«حماس» تحثّ العهد على إطلاق حوار لبناني ـ فلسطيني

الأربعاء، 07 كانون الأول، 2016
يتأمّل الفلسطينيون خيراً بالعهد الجديد
والتفاهم اللبناني – اللبناني، ويعوّلون على تناول قضايا الوجود الفلسطيني في لبنان،
خصوصاً أنّ الرئيس العماد ميشال عون ضمّن خطاب القسم حق العودة، «وهذه نقطة إيجابية
يُبنى عليها في النظر للبعد السياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين»، بحسب قولهم.
وفي هذا السياق، يؤكّد قيادي في «حماس»
أن المطلوب هو «تحقيق تفاهم لبناني – فلسطيني، بحيث نذهب الى حوار شامل يتناول كل القضايا
من دون استثناء، خصوصاً القضايا ذات الاهتمام المشترك والنظرة للوجود الفلسطيني في
لبنان ومستقبله والحقوق الإنسانية والاجتماعية وأهمية المحافظة على الأمن والاستقرار
وعدم تدخّل الفلسطينيين بالشأن اللبناني الداخلي وفي الصراعات والقضايا ذات البعد الطائفي
والمذهبي».
وتباشر حركة «حماس» تواصلاً مع كل المكوّنات
اللبنانيّة، انطلاقاً من كونها أول المرحّبين بانتخاب عون رئيساً للجمهورية وعلى قاعدة
أن «ما يراه اللبنانيون جيداً لهم نحن نراه جيداً واستبشرنا خيراً بالتطور السياسي
اللبناني الذي أعاد الحياة الى المؤسسات الدستورية، وذلك في سبيل صياغة موقف جديد مشترك».
ويقول القيادي «الحمساوي» نفسه «نحن ننظر
بإيجابية لدور رئيس مجلس النواب نبيه بري المهمّ على الصعيد اللبناني والمتقدم في موضوع
الحوار الفلسطيني – اللبناني»، مؤكّداً أنّ هذا الحوار يحتاج إلى تفاهم لبناني شامل».
ويذكّر بموقف «حماس» بأن «مصلحتنا الابتعاد
عن الصراعات والخلافات وعن الفتن، ونحن عامل أمن واستقرار في البلد ولسنا عامل تفجير»،
مؤكداً أن «الهدوء الذي حصل على الجبهة الفلسطينية في لبنان أعطى إيجابيات للفلسطينيين
وأبعدهم عن الصراع والخلاف ولعبة الدم الموجودة في المنطقة. وفي الوقت نفسه، كان الأمر
إيجابياً للبنانيين لأن الوجود الفلسطيني محسوب طائفياً في اتجاه مذهبي معين وموجود
جغرافياً على مساحة لبنان وعمل على عدم التدخّل في الصراعات والخلافات اللبنانية».
وفق القيادي في «حماس»، «الدولة اللبنانية
بجيشها وأجهزتها الأمنيّة كانت مطمئنة لكل الإجراءات حول المخيمات ولم يكن هناك قلق
من الوجود الفلسطيني، واقتصرت الخروق على أعمال محدودة، ولكن لم تخرج إلى إطار المشاريع
التخريبيّة أو حصول تهديد فلسطيني أو الدخول إلى جانب جهة معينة».
وأضاف: «نحن في «حماس» أصحاب رؤية وموقف
شامل ولسنا أصحاب مواقف مجتزأة أو على القطعة»، لافتاً الانتباه إلى «أنّنا نسعى الى
تفاهم فلسطيني - لبناني يريح اللبنانيين والفلسطينيين ويؤدي إلى تفاهم حول كل الملفات
بحيث تنزع الفتائل، من دون وجود مبرّر للخوف المتبادل»، مشيراً إلى «أنّنا نسعى الى
انفتاح المجتمع الفلسطيني بالكامل على اللبنانيين، لأنّ أي توتر يُخرّب العلاقات اللبنانية
- الفلسطينية وأفضل ما يكون هو الحوار والتلاقي والتفاهم وبناء الثقة».
ودعا القيادي إلى «فتح صفحة جديدة والتخلي
عن هواجس الماضي، وليس منطقياً النظر إلى الوجود الفلسطيني من زاوية أمنية، إنما سياسية
أو حتّى النظر إلى الفلسطيني بنظرة العام 1975 ذاتها، إذ إنّ البيئة السياسية اختلفت
وعلى المستوى الفلسطيني ليس لها علاقة بالصراعات المحلية»، مضيفاً: «كل القيادات الفلسطينية
الموجودة في لبنان هم من أبناء المخيمات وأبناء لاجئين».
ولفت الانتباه إلى أنّه «من المستحيل أن
تمدّ هذه القيادات يدها لجهة خارجية وتعقد معها تحالفاً يدمّر البلد، وعلى أصحاب القرار
في لبنان أن يحدّدوا ماذا يريدون من الفلسطينيين الذين لديهم ما يريدون من اللبنانيين.
الفلسطيني التزم أمن واستقرار لبنان نتيجة حكمة ووعي ويجب أن يقابَل بوعي وحكمة لبنانية».
ويذكّر القيادي بالتجربة الناجحة والمبنية
على الثقة مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم منذ كان رئيساً لفرع مخابرات
الجنوب.
المصدر: داوود رمال - السفير