سرايا حزب الله
تتغلغل في عين الحلوة والتعمير!

السبت، 17 آب،
2013
لم يقتنع معظم
أعضاء وفد لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية الذين التقوا مسؤول حزب الله في منطقة صيدا
زيد ضاهر أمس بكلامه عن أن ما يحكى عن وجود لسرايا المقاومة في المخيمات وتحديداً عين
الحلوة هو مجرد "اشاعات واضاليل وافتراءات يروج لها البعض لضرب واستهداف المقاومة عبر
البوابة الفلسطينية”…
ورغم حرص الحزب
في بيانه الرسمي الذي صدر بعد هذا اللقاء على نفي المعلومات التي أثارها بعض اعضاء
الوفد عن وجود خلايا ومجموعات لما يسمى سرايا المقاومة التابعة للحزب في المخيم، الا
ان اللافت في الأمر هو انها المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول في الحزب في بيان رسمي
عن سرايا المقاومة في صيدا منذ اصبح اسم هذه "السرايا” ملازماً للمشاكل والتوترات والأحداث
الأمنية التي عانت ولا تزال تعاني منها المدينة وجوارها… حيث كان الحزب في لقاءاته
الصيداوية والفلسطينية في الفترة السابقة يستبعد موضوع "سرايا المقاومة” من اي اجتماع
يعقده ويكون محوره الوضع الأمني في المدينة، علماً أن المشكلة الأساسية التي تعاني
منها صيدا هي مشكلة سلاح الحزب بأيدي مسلحي السرايا وما يفتعلونه من اشكالات وحوادث
أمنية في أحياء المدينة…
فما الذي دفع الوفد
الفلسطيني الى إثارة قضية تنامي مجموعات سرايا المقاومة في مخيم عين الحلوة؟
تشير أوساط فلسطينية
معنية بالوضع في عين الحلوة الى انه "بعد حوادث عبرا بدأت تظهر في بعض أحياء المخيم
مجموعات من الشباب بعضهم كانوا ينتمون الى تنظيمات أو جهات او فلسطينية او لبنانية،
ومعظمهم مطلوبين لدى السلطات الأمنية والقضائية، وتضم كل مجموعة منهم بين 15 و25 شخصاً،
وقد بدأت تظهر بحوزتهم أسلحة حديثة وأجهزة خلوية، ولا يخرجون الا خلال ساعات الليل،
وهم يتوزعون على مناطق جغرافية متباعدة داخل المخيم وفي محيطه المتداخل معه (البركسات
جبل الحليب – التعمير التحتاني الفيلات)”.
وبحسب هذه الأوساط
فإنه ” – بعد تقصي بعض القوى الفلسطينية داخل المخيم عن هؤلاء الأشخاص، قادتهم اتصالاتهم
واستفساراتهم بهذا الخصوص الى ان هذه المجموعات تابعة لجهة واحدة هي سرايا المقاومة،
حيث تبين أن كل مجموعة تأتمر بإمرة شخص يتولى هو "المقاولة” – وفقاً لعدد أفراد مجموعته
– مع مسؤول في سرايا الحزب خارج المخيم يوجهه عبر الهاتف، ويتم منحهم مقابل ذلك رواتب
شهرية او دورية بحسب المهمة التي توكل إليهم الى جانب تلقي بعض المطلوبين منهم وعوداً
بتسوية أوضاعهم الأمنية او القضائية لدى الجهات المختصة”.
وتستغرب الأوساط
نفسها "كيف أن حزب الله الذي حاول مؤخراً اعادة إحياء قنوات التواصل مع بعض القوى الفلسطينية
لا سيما الاسلامية منها مبدياً الحرص على الفلسطينيين وقضيتهم وإبقائهم بعيداً عن أي
نزاع لبناني داخلي بينما مسلحو الحزب وسراياه يزدادون عدداً وعتاداً وتغلغلاً داخل
المخيم وفي المناطق المتداخلة معه أو المحيطة به”! وتبدي تخوفها من ان "يكون ظهور سرايا
المقاومة في عين الحلوة مقدمة لحوادث وتوترات امنية او حدث أمني كبير على غرار ما جرى
في عبرا في حزيران الماضي”.
وعلمت "المستقبل”
في السياق نفسه أن "مسؤولاً في إحدى القوى الاسلامية الفلسطينية سلم لجنة المتابعة
الفلسطينية مؤخراً معلومات مؤكدة بالأسماء والوقائع والأماكن عن خارطة انتشار سرايا
المقاومة في مخيم عين الحلوة ومحيطه واسم مسؤول كل مجموعة من مجموعات السرايا تلك”.
وكانت بعض الأوساط
في المخيم ومحيطه تحدثت مؤخراً عن ان "حزب الله عزز من عديد وجهوزية سرايا المقاومة
في منطقة تعمير عين الحلوة، وكلف أحد المسؤولين المحليين السابقين في التنظيم الشعبي
الناصري بمسؤولية السرايا في التعمير ورصد له ميزانية لتجنيد شبان من المنطقة لقاء
تأمين رخص السلاح والأسلحة لهم، وانه تم حتى الآن تشكيل 3 مجموعات داخل التعمير قوام
كل منها 30 عنصراً معظمهم من العناصر السابقة في التنظيم الناصري والذين تم تحويلهم
الى سرايا المقاومة”.
المصدر: المستقبل