهد وزعت على مواقع التواصل الاجتماعي بين دمار حي في مخيم اليرموك ودمار الطيره،مستعرضين
تلك المشاهد علها تكون عبرة لمن يعتبر، وينظرون الى الدمار الذي لف حيي"الطيرة"
و"الصحون" والمنازل والمحال التجارية على جانبي الطريق ومن ثم الشارع الفوقاني،
وسوق الخضار.
يصر الاهالي على اعلان
الطيرة واخواتها احياء منكوبة موجهين الدعوة الى الفصائل بصوت عال "ان جرعة مساعدة
من هنا واعاشة من هناك لم تعد تنفع،قد تبلسم جراح وتخفف الم، ولكن المطلوب اكثر بكثير،المطلوب
الاعلان عن النضال لاعادة اعمار الطيره وعودة اهل الحي المشردين اليه"..
وفي هذا الاطار عقدت
"اللجان الشعبية" في فصائل "منظمة التحرير الفلسطيني" و"تحالف
القوى الفلسطيني" و"القوى الاسلامية" و"انصار الله" اجتماعا
طارئا في مركز "جمعية تنمية بلا حدود "نبع"، اجتماعا خصص للتدارس في
كيفية التعويض عن الاضرار،حيث جرى التوافق على وضع خطة تركز اولا على إعادة إصلاح شبكتي
المياه والكهرباء ومن ثم البدء بالقيام بجردة على المنازل المتضررة واحصاء حجم الاضرار
تمهيدا للقيام بحملة واسعة لجمع التبرعات من اجل المباشرة بدفع التعويضات المالية للمتضرّرين
من اجل البدء بعمليات الترميم واعادة البناء.
وطرحت خلال اللقاء مسالة
المطالبة بتأمين بدل ايواء ريثما يتم انجاز كل ذلك، اضافة الى اطلاق نداء استغاثة لكل
المؤسسات الفلسطينية والدولية من اجل تقديم يد العون والمساعدة، والى الفصائل الفلسطينية
الوطنية منها والاسلامية الى تحمل مسؤولياتها كاملة....وفي هذا الاطار اكد عضو اللجان
الشعبية الفلسطينية عدنان الرفاعي أنّ "الأولوية اليوم بعد عودة الهدوء ووقف إطلاق
النار، هي إصلاح ما تضرّر كي يتمكّن أبناء المخيم من العودة إلى منازلهم سريعاً"،
داعياً وكالة "الأونروا" والمؤسسات الفلسطينية والدولية والفصائل، إلى
"أخذ دورها سريعاً".
واستجابة لنداءات إنسانية
عاجلة، قامت فرق عدة تابعة لجمعيات اهلية وتنموية وشعبية وخيرية بالدخول الى حي الطيره،
حيث قدموا مساعدات اغاثية عاجلة لأهل الحي المنكوبين، عبارة عن حصص غذائية وخبز وماء،
كمرحلة اولى على ان تستكمل بمساعدات اخرى في الأيام القادمة.كما قام وفد من وكالة
"الاونروا" بجولة تفقدية في من اجل الاطلاع على حجم الاضرار التي لحقت بمؤسسات
الوكالة الصحية والتربوية والاجتماعية والخدماتية، على ان يتم مسحها لاحقا من قسم الهندسة،
وتقدير الموقف لجهة اعادة فتح المؤسسات لاستنئاف دورة الحياة مجددا.
المصدر : محمد صالح - الاتجاه