نكبة فلسطين: مهرجان عند الحدود
دبور: سنستمر بالثورة حتى تحقيق الإستقلال

الثلاثاء، 17 أيار، 2016
أحيت الفصائل والمخيّمات الفلسطينية في
لبنان الذكرى الـ68 لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من أرضه على أيدي العصابات الصهيونية
عام 1948.
وفي هذا الإطار، نظّمت لجنة مسيرة العودة،
بمناسبة ذكرى النكبة، مهرجانا على الحدود اللبنانية الفلسطينية في مارون الراس، لتكريم
شهداء وجرحى مسيرة العودة عام 2011، حضره سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ممثل
«حزب الله» النائب السابق حسن حب الله، ممثل حركة الجهاد الإسلامي ابو عماد الرفاعي،
ممثلو الفصائل الفلسطينية والهيئات والمؤسسات اللبنانية والفلسطينية وحشد من عوائل
الشهداء.
بدأ الاحتفال بقراءة سورة الفاتحة إلى أرواح
الشهداء ثم كانت كلمة السفير أشرف دبور قال فيها: «اليوم يوم الذكرى الكبرى، لا نلتفت
إلى أمس لاستحضار وقائع جريمة وقعت، فما زال حاضر الجريمة الكبرى ممتدا ومفتوحا على
جهات الزمن، وإذا كان الصهاينة، صنّاع الجريمة، بتعريضنا إلى أكبر عملية اقتلاع من
الأرض وتحويلنا إلى لاجئين، أرادوا من خلالها طردنا من الوجود والهواء والفضاء وتحويل
وهمهم إلى واقع، وطمس هويتنا الوطنية، وكسر إرادتنا، ودفعنا إلى غياهب النسيان، وما
زلنا وسنبقى نقاوم تداعيات نتائج تلك الجريمة على أرض وطننا، الذي لا وطن لنا سواه،
وفي المنافي والشتات، ولن ننسى حكاية الأرض والشعب، حكاية المأساة والبطولة التي ما
زالت تروى بالدم في الصراع المفتوح بين ما أريد لنا أن نكون وبين ما نريد نحن أن نكون،
وبعد هذه السنوات الطوال، لن توهن عزيمتنا، ولن ينطفئ الأمل في نفوسنا، ولم تكسر إرادتنا،
وسنحافظ على هويتنا الوطنية بكل حكاياتها، وتقاليدها، وأسماء بلداتها، ولن يتوقف نضالنا،
وسنستمر بالثورة حتى تحقيق أهدافنا الوطنية بالحرية والاستقلال، والشيء الوحيد الذي
نفهمه، ويجب على الصهاينة فهمه هو أننا كنا، وما زلنا، وسنكون».
وأضاف دبور: «شعبنا ليس وحيداً، وخير دليلٍ
وجودنا اليوم هنا مع إخوتنا، وهو تعبير عن إصرارنا على صناعة الأمل والتلاحم الحقيقي
في النضال المستمرّ على مدار سنوات طوال في هذه الأرض في الجنوب الشامخ الذي شهد أروع
ملاحم البطولة والتصدي ومواجهة المشروع الصهيوني إلى أن كسر في أيار التحرير، كما كسر
في آذار الكرامة، لن ننسى أمس، ولا اليوم، ولا الغد، وسنستمر بالإصرار على مواصلة السير
في طريق المقاومة، وإلتقاء التوأمين الخالدين، الحرية والعدل».
ثم ألقى حب الله كلمة دعا فيها إلى «وحدة
وطنية فلسطينية لأن فلسطين هي الأساس والشعب الفلسطيني هو الأساس، وهو في مقدمة الحرب
ضد الإحتلال».
بدوره، ألقى ابو عماد الرفاعي كلمة «لجنة
مسيرة العودة»، اعتبر فيها «أن ما تشهده اليوم الإنتفاضة المباركة في الضفة الغربية
والقدس هو تجديد للعهد لأبناء شعبنا في القدس والضفة بان فلسطين لن تُنسى وأن الإحتلال
لن يُسامَح وسيبقى شعبنا منتفض في وجه الإحتلال، مقاوم لسياساته، مدافع عن مقدسات العرب
والمسلمين في القدس وحيفا ويافا وغزة وفي كل شبر من أرض فلسطين».
وفي ختام الاحتفال زرع السفير دبور والنائب
حب الله وأبو عماد الرفاعي، شجر زيتون في مارون الرأس مقدمة من الهلال الأخضر اللبناني.
وفي مخيّم الرشيدية نظّمت لجان العمل في
المخيّمات مهرجانا حاشدا في ساحة ملعب جنين في مخيّم الرشيدية، حيث ألقى نائب مسؤول
الملف الفلسطيني في «حزب الله» الشيخ عطاالله حمود فدعا الى انهاءالانقسام الفلسطيني
لأنه لا مناص للشعب الفلسطيني سوى الوحدة من اجل تحرير فلسطين».
وألقى كلمة حركة «فتح» عضو قيادة الحركة
في لبنان يوسف زمزم أشار فيها إلى أن «الذي خاض الثورات منذ عام 1917 لن يستكينَ ولن
يلين، وقد انطلق بثورته العملاقه بقيادة حركة «فتح» الرائدة في 1/1/1965 التي حولت
اللاجئين الى مناضلين، والتي ما زالت وستبقى مستمرة لتؤكد للعالم ان فلسطين أمانه بأعناق
أبنائها من جيل الى جيل».
وكانت كلمة «حركة الجهاد الإسلامي» ألقاها
عضو قيادةالحركة في لبنان يوسف موسى، اعتبر فيها «ان العدو الاسرائيلي يراهن على الفوضى
في المنطقة لتثبيت وجوده»، داعياً الى «تحصين
المخيّمات ودعم الامن الاجتماعي ورفع الغطاء عن
المخلين بالامن».
وقال لجان العمل في المخيّمات ابو حسن اسعد : «إن شعبنا العظيم لن يكون الا نموذجا
للنضال والكفاح».
مواقف داعمة
وفي المواقف، وجّه شيخ عقل طائفة الموحدين
الدروز الشيخ نعيم حسن «تحية تقدير وإكبار إلى الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة العدو
الصهيوني وممارساته القمعية ومشاريعه الاستيطانية».
وقال الشيخ حسن في تصريح له بالمناسبة:
«إنّ شعار «العدالة لفلسطين» هو قضية محورية لمعنى العدالة الحقيقي في عالمنا المعاصر، ويقيننا ان من أهم مسببات
عدم الاستقرار هو غياب العدالة سواء لجهة عدم احترام مبادئ حقوق الإنسان او عدم التطبيق
لمفاهيم القانون الدولي، وهما العامل الأساس في الشعور الشعبي العام لانعدام مصداقية
الإرادة الدولية في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني».
ودعا الشيخ حسن الشعب الفلسطيني إلى التوحّد
والتعالي فوق كل أشكال الانقسام والخلافات في نضاله المستمر مما يساعد لإعادة قضية
فلسطين إلى واجهة الاهتمامات الإقليمية والدولية بعد أن أثقلت الصراعات المتنقلة الشعوب
العربية، وصولاً الى حق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأصدر الاتحاد البرلماني العربي في الذكرى
68 لنكبة فلسطين بيانا أعلن فيه «أن البرلمانيين
العرب يطالبون بانهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعودة اللاجئين من ابناء الشعب العربي الفلسطيني
الى ارضهم ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف».
وأكد البيان «أن الشعب العربي الفلسطيني
متمسك بأرضه ووطنه، وأنه مستعد لتقديم كل التضحيات ، مهما غلت ، لاستعادة حقه في الوطن
الغالي المغتصب، وان لا مساومات على هذا الحق، وأن كل ما قام ويقوم به العدو الصهيوني
من ارهاب، ومجازر وبناء مستوطنات، واللجوء الى تغطية عدوانيته بشرعية مزيفة وبدعم من
دول كبرى، لن يقف حائلاً دون النضال المثابر للشعب العربي الفلسطيني، من اجل استعادة
اراضيه المحتلة، والعودة الى وطنه السليب».
وأعلن الاتحاد البرلماني العربي عن أنّه
«يتابع باهتمام وقلق بالغيّن، الاجراءات الاسرائيلية المتخذة والمتمثلة بالاعتداءات
الاسرائيلية المتكررة على الحرم القدسي الشريف، وكل ما تتخذه اسرائيل من اجراءات من
اجل تهويد المدينة المقدسة، ويهيب بجميع البرلمانات
والمنظمات البرلمانية في العالم ان تعلن تأييدها لنضال الشعب العربي الفلسطيني في هذه
الذكرى الاليمة ووقوفها الى جانبه، والاعتراف بالدولة الفلسطينية».
المصدر: اللواء