خلية أزمة في عين الحلوة لمعالجة تداعيات الاشتباكات

الأربعاء، 22 أيار، 2013
في وقت بدأ مخيم عين الحلوة يستعيد بعضاً من حياته الطبيعية في أعقاب الاشتباكات
الأخيرة التي أوقعت قتيلاً لفتح وعدداً من الجرحى، انشغلت القيادات الفلسطينية في معالجة
الأسباب والتداعيات منعاً لتكرارها وتحصيناً للوضع الأمني في المخيم آخذين في الاعتبار
دقة المرحلة وخطورتها.
وفي هذا السياق، عقدت قيادات منظمة التحرير وتحالف القوى الفلسطينية والقوى
الإسلامية اجتماعاً موسعاً لها في مقر قيادة الأمن الوطني الفلسطيني، خصص للتباحث في
الوضع الأمني ومناقشة السبل الآيلة لمعالجة ذيول ما حصل، حيث تقرر في هذا الإطار تشكيل
خلية أزمة من مختلف الفصائل والقوى تعمل لضبط الوضع الأمني في المخيم وكذلك تفعيل وتعزيز
دور القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ومعاقبة كل مخل بأمن المخيم لأي جهة انتمى.
وقال أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات: اتخذنا
عدة إجراءات كنا متفقين عليها سابقاً وأكدنا تعزيزها من خلال لجنة وخلية أزمة من كل
الفصائل والقوى الإسلامية تبدأ عملها فوراً. الأولوية اليوم لتكريم الشهيد ودفنه وبالتالي
متابعة ذيول ما جرى بالعودة الى الحياة الطبيعية في المخيم. واللجنة سيكون لديها صلاحيات
كاملة برفع التوصيات واتخاذ القرارات التي تتعلق بتحصين وضع المخيم وعدم السماح بتكرار
ما حصل والمحاسبة لكل فرد تسول له نفسه العبث بأمن المخيم الذي يتساوى بالنسبة لنا
وقدسية القضية الفلسطينية. فالأمن في المخيم سيناط بلجنة مشتركة والقوة الأمنية المشتركة
التي تم التوافق عليها سيتم تعزيزها باتفاق كامل وستمارس صلاحيتها كافة في محاسبة كل
من تسول له نفسه أن يعبث بأمن المخيم سواء أكان فرداً أو مجموعة. نشعر بأن هناك خطراً
على القضية الفلسطينية وعلى اللاجئين وندعو كل المخلصين من أبناء شعبنا ونشد على أياديهم
بأن تتشابك الجهود من أجل عدم تكرار ما حصل وعلى قاعدة الالتزام بمصلحة المخيم وأهله
ومراقبة أية اختراقات يمكن أن تحدث أو تصيب أهلنا بكوارث. ونتوجه أيضاً برسالة الى
الجوار وخاصة في صيدا نقول لهم نحن وإياكم سنعمل من أجل الحفاظ على أمن المخيم وعلى
أمن الجوار لأنهما كل لا يتجزأ، وسنتعاون مع كل مكونات الدولة اللبنانية للحفاظ على
الأمن والسلم الاهلي داخل المخيم وخارجه.
وقال الناطق باسم القوى الاسلامية الشيخ جمال الخطاب: الأحداث الأمنية التي
حصلت داخل المخيم مدانة ومستنكرة، وإذا أردنا أن نضعها في سياقها السياسي، فإننا نعتبرها
تصب في خانة المؤامرة في مخيمنا وعلى قضية اللاجئين وتستهدف تصوير هذا المخيم على أنه
بؤرة أمنية أو مرتعاً للإرهاب، لذلك تارة يزعمون أن جبهة النصرة موجودة فيه وتارة أن
القاعدة موجودة فيه، ونحن نؤكد أن ما حصل لا يعدو إشكالاً بين أبناء المخيم أنفسهم
وهذا قد يحصل في أكثر من مكان نتيجة ظروف وانقسامات سياسية. لكن اجتماعنا اليوم (أمس)
بكافة ألوان الطيف الفلسطيني يؤكد أننا يد واحدة. واتخذنا قراراً بتشكيل لجنة لمتابعة
هذه القضايا ولمعالجة ذيول ما حصل والمصالحة بين كافة الأطراف إضافة الى السعي لعودة
الحياة الى طبيعتها والدعوة الى فتح المدارس والمؤسسات (الثلاثاء) وإعادة فتح الطرقات
وإصلاح الأضرار. وبعد الظهر، شيعت حركة فتح أحد كوادرها معاوية مظلوم الذي قضى في الاشتباكات
الأخيرة في موكب حاشد تقدمه عدد من قياديي فتح والمنظمة وممثلون عن مختلف القوى والفصائل
الفلسطينية.
المصدر: المستقبل