القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

جولة جديدة دامية بين «فتح» والإسلاميّين تحصد 3 قتلى و25 جريحاً وتتسبّب بنزوح

جولة جديدة دامية بين «فتح» والإسلاميّين تحصد 3 قتلى و25 جريحاً وتتسبّب بنزوح


الأربعاء، 26 آب، 2015

جولة عنف دامية جديدة ضربت مخيم عين الحلوة منذ مساء الاثنين واستمرت 18 ساعة، بين مقاتلي حركة "فتح" ومسلحي المجموعات الاسلامية السلفية المتشددة، أوقعت ثلاثة قتلى وأكثر من 25 جريحاً، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية والهاون، وتخللتها عمليات كرّ وفرّ ومحاولات متكررة للتقدم والسيطرة على الاحياء المتداخلة، مخلفة أضراراً واسعة في البيوت والمتاجر والسيارات والمؤسسات التربوية وشبكات المياه والكهرباء والهاتف، إضافة الى نزوح مئات العائلات المذعورة في اتجاه صيدا وضواحيها.

هذه الاشتباكات اندلعت بعد أقل من 48 ساعة على الاشتباكات العنيفة التي حصلت بعد ظهر السبت الفائت، على خلفية محاولة اغتيال المسؤول العسكري في "فتح" سعيد العرموشي، والتي أمكن لجمها بوقف للنار تبين في ما بعد انه كان بمثابة هدنة موقتة استعداداً لمنازلة أخرى.

وكشفت مصادر في المخيم أن قيادة الحركة اتخذت قراراً حاسماً بعد اغتيال المسؤول عن "كتيبة شهداء شاتيلا" طلال البلاونة المعروف بـ"طلال الاردني" قبل قرابة شهر، بالرد على المنفذين، وهم مجموعة من "جند الشام" بقيادة بلال بدر. وأشارت الى فشل محاولات تعقبه، وتالياً اللجوء الى الخيار الآخر، وهو خوض معركة مباشرة ومفتوحة مع الجماعات المتشددة.

"فتح" وحيدة

وعزت عدم تمكن الحركة من إحراز اي تقدم على الارض الى ما يعتريها منذ مدة طويلة من انقسامات وانشقاقات، على رغم كل الامكانات العسكرية والمادية والبشرية التي تتمتع بها، إضافة الى شعور غالبية عناصرها بالتهميش، وتقاضيهم رواتب شهرية متدنية لا تتجاوز 350 ألف ليرة، فيما يعيش معظم قادتها خارج المخيم، في حين أن من بقي منهم داخله، لديه علاقات جيدة بالقوى الاسلامية. ووقفت كل القوى والفصائل الفلسطينية الاخرى ولا سيما منها المحسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية و"فتح" على حياد، وكذلك "قوى التحالف الفلسطيني" وحركتا "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، ولم تقدم اي مساعدة لـ"فتح" التي بدت وحيدة في الميدان، خلافاً للجانب الآخر الذي حظي بمساندة التنظيمات الاسلامية المتشددة ولا سيما منها "عصبة الانصار" و"الحركة الاسلامية المجاهدة".

وكانت الاشتباكات اندلعت في شكل مفاجئ وعنيف قرابة الثامنة مساء أول من أمس، وتبادل الطرفان الاتهامات في شأن البادئ، وسرعان ما اتسعت لتطاول كل احياء المخيم، مما اجبر العديد من الأهالي على النزوح الى خارج المخيم. ولم تتمكن "اللجنة الامنية العليا" من عقد اجتماع في الليل، علما ان ممثل "حماس" علي بركة اعلن عن وقف للنار لم يصمد منتصف ليل الاثنين - الثلثاء. وتمكنت هذه اللجنة بعد اتصالات حثيثة، من الالتئام ظهرا في "مسجد النور"، وأعلنت التوصل الى وقف النار الذي بدأ يتراجع اعتباراً من الأولى بعد الظهر، ثم توقف بعد وقت قصير. وعصرا انطلقت مسيرة شعبية من امام "مسجد النور" في احياء المخيم، للمطالبة بتثبيت وقف النار وإعادة انتشار "القوة الامنية المشتركة".

يذكر أن رصاص القنص من المخيم طاول فجرا سيارة النائب نواف الموسوي، لدى مرورها على بولفار معروف سعد قرب مستشفى شعيب، واخترقت رصاصة زجاجها الخلفي من دون ان يصاب احد. وطاولت قذائف صاروخية ورمايات قنص مناطق صيداوية، مما اضطر الجهات الأمنية الى تحويل السير عن الاوتوستراد الشرقي الى طرق آمنة.

إدانة واسعة

وأجمعت الفاعليات الصيداوية ولا سيما منها النائبة بهية الحريري والأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد والمفتي الشيخ سليم سوسان، على ادانة الاشتباكات والتشديد على وقف النار حرصا على المخيم والجوار والسلم الأهلي.

وزار عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" علي فيصل رئيس "التنظيم الشعبي"، وجال على تجمعات العائلات النازحة من المخيم.

المصدر: النهار