ثلاثة أهداف سعت "داعش" إلى تحقيقها
في "عين الحلوة"

الأربعاء، 23 آب، 2017
أدركت "داعش" أن لا أمل لها في
معركة جرود رأس بعلبك - القاع وعرسال، لأنّ هناك قراراً دولياً وإقليمياً بالاستغناء
عن خدماتها، في لبنان وسوريا والعراق وسواها. وبناءً على هذا المعطى، بدأت تتخبَّط
في المواجهة: على الحدود اللبنانية - السورية كما في آخر بقعة يمكنها التحرّك فيها،
أي عين الحلوة.
تعيش "داعش" جو إنهزامي اليوم,
ومن خلاله يمكن النظر إلى ما أرادته من التفجير الذي تفتعله اليوم في عين الحلوة. فهناك
ثلاثة أهداف سعت "داعش" إلى تحقيقها في المخيم:
1 - محاولة لإلهاء الجيش اللبناني عن حربه
في الجرود وتشتيت قوّته بإشعال بؤرة داخلية.
2 - تعميم القتال على كل بقعة المخيّم بحيث
يصبح المدنيّون فيه متاريسَ بشرية تحتمي بها "داعش"، ما يضطر القوى الفلسطينية
إلى التحرّك عربياً ودولياً لوقف القتال والمطالبة بتأجيل المعركة ضد اﻹرهاب في المخيم
والجرود معاً.
3 - إظهار أنّ استقرار عين الحلوة هو ورقة
في يد "داعش" يمكن أن تستخدمها في أيّ مساومة محتملة مع الجانب اللبناني
في معارك الجرود. واحتمال إيجاد مخارج لعشرات الأسماء والرموز، من فلسطينيين ولبنانيين
مطلوبين للعدالة.
وقد فشلت "داعش" في تحقيق أيٍّ
من أهدافها الثلاثة. ومن أصل نحو 250 عنصراً مسلّحاً محسوبين على "داعش"
والقوى الرديفة لها، لم يتحرّك سوى 60 مسلحاً في المعركة الجارية مع "فتح".
وأما استفزاز الجيش اللبناني على مشارف المخيم، حيث تمّ استهداف الجدار اﻻسمنتي الذي
يبنيه، فقد تبيّن أنه محاولة عقيمة، وقامت "فتح" بدورٍ وقائيّ في هذا المجال.
وتعيش القوى المحسوبة على "داعش"
وأخواتها داخل المخيم حالات توتر وإرباك شبيهة بتلك التي يعيشها عناصر "داعش"
في الجرود. فهناك كوادر تطمح إلى الفرار، لكنّ الجيش يسدّ عليها المنافذ، فيما أخرى
تأمل في اﻻستسلام بأقل اﻷضرار وأخرى لها مصلحة في القتال ﻷنها تدرك مصيرها في أيّ حال.
المصدر: الجمهورية