حلقة نقاش لمركز الزيتونة حول «سيناريوهات
مستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان»

الجمعة، 30 تشرين الأول، 2015
عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الخميس
حلقة نقاش حول "مستقبل الوجود الفلسطيني في لبنان"، بمشاركة نخبة باحثين
ومتخصصين بالشأن الفلسطيني.
وأدار حلقة النقاش مدير عام المركز محسن صالح،
واستعرضت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وما يعانونه من منع إعطائهم حقوقهم،
ومدى انعكاس الأوضاع والتطورات الواقعة في البيئة المحلية، والإقليمية، والدولية،
على وجودهم في ظل غياب المرجعية الموحدة، وحالة اللامبالاة التي اتسمت بها معالجة
ومقاربة الجانب اللبناني للمسألة الفلسطينية، واقتصار أو انحصار الرؤية اللبنانية
لهذا الوجود ضمن الإطار الأمني، دونما إيلاء أي اهتمام.
وأكدت مداخلات المشاركين على ضرورة صياغة رؤية
وأجندة فلسطينية لبنانية موحدة هدفها حماية وتحصين الوجود الفلسطيني من ارتدادات
وانعكاسات الأحداث الواقعة في المنطقة، وبلورة رؤية موحدة لمواجهة التحديات التي
يواجهها الوجود الفلسطيني، وبناء ثقة متبادلة لبنانية فلسطينية مما يشكل شبكة أمان
للطرفين.
كما أكدت المداخلات على ضرورة أن تكون العلاقة
بين الفلسطينيين واللبنانيين مضبوطة وفق قواعد وقوانين واضحة، تحت سقف حقوق
الإنسان.
وجرى التأكيد على ضرورة العمل فلسطينياً على
تشكيل مرجعية موحدة تستطيع من خلالها مواكبة التطورات وعلاج المشكلات، مما يؤدي
إلى إيجاد مناخ فلسطيني داخلي مطمئن يؤسس لمرحلة جديدة قائمة على خدمة الوجود
الفلسطيني والحفاظ على القضية الفلسطينية وتحقيق حق العودة إلى فلسطين.
وفي موضوع استشراف مستقبل الوجود الفلسطيني في
لبنان، تمّ عرض لسيناريوهات ممكن أن يسلكه الملف الفلسطيني في لبنان، فكان
السيناريو الأول إمكانية أن ينفجر الوضع الأمني في المخيمات بسبب وضعه، أو انعكاس
اضطرابات البيئة المحلية اللبنانية عليه؛ مما يؤدي إلى انفجار الأوضاع والدخول في
صراعات فلسطينية - فلسطينية أو فلسطينية لبنانية، ينتج عن ذلك موجة هجرة وتهجير
جزء كبير من اللاجئين الفلسطينيين إلى الخارج، ودمار المخيمات الفلسطينية.
والسيناريو الثاني وهو إمكانية حصول توافق
لبناني فلسطيني على إعطاء الحقوق الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً
الحق في العمل، واستيعاب سوق العمل اللبناني لليد العاملة الفلسطينية بمقدار قدرته
الاستيعابية، مما يؤدي إلى تحسن أوضاع اللاجئين ما ينعكس إيجاباً على الحالة
الفلسطينية وتقليل مخاطر الانجرار نحو أجندات خارجية أو داخلية غير وطنية.
أما السيناريو الثالث وهو انعكاس الأحداث
والتطورات القائمة في المنطقة على الوضع في لبنان، بحيث تكون البيئتين الفلسطينية
واللبنانية غير قادرتين على مواجهة تداعيات ذلك؛ مما يؤثر سلباً على الوضع
الفلسطيني في لبنان وخصوصاً المخيمات الفلسطينية؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى
توطين جزء منهم وتهجير الجزء الآخر، مما يؤثر سلباً على قضية اللاجئين وحق العودة.
المصدر: وكالة صفا