حملات التبرع لقلب بلاطة أعادت الوحدة
الى أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان

الخميس، 25 نيسان، 2019
محمد السعيد/ لاجئ نت
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان لا يرجون
أكثر من حياة كريمة لا يخشون فيها من موت جراء مرض يُعجز عن علاجه بسبب الفقر، أو تهالك
منزل أو تدلي سلك كهربائي في أحد أزقة المخيمات البائسة معيشياً، حياة طبيعية تساعدهم
على المضي في نضالهم من أجل تحصيل حقهم الأول في فلسطين، وهذا ما لا يريده الاحتلال،
وربما هذا سبب خذلانهم في زمن "الانحطاط السياسي الفلسطيني والعربي"!.
وفتحت قضيّة الشاب الفلسطيني ابن مخيم
عين الحلوة عبد الله محمود بلاطة (23 عاماً) باب التساؤلات واسعا على عمل وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا”، وانتقادات إلى
السلطة الوطنية الفلسطينية حيث انتقد نشطاء فلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي
موجة من الانتقادات إلى السلطة بعد طرح الحكومة الفلسطينية للاستعاضة عن
المستشفيات الاسرائيلية بإرسال المرضى الفلسطينيين الى المستشفيات العربية والذي
ترافق مع حملات جمع التبرعات للاجئ الفلسطيني بلاطة الأمر الذي يسهل إرسال حالات مستعصية
من مخيمات لبنان للعلاج على نفقة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
يعاني المريض عبد الله محمود بلاطة (23
عاماً)، فلسطيني من مخيم عين الحلوة، من قصور في عضلة القلب التي تعمل فقط 15% وكذلك
قصور في عمل القلب وهو بحاجة إلى عملية زرع قلب اصطناعي. وبانتظار اجراء العملية وهو يرقد في قسم العناية
المركزة في مركز لبيب الطبي في صيدا، علماً أن تكلفة العملية 150000$ (مائة وخمسون
ألف دولار أميركي).
عائلة المريض لا تملك هذا المبلغ، وقد ساهمت
وكالة الأونروا بمبلغ 20 ألف دولار أميركي، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي
يعانيه أبناء المخيمات إلا أنهم بادروا الى جمع التبرعات للمريض بلاطة حتى يتمكن من
اجراء العملية.
وقد بدأت الحملة من خلال شابين من
أبناء مخيم عين الحلوة اطلقا مبادرة الـ 5000 ليرة وبدأت مجموعة من شباب المخيم بجمع
التبرعات من الأهالي ومن الأحياء والتجار ومختلف شرائح المجتمع الفلسطيني الذين لبوا
النداء وجمعوا حوالى الـ40 ألف دولار.
وتظافرت
باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان واطلقوا حملات للتبرع من اجل تغطية كلفة
العملية الجراحية حيث شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان حملة التبرعات من مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا إلى البرج الشمالي
والرشيدية في صور، إلى مخيمات بيروت وطرابلس والجليل في البقاع، من أجل إغاثة ابن مخيم عين الحلوة
"بلاطة"، ففي مخيم البص جمع نحو 6 آلاف دولار، ومخيم نهر البارد جمع نحو
9 الاف دولار حتى الآن، وفي مخيم الجليل 5 الاف دولار، وفي منطقة وادي الزينة 10 الاف
دولار. كما جمع من فلسطينيي الدنمارك 7 الاف دولار وفي المانيا نظمت حملة الـ 10
يورو، وما زالت الحملات مستمرة في مشهد اثبتت التحام الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه
السياسية والشعبية لتوحد المخيمات
الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين ويتخطى كافة الفصائل حيث بلغ الجمع الشعبي نحو
100 ألف دولار والجمع لا زال جارياً في كافة المخيمات، هذه الحملة المليئة
بالمشاعر الوطنية والانسانية والتي تبعث الفخر في قلوبنا.
وفي
في خطوة تضامنية مع المريض الفلسطيني عبدالله بلاطة ، تبرع مركز لبيب الطبي في صيدا
ممثلاً بشخص مديره العام السيد معين أبو ظهر بمبلغ عشرة الاف دولار اميركي مساهمة في
كلفة العملية شعوراً منه بروح المسؤولية. وقد
وجه والد المريض محمود بلاطة الشكر الى كل ابناء المخيمات والى السيد أبو ظهر الذين
هبوا لمساعدته ابنه وانقاذه من الموت، معتبرا ان الشعب الفلسطيني كالجسد الواحد اذا
تداعي عضو ورغم حالة الفقر والبؤس، الا ان ابناء المخيمات اصرواعلى المساعدة، البعض
دفع مبلغا بسيطا والبعض الاخر تبرع بالحلى من الذهب، وما زالت حملة خير مستمرة من أجل
تأمين كامل المبلغ.