القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

دراسة لـ (أشد) حول المصدر المالي لتأمين القسط الجامعي للطلبة الفلسطينيين

دراسة لـ (أشد) حول المصدر المالي لتأمين القسط الجامعي للطلبة الفلسطينيين
رب الأسرة هو الأساس ..ومساعدات المؤسسات تتراجع .. والحل ببناء جامعة فلسطينية
 

الجمعة، 24 آب، 2012

عاماً بعد عام، تتفاقم مشكلة وأزمة التعليم الجامعي للطلبة الفلسطينيين في لبنان، وهي أزمة قديمة جديدة، اذ تعاني هذه الفئة في المجتمع الفلسطيني من حالة إهمال وغياب الرعاية والإحتضان لها من العديد من الجهات المعنية والمسؤولة عن اوضاعها.

ولعل أسباب تفاقم هذه الأزمة يعود بالدرجة الأولى الى عدم تبني وكالة الاونروا لمرحلة التعليم الجامعي واقتصار برنامجها التعليمي على المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية. الامر الذي يعني وقوع المئات من الطلبة الفلسطينيين سنوياً في مأزق تأمين تكاليف تعليمهم الجامعي، في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وحرمانهم من حق العمل وارتفاع نسبة البطالة بين صفوفهم، الأمر الذي يؤدي الى عدم تمكن الأسر الفلسطينية من توفير وتأمين متطلبات التعليم الجامعي لابنائها. وقد إعتمد الطلبة الفلسطينيون منذ عشرات السنين في تعليمهم الجامعي على صندوق الطلاب الفلسطينيين الذي تأسس في بيروت بمنتصف السبعينيات وساهم في توفير القروض لاكثر من عشرة آلاف طالب وساعدهم على إكمال دراستهم الجامعية. اما وكالة الانروا فتقتصر مساعداتها على عدد محدود من المنح التي توفرها سنوياً من خلال بعض الدول المانحة وعددها لا يغطي اكثر من 5% من مجموع الطلبة الذين ينجحون في الشهادة الثانوية. وقبل عامين وبفعل نضال الطلبة وتحركاتهم المتواصلة تبنت منظمة التحرير فكرة انشاء صندوق لدعم الطلبة الفلسطينيين وبدأ الصندوق عمله في بيروت وهو يقدم الان مساعدات جزئية للطلبة الجامعيين لكنها لم تعالج الازمة وبقيت قضيتهم دون معالجة جذرية . وهذا العام تفاجأ الطلبة والاهالي باعلان صندوق الطلاب الفلسطينيين وقوعه في ازمة مالية كبيرة وبالتالي عدم قدرته على تبني حالات جديدة بسبب توقف الممولين عن تقديم التبرعات. وعدم قدرة الطلاب على سداد القروض بسبب عدم حصولهم على وظيفة. امام هذا الواقع توجه اتحاد الشباب الشباب الديمقراطي الفلسطيني (اشد) بسؤال الى قاعدة واسعة من الطلبة الجامعيين شملت اكثر من 300 هدفتالى الاطلاع على ظروفهم الاقتصادية وكيفية تأمين اقساطهم الجامعية المترتبة عليهم في ظل تراجع المساعدات المقدمة لهم، وفقدانهم اهم مصادر الدعم التي كانو يتلقونها من صندوق الطلاب الفلسطينيين. وقد إعتبر 44% من أفراد العينة أن المصدر الأساسي لتأمين قسطهم الجامعي هو رب الأسرة، فيما إعتبر 32% من الطلبة أن تأمين قسطهم الجامعي يأتي من خلال المزاوجة بين الدراسة والعمل، و12% يعتمدون على مساعدة الأهل والأقارب، بالإضافة إلى 5% يعتمدون على مساعدات مختلفة، وكانت النسبة الأقل للطلبة الذين يعتمدون على القروض والمنح الجامعية، حيث جاءت نسبة الطلبة الذين يعتمدون على القروض 4%، و3% على المنح الجامعية. ومن الجدير ذكره هنا، أن 80% من الطلبة الذين يعتمدون في تأمين قسطهم الجامعي على المزاوجة بين الدراسة والعمل، يعملون في مجال الدروس الخصوصية في منازلهم أو في المؤسسات الأهلية والإجتماعية، و10% يعملون في المحلات التجارية والمطاعم بعد الإنتهاء من دوامهم في الجامعة، و10% يعملون في حقل التدريس في المدارس والمؤسسات الخاصة، والنسبة الأكبر من هؤلاء الطلبة هم من طلاب الجامعة اللبنانية الذين ينتسبون إلى الكليات الأدبية. ويبدو من هذه النسب والأرقام، أن النسبة الأكبر من الطلبة الجامعيين الفلسطينيين يعتمدون في تمويل تعليمهم الجامعي، إما على رب الأسرة، أو الإعتماد على الذات من خلال العمل أثناء دراستهم الجامعية، ويعود السبب في ذلك إلى إرتفاع تكاليف التعليم الجامعي في لبنان، وعدم قدرة رب الأسرة في كثير من الأحيان على توفير متطلبات التعليم الجامعي لأبنائه، والتي لا تقتصر على القسط الجامعي فقط، بل تشمل إيجار السكن الجامعي والمواصلات والمصاريف الخاصة والمأكل وتصوير الكتب وغيرها من المستلزمات التي يعجز رب الأسرة عن توفير الأموال اللازمة لها، فلا يجد الطالب أمامه إلا البحث عن عمل جزئي أثناء دراسته الجامعية ليعيل رب الأسرة، ويخفف عنه متطلبات دراسته الجامعية. ومن الملاحظ أيضاً أن نسبة قليلة من الطلبة كما أظهرت نتائج الإستبيان، تعتمد على القروض والمنح الجامعية التي توفرها بعض الجهات مثل الأنروا أو صندوق الطالب وبعض المؤسسات الأهلية الأخرى، بالإضافة إلى عدم تفضيل الطلبة أسلوب القروض لتمويل دراستهم بسبب تخوفهم من عدم توفر الموارد الكافية لتسديد القروض، والتي تتمثل في عدم الحصول على وظيفة مناسبة، أو عدم الحصول على الداخل الكافي في حالة الحصول على وظيفة لتسديد القرض، أو عدم توفر الوظائف التي تدر دخلاً كافياً يمكن الخريجين من تسديد القرض. وبالاضافة الى ذلك يمكن القول ان هذا الواقع ينعكس بصورة كبيرة جداً على اختيار الطلبة لتخصصاتهم الجامعية وهذا ما يؤكده التحاق ما يقارب 50% من الطلبة الفلسطينيين في الجامعة اللبنانية الرسمية التي تعتبر شبه مجانية. وبالتالي يكون العامل الإقتصادي هو العامل الرئيسي الذي يحدد خيارات الطالب الفلسطيني. وبالتلي يمكن القول في هذا المجال أن حالة وواقع الطلبة الفلسطينيين والمعاناة التي تواجه الطالب الفلسطيني حينما يأتي موعد دخوله للجامعة واختياره للتخصص الجامعي، حيث يبدو المشهد سعيداً في كثير من البيوت عندما يأتي موسم حصاد التفوق لأبنائها، أما على المستوى الفلسطيني في لبنان، فإن المشهد يبدو عكس ذلك، حيث أن المتأمل يكاد يبصر إستعدادات لمعركة على وشك أن تبدأ ... طرفاها أولياء الأمور وواقعهم المعيشي الصعب وطلاب وطالبات ممتلئون بالأمل ومشاريع المستقبل، وتتحول فرحتهم بالنجاح والتفوق إلى أزمة يصعب تجاوزها أو التغلب عليها. وقد خلصت الدراسة الى ضرورة تلبية الاحتياجات والمتطلبات الرئيسية التي تمكن جميع الطلبة الفلسطينيين في لبنان من استكمال دراستهم وتعليمهم الجامعي، واولى هذه المتطلبات هي سعي وكالة الاونروا بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية الى تبني المطلب الذي رفعه آلاف الطلبة الفلسطينيين في لبنان العام الماضي، ويتمثل بضرورة بناء جامعة فلسطينية في لبنان. وقد اقترحت كلية سبلين التابعة لوكالة الاونروا والواقعة في منطقة اقليم الخروب مكاناً لهذه الجامعة كونها تتمتع بكل المقومات وصالحة لاستيعاب هذا الصرح التربوي سواء من حيث الأبنية المتوفرة ومساحة الكلية الكبيرة. ولعل نجاح هذا المشروع يشكل احدى الحلول والمخارج التي يمكن من خلالها تخطي احدى اهم الأزمات التي تواجه الطلبة الفلسطينيين في لبنان وتمكنهم من القدرة على مواصلة دراستهم الجامعية وتخطي حالة حالة البؤس والحرمان التي يعيشونها في مخيمات لبنان بفعل استمرار قوانين الحرمان بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومنعهم من حق التملك والعمل وخصوصاً في المهن الحرة، وما يمكن ان يوفره هذا المشروع التربوي ايضاً من فرص عمل لعشرات الشباب الاكاديميين الخريجين والعاطلين عن العمل بفعل هذه القوانين المجحفة.

اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد"