رسالة طمأنة فلسطينية
للقوى اللبنانية: "المخيمات لن تكون ممرًا لاستهداف أمنكم والسلم الاهلي"

الثلاثاء، 08
كانون الأول، 2015
في خضمّ الانشغال
السياسي والامني اللبناني بترشيح رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية
لرئاسة الجمهورية بمبادرة من رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري ترجمةً للتوافق
السعودي والمواقف تجاهه، وبعملية اطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الذين كانوا مختطفين
لدى "جبهة النصرة"، يطل الاسبوع الجاري فلسطينيًا حاملاً خطوتين هامتين،
الاولى اعادة تشكيل "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" في لبنان كخطوة اولى
على طريق نشر "القوة الامنية المشتركة" في مخيمي "برج البراجنة وشاتيلا"
في بيروت على غرار ما جرى في مخيمي "عين الحلوة والمية مية" اي بمشاركة كل
القوى دون استثناء، والثانية اعلان "القوى الاسلامية" وتجمع "الشباب
المسلم" في عين الحلوة وثيقة شرف ملزمة بعدم حصول أي اشتباكات أو عمليات اغتيال
في المخيم.
وأكدت مصادر فلسطينية
لـ "النشرة"، ان هاتين الخطوتين جاءتا تتويجًا للجهود السياسية التي بذلت
على اكثر من صعيد فلسطينيًا وبتنسيق لبناني لتحصين أمن واستقرار المخيمات الفلسطينية
في لبنان في اعقاب التفجير الارهابي الذي طال المدنيين الابرياء في منطقة "برج
البراجنة" ومحاولة ايقاع الفتنة بين ابنائها والمخيمات عبر زج اسماء فلسطينيين
متورطين بالتفجير تبين عدم صحتها، وهما تأتيان استكمالا لقرارين اتخذا الاسبوع المنصرم
تعزيز العلاقات الثنائية الفلسطينية اللبنانية السياسية والامنية لقطع الطريق على اي
محاولة لايقاع الفتنة لاحقا واجراء مسح للنازحين من سوريا سواء كانوا فلسطينيين او
سوريين بهدف ضبط تحركاتهم ومنعهم من القيام باي عمل مشبوه.
لجنة وقوة
في الخطوة الاولى،
علمت "النشرة" ان القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة المصغرة في لبنان
برئاسة أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"
في لبنان فتحي ابو العردات، عقدت اجتماعا هاما في مقر سفارة فلسطين في بيروت اتفقت
فيه على اعادة تثبيت اعضاء "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا" في لبنان
كقيادة ميدانية ويومية لمتابعة تفاصيل انتشار "القوة الامنية المشتركة" في
مخيمي "برج البراجنة وشاتيلا" في بيروت قريبا.
ووفق الصيغة المطروحة،
فان اللجنة ستكون برئاسة قائد "قوات الامن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء
صبحي ابو عرب، ومؤلفة من ثلاثة اعضاء من "منظمة التحرير الفلسطينية" هم صلاح
اليوسف (جبهة التحرير الفلسطينة) وعدنان ابو
النايف (الجبهة الديمقراطية) وتامر عزيز (جبهة النضال الشعبي الفلسطيني) ومثلهم اعضاء
من "تحالف القوى الفلسطينية" وهم الدكتور احمد عبد الهادي "ابو ياسر"
(حماس وهو نائب رئيس اللجنة)، شكيب العينا (الجهاد الاسلامي) وحسين الخطيب (القيادة
العامة) وعضوين من "القوى الاسلامية" هما امير "الحركة الاسلامية المجاهدة"
الشيخ جمال خطاب والناطق الرسمي باسم "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخ ابو
شريف عقل، والحاج ماهر عويد عن "انصار الله"، اضافة الى قائد "القوة
الامنية المشتركة" في لبنان العميد منير المقدح.
رسالة طمأنة
إلى ذلك، أبلغت
مصادر فلسطينية "النشرة" القيادة السياسية اتفقت على عقد لقاء اخر خلال الايام
القليلة المقبلة لحسم هذه الصيفة التوافقية، اضافة الى حسم تفاصيل نشر "القوة
الامنية المشتركة" في مخيمي "برج البراجنة وشاتيلا" لجهة العدد ومشاركة
كل فصيل وتحديد ساعة الصفر بعد موافقة كل الاطراف على المشاركة فيها، وذلك وسط ارتياح
لاستقرار الاوضاع الامنية في المخيمات وخاصة في مخيم عين الحلوة وبرج البراجنة في أعقاب
الاحداث الاخيرة ومحاولة توريطها في الاقتتال الداخلي او الفتنة مع الجوار اللبناني،
وتوافق على استمرار بذل الجهود لتحصينها ومنع زجها في اتون الخلافات الجارية في المنطقة.
ووصف أمين سر حركة
"فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي ابو العردات،
في حديث لـ "النشرة"، هذا التوافق بأنه "انجاز" فلسطيني على المستوى
السياسي والامني، ومن شأنه ان يترجم الموقف الرسمي او السياسي بعدم التدخل في الشؤون
اللبنانية ومنع استغلال المخيمات او جعلها ممرا او مستقرا لاستهداف الامن الوطني اللبناني،
ويبعث رسالة طمأنة بان المخيمات الفلسطينية حريصة على الامن والسلم الاهلي في لبنان
ضمن حلقة متكاملة بدء من تعزيز العلاقات الثنائية، مرورا بتثبيت اللجنة الامنية العليا،
والتوافق على نشر القوة الامنية المشتركة وصولا الى احصاء النازحين، مشيرا الى
"جهود فلسطينية موحدة تبذل من اجل تحصين استقرارها والجوار اللبناني بعد التفجير
الارهابي في برج البراجنة"، منوها بـ "حكمة رئيس مجلس النواب وحركة امل نبيه
بري والامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في وأد الفتنة سريعا
في اعقاب هذا التفجير الذي اريد منه ايقاع الفتنة مع المخيمات الفلسطينية، قائلا
"ان المخيمات لن تكون ممرا او مستقرا لاستهدف الامن الوطني اللبناني".
ميثاق شرف
وفي الخطوة الثانية،
وبعد مخاض عسير وطويل لم يخلو من تباينات في المواقف والاراء توصلت "القوى الإسلامية"
و"تجمع الشباب المسلم" في مخيم عين الحلوة الى ميثاق شرف يجنب المخيم المزيد من الاشتباكات
والاغتيالات في اعقاب الاحداث الامنية الاخيرة التي بدأت في شهر رمضان المبارك وتخللها
اغتيال قائد كتيبة شهداء شاتيلا العميد طلال الاردني، وذلك تتويجا لسلسلة من اللقاءات
المتواصلة وسعيا لاعادة الحياة الى طبيعتها، بعدما تحول الى مربعات أمنية وشهد الكثير
من عمليات النزوح القسري والفرز السياسي، فضلا عن الاذى والاضرار التي لحقت المنازل
والمحال التجارية والسيارات وما زالت تداعياتها ماثلة الى اليوم قلقا وركودا في حركة
البيع.
وتضمن الاتفاق
الالتزام بعدم حصول أي اشتباكات أو عمليات اغتيال في المخيم وبشكل ملزم لكل الأطراف
وتمكين كل أبناء المخيم من التجوال في كل طرقاته وأزقته دون عوائق والعمل على التصالح
والصلح وإسقاط الدعاوى والدعاوى المضادة من الجميع، والعمل على رد الحقوق لأصحابها،
وعودة الناس إلى أعمالهم وبيوتهم وتمكينهم من ذلك والسعي الدؤوب والمتواصل لدفع التعويضات
لكل من تضرر في هذه الأحداث، والإسراع في ذلك وخصوصاً أننا على أعتاب فصل الشتاء، وحض
كل قادر من الهيئات الاجتماعية والتنظيمية والإنسانية للمساهمة في هذا الباب ورفع العنت والضُر عن أهلنا
الكرام.
كما تضمن الاتفاق
على أن تبقى اجتماعات القوى الإسلامية وتجمع الشباب المسلم في حالة انعقاد وتواصل لمنع
أي خرق لهذه الوثيقة، ومنع الوصول إلى التحاكم للسلاح في فض النزاعات، وتحكيم منطق الشرع والتفاهم عند كل ما من شأنه تعريض
أمن الناس للخطر والتهجير وسفك الدماء، وصولاً إلى حل المشكلات بمعاونة جميع الأطراف
الفاعلة ولجان الأحياء والقواطع والوجهاء في مخيم عين الحلوة والعمل على محاسبة كل
من يتسبب بخرق هذا الاتفاق وفق ما تم التوافق عليه بين القوى الإسلامية والشباب المسلم
وتأكيدهما على ضرورة نبذ كل ما من شأنه نشر الفساد والإفساد من أفعال وأقوال تمس ديننا
الحنيف، ودعوة كل طرف في المخيم إلى توعية من خلفهم لنبذ كل أشكال الفساد الفعلي والقولي
التي من شأنها الإضرار بمحاولات السير بمخيمنا نحو الهدوء والعيش الطبيعي ورفض منطق
الشائعات والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والرجوع إلى المرجعيات في التبيُن
من صحة الأخبار قبل تداولها وإحداث أجواء من الشحن والشحن المضاد، وأن تكون كل الأخبار
عبر القنوات الرسمية المعروفة.
المصدر:
النشرة