القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"حماس" تؤكد حياد موقف اللاجئين الفلسطينيين إزاء التطورات السياسية في لبنان

"حماس" تؤكد حياد موقف اللاجئين الفلسطينيين إزاء التطورات السياسية في لبنان


الإثنين، 25 تشرين الثاني، 2019

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رفضها المطلق، إزاء أي محاولة للزج باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بأي صراع أو فتنة أو عمل تخريبي يهدف إلى ضرب المجتمع اللبناني، مؤكدة التزام اللاجئين بمسيرة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي وعدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني.

جاء ذلك في مقال لرئيس الدائرة الإعلامية في حركة "حماس" بالخارج رأفت مرة، نشر أمس، تحت عنوان "التطورات في لبنان .. مرتكزات الموقف الفلسطيني"، تناول خلاله التطورات السياسية الجارية في لبنان وموقف الحركة، من تلك الأحداث وانعكاسها على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين السياسية والإنسانية.

وافتتح "مرة" مقاله باستعراض بداية التطورات السياسية اللبنانية بالقول: "منذ أواسط شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، يمّر لبنان بمتغيرات سياسية واجتماعية وشعبية تترافق مع أزمة اقتصادية صعبة، وسط تباين في الرؤى والمواقف وصعوبة في الوصول لحلول".

وأشار إلى أن تلك المتغيرات "تأتي في ظروف إقليمية محتدمة، ناتجة عن التدخل الأمريكي في المنطقة وارتفاع مستوى الصراعات الاقليمية والتهديد المتصاعد لقوى المقاومة، وتنفيذ برنامج صفقة القرن التي لم تعلن بنودها كاملة لكن ظهرت معالمها بوضوح".

وإزاء تلك المتغيرات - يتابع المسؤول في "حماس" - "بدأ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون نتائج وتداعيات هذه المتغيرات اللبنانية المحلية".

ويعرج "مرة" على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالإشارة إلى أن "أوضاعهم الاقتصادية الاجتماعية بالأساس صعبة جدا، وهم محرومون من حقوقهم الانسانية، ومن ارتفاع البطالة لأكثر من 66 في المائة، ومنع العمل والتملك، إضافة إلى التراجع الكبير في دور وكالة الاونروا ونقص خدماتها الصحية والتعليمية".

ونوه إلى أنه منذ بدء التحركات الشعبية في لبنان "تم فصل مئات العمال الفلسطينيين، وارتفعت أسعار السلع الأساسية والخضار واللحوم إلى ما يقارب 30 في المائة وبدأت حركة الأسواق في المخيمات تتراجع"، مشيرا إلى ارتفاع أصوات العائلات طلبا للمساعدات العاجلة.

وردا على قيام جهات بنشر أخبار وتقارير عن أعمال مشبوهة في بعض المخيمات، أكد "مرة" أننا "عملنا ولا نزال من اجل تحييد الوجود الفلسطيني في لبنان عن الصراعات المحلية والاقليمية مع تأكيدنا على أن الفلسطينيين في لبنان ملتزمون بمسيرة الامن والاستقرار والسلم الأهلي وعدم التدخل في الشأن الداخلي اللبناني".

وفي هذا الصدد، أكد القيادي في "حماس"، رفض الحركة "الزج بالعامل الفلسطيني في أي صراع أو فتنة أو عمل تخريبي يهدف إلى ضرب المجتمع اللبناني أو احداث فتنة طائفية أو مذهبية، أو الاعتداء على الجيش اللبناني والقوى الأمنية، أو طعن المقاومة اللبنانية في ظهرها، أو التحريض عليها أو اشغالها عن مواجهة الاحتلال".

وشدد على ضرورة "تحصين الداخل اللبناني من محاولات تخريبية يقوم بها العدو الصهيوني أو من يتحرك بتوجيهاته"، مشيرا إلى أنه "من واجبنا كفلسطينيين أن نحصن مجتمعنا ونؤكد على أن لبنان القوي سياسيا وداخليا عامل مهم لنا كفلسطينيين في معركتنا مع الاحتلال ومواجهة صفقة القرن ومحاولات التوطين والتهجير".

ولفت إلى ضرورة التنبه من محاولات الإدارة الأمريكية تطويق قوى المقاومة واضعافها وحصارها، كما لفت لضرورة منع "العدو الصهيوني من محاولة نقل ازماته للخارج عبر استهداف الفلسطينيين أو اللبنانيين".

وحول الأوضاع الإنسانية في المخيمات، شدد مرة، على ضرورة "القيام بخطوات اغاثية عاجلة لخدمة المجتمع الفلسطيني في لبنان وتوفير مساعدات غذائية وطبية عاجلة، للتخفف عن اللاجئين وتوفير شبكة أمان اجتماعي تساهم في ابعاد الفلسطينيين عن محاولات توظيف واقعهم الاجتماعي في مشاريع فتنوية".

ودعا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلى "الاعلان عن برامج ومشاريع عاجلة لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، واطلاق حملة تبرعات طارئة لخدمة ما يقارب 300 الف لاجىء فلسطيني يقيمون في لبنان ويعيشون في ظروف صعبة".

وداخليا، شدد "مرة" على ضرورة "وحدة الموقف الفلسطيني المشترك" وضرورة تطوير اليات العمل لمواكبة المستجدات وتعميق التعاون مع اللجان والاطر والمؤسسات. بما يخدم وحدة الموقف، اضافة إلى استمرار التعاون مع جميع المكونات اللبنانية.

وحذر من "خلق اجواء من التوتر داخل بيئة المجتمع الفلسطيني في لبنان، سواء تحت عنوان الهجرة او طرد الاونروا او اغلاق مكاتبها او اي شكل من اشكال الاصطفاف".

وختم رئيس الدائرة الإعلامية في حركة "حماس" بالخارج، مقالته بالتأكيد على "أننا كلاجئين فلسطينيين في لبنان نسعى للعيش في أمن وهدوء واستقرار في لبنان، مع كامل حقوقنا الاجتماعية، وبناء أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني، حتى تحرير فلسطين والعودة اليها عبر مشروع المقاومة".

ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.

ويشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته 10 في المائة من مجموع اللاجئين في لبنان، بحسب "أونروا"، وما نسبته 11 في المائة من مجموع السكان.

ويقيم أكثر من نصفهم في 12 مخيمًا منظمًا ومعترفًا به من قبل "أونروا"؛ أشهرها مخيم "نهر البارد" و"البداوي" و"برج البراجنة" و"عين الحلوة"؛ الذي يصفه فلسطينيو لبنان أنه عاصمة الشتات.