القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

رحـل أبـو حسيـن سالـم وعينـه علـى فلسطيـن

رحـل أبـو حسيـن سالـم وعينـه علـى فلسطيـن
 

السبت، 07 نيسان، 2012

مطلع حزيران 2003، قادني أحد فتية مخيم البص للاجئين الفلسطينيين قرب صور إلى منزل علي سالم (أبي حسين). حينذاك، كنت أجري تحقيقا عن ذكرى الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتحديدا عن مأثرة بطولية خاضها مقاومون فلسطينيون على مقربة من دوار البصّ، حيث تمكنوا من تدمير دبابة ميركافا، وأسر جنود إسرائيليين، قتلوا بعد عدم تمكن المقاومين من سحبهم إلى خارج المنطقة، نظرا لضراوة القصف والعمليات العسكرية.

أبو حسين الذي انتمى إلى «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» منذ انطلاقتها، كان واحدا من هؤلاء الفدائيين، بيد أن سالم وهو خير من خبر العمل السري طيلة مهامهه النضالية، لم يفصح إلا عن القليل من التفاصيل المتعلقة بتلك العملية، ومحاولات نقل الأسرى إلى مكان آمن لمبادلتهم بمقاومين اسرى.

تلك المواجهة المميزة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، لم تكن سوى واحدة من عمليات أخرى شارك فيها أبو حسين، بدءا من تاريخ انتسابه إلى «حركة القوميين العرب» في العام 1958، حيث كان عضوا فاعلا في الفرع العسكري للحركة «أبطال العودة»، وصولاً إلى مواجهة أخرى مع قوات الاحتلال قرب الطيبة اللبنانية في العام 1977 سقط فيها ثلاثة من رفاقه.

ظل أبو حسين، الذي ترك العمل التنظيمي في «الجبهة الشعبية» في منتصف التسعينيات لصيقا بالجبهة، أمينا لنضالاتها وتضحياتها التي لا تحصى. أمضى أكثر من عشرين عاما في أمانة سر «اللجنة الشعبية» في مخيم البص، متابعا هموم ومطالب أبناء ذلك المخيم.

ابن قرية أم الفحم في فلسطين المحتلة، طوى قبل أيام 71 سنة من حياته، عاش منها تسع سنوات على أرض فلسطين. لم يبارحه الأمل بعودة أبنائه وأحفاده، وأبناء جلدته الذين هجروا عن أرضهم ظلما وعدوانا، إلى ديارهم.

عصر اليوم تشيع «الجبهة الشعبية» و«منظمة التحرير الفلسطينية»، اللتان نعتا سالم، الفقيد إلى مثواه الأخير في مخيم البص.

المصدر: حسين سعد - السفير