القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حنان دهشة من أزقة مخيم عين الحلوة إلى أحضان جامعة هارفرد

حنان دهشة من أزقة مخيم عين الحلوة إلى أحضان جامعة هارفرد


الأربعاء، 06 كانون الأول، 2017

استطاعت الشابة الفلسطينية، حنان دهشة، من مخيم عين الحلوة في لبنان، أن تتحدى ظروف اللاجئين الصعبة، والنجاح في دراستها الجامعية، لتصبح اليوم معلمة لمادة الكيمياء الحيوية في جامعة هارفرد، إحدى أعرق وأقدم الجامعات الأمريكية، ومن أفضل جامعات العالم.

بدأت قصة حنان بعد حصولها على منحة برنامج "صندوق الأمل"، وهو برنامج مصمم لتزويد الشباب الفلسطينيين الموهوبين الذي يمتلكون إمكانيات قيادية بفرصة لمتابعة دراستهم للدرجة الجامعية الأولى في الولايات المتحدة، ويستهدف هذا البرنامج اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت خط الفقر في كل أرجاء الشرق الأوسط.

بدأ البرنامج عام 2001، وأسسه المرحوم الدكتور فهيم قبعين وزوجته نانسي يحيان من مدينة رام الله، بهدف مساعدة اللاجئين وبدأ المشروع من لبنان، قدموا من خلاله منح لخمس فتيات وخمس شبان من المخيمات الفلسطينية هناك.

اختارت حنان دراسة الكيمياء الحيوية وهندسة الكمبيوتر لمدة أربع سنوات في جامعة فرجينيا للتقنية، بعد ذلك حصلت على الماجستير والدكتوراة في الكيمياء الحيوية.

قامت حنان بعمل الأبحاث ما بعد الدكتوراة في جامعتين مختلفتين، منهما جامعة هارفرد والتي تعمل حاليًا فيها مدرسة.

تقول حنان: "يوجد في الولايات المتحدة أفضل الجامعات، خاصة في المجالات العلمية والأبحاث والمختبرات".

وأضافت: "لقد ساعدتني الجامعة من البداية لأحصل على أفضل تعليم في المجال العلمي، والذي ساعدني في حصولي على وظيفتي الحالية كمدرسة في جامعة هارفرد، الجامعات هُنا تتبع نظام التفكير النقدي مع الطلاب، وتشجع الطلاب وتدعمهم وتقدم لهم النصائح".

وتحدثت حنان عن المصاعب التي واجهتها لدى وصولها الولايات المتحدة "اللهجة الأمريكية صعبة نوعًا ما لفهم الاخرين، لكن الجامعة تساعد الطالب على تقوية لغته الانجليزية، وبعد سنة أصحبت قادرة على التحدث بشكل ممتاز".

أضافت حنان: "بعد وصولي للولايات المتحدة بشهر، وقعت احداث 11 سبتمبر، حيث كنت اشعر بالخوف من أن يفكر الامريكيون أن العرب جميعهم ارهابيين، لكن جميع الطلاب كانوا داعمين لي، وأتذكر أن شاباً أمريكياً من اصول افريقية اوقفني في الجامعة وسألني اذا قام احد بمضايقتي، وأعطاني اسمه ورقم هاتفه لأكلمه في حال قام احد بمضايقتي، وبعد وصولي الى مكان سكني وجدت رسالة من نائب رئيس الجامعة لأذهب لرؤيته في مكتبه وأخبرني اننا جميعنا في الجامعة ندعمك، وهذه القصة اثرت بي كثيراً".

تقول حنان: "اكثر شيء صدمني في امريكا الفرق بين الثقافة العربية والامريكية، نحن في لبنان اجتماعيين، ومن السهل تكوين صداقات، لكن في الجامعة كنت أتعرف على الفتيات وفي اليوم الثاني لا نتحدّث مع بعضنا البعض".

تنصح حنان الطلبة الفلسطينيين الذين يريدون الدراسة في الولايات المتحدة ان يقوموا بتطوير مهاراتهم في الكتابة، لأن الكتابة هي اهم جزء في طلبات الجامعات، وذلك يأتي من خلال قراءة الكثير من الكتب ذات المواضيع المختلفة، بحيث يصبح الطالب قادراً على صياغة جملة مناسبة، تساعده في دخول الجامعة.

وتوضح: "فرصة حصول الطالب القادر على كتابة قصة او نص بطريقة جيدة على القبول الجامعي تكون مرتفعة، لأن كل شيء في الجامعة يعتمد على قدرة الطالب على التعبير عن نفسه من خلال الكتابة".

تنصح حنان العائلات العربية "بعدم الخوف من ارسال ابنائهم للدراسة في امريكا، خاصة العائلات التي تخاف من الانفتاح على العالم الغربي، فهذا مفهوم خاطئ، فالكثير من الطلاب يركّزون في الجامعة على دراستهم، ومن خبرتي الشخصية الكثير من الفتيات اللواتي قدمن للدراسة في امريكا نجحن في مجالات تخصصهن، واكملن الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراة".

تقول حنان: "في حال حصول الطالب على القبول في جامعة هارفرد، لكنّه غير قادر مادياً على تحمل تكاليف الدراسة، فإن الجامعة تقدم له المنحة المناسبة لوضعه المادي، فالجامعة مفتوحة للطلاب الموهوبين، ولا يجب على الطلاب التردد من التقديم للجامعة فالموضوع المادي ليس حاجزاً امام الطلاب".

المصدر: "القدس" دوت كوم - أحمد دراغمة