الرئيس: الفلسطينيون ضيوف
في لبنان ولن يتدخلوا في شؤونه الداخلية
سليمان: نتعامل مع الفلسطينيين
كأخوة وما نستطيع تقديمه لهم نقوم به بطيب خاطر

الخميس، 04 تموز، 2013
قال الرئيس محمود عباس،
امس، إن اللاجئين الفلسطينيين ضيوف في لبنان ولن يتدخلوا في شؤونها الداخلية.
وأكد الرئيس في مؤتمر صحفي
مشترك مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان، أن وجود الفلسطينيين في لبنان مؤقت إلى
حين عودتهم إلى ديارهم، وأنه ليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقا. وقال: "نعول على
حماية الحكومة اللبنانية لأبناء شعبنا في المخيمات"
وشدد الرئيس عباس على أن
وحدة الأراضي اللبنانية وأمنها هي مسألة مقدسة بالنسبة لنا، وأن القرار حول السلاح
الفلسطيني في لبنان بيد الحكومة اللبنانية. وتابع: "إن موقفنا مما يجري ويحدث
في سوريا ومصر وغيرهما واضح، فنحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وهذه توجيهاتنا
لأبناء شعبنا، ونأمل أن نجنب اللاجئين من شعبنا في سوريا ولبنان أي تداعيات، ونؤكد
أننا لسنا فريقا في أي نزاع يقع هنا أو هناك”.
ويستضيف لبنان اكثر من
470 الف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى وكالة "الاونروا"، موزعين في 12 مخيما على
مختلف الاراضي اللبنانية. كما نزح اليه نحو 65 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا.
وقال الرئيس عباس ان هؤلاء
"جاءوا رغم انوفهم وغصبا عنهم بسبب ما جرى بالذات في مخيم اليرموك (في جنوب دمشق)
من اصطدامات"، مشيرا الى ان "كل همنا الآن ان نعيد الامور بالاتفاق مع الحكومة
السورية من أمن وأمان في اليرموك حتى يعود هؤلاء الذين خرجوا وبأقصى سرعة ممكنة”.
وأكد الرئيس ان "وحدة
الاراضي اللبنانية وسيادتها هي مسألة مقدسة في نظرنا"، مشيرا الى ان "السلاح
الفلسطيني في لبنان قرار بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ونحن نطيع كل ما نؤمر
به في هذا الموضوع”. الا انه شدد على ان "هناك أشخاصا آخرين ليس لنا علاقة بهم،
ولا نستطيع ان نعطيهم اوامر او نوجههم”.
وأكد الرئيس عباس أن الفلسطينيين
ليسو طرفا في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك ونرفض التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد،
ونحن بأمس الحاجة لدعم الجميع لشعبنا لنيل حريته واستقلاله”. وأعرب عن سعادته بزيارة
بيروت، وقال: "اغتنم هذه الفرصة لنقل تحيات شعبنا الفلسطيني للبنان الشقيق، وأشكركم
على مواقفكم الثابتة والمبدئية إلى جانب دولة فلسطين وشعبها عبر محطات نضاله وكفاحه
المستمر لنيل حريته وسيادته على ترابه الوطني”.
وأشار الرئيس عباس إلى
انه أجرى محادثات مثمرة مع نظيره اللبناني حول تطوير وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية،
وأطلعه على مجريات الأوضاع في فلسطين، ومجمل الأوضاع التي تعيشها منطقتنا وأثرها على
مجتمعاتنا، وقال: "نحن في فلسطين ندفع بكل ما من شأنه أن يعود بالخير على شعوبنا
وأقطارنا كافة”.
وأردف: "أطلعت الرئيس
سليمان على المباحثات التي أجريناها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، والجميع يعلم
أن الكرة في الملعب الإسرائيلي، وعليهم إثبات جدية موقفهم. وإن المبادرة العربية للسلام
أصبحت جزءا من الشرعية الدولية، وعندما نتكلم عن المرجعيات والشرعيات نتكلم عن هذه
المبادرة التي هي أثمن مبادرة ونقبلها كما هي من دون تعديل، فهذه المبادرة أنشئت لتنفذ
وستنفذ لأن لا مبادرة غيرها، ونؤكد تمسكنا بالسلام العادل والشامل على أساس حدود
1967 وعلى أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية”.
وأشار الرئيس إلى انه أكد
لنظيره اللبناني عزمنا على تحقيق المصالحة الفلسطينية التي لا بديل عنها، فهي مصلحة
وطنية عليا من خلال العودة إلى الشعب الفلسطيني مصدر السلطات ليقول كلمته الفصل، والمصالحة
تبدأ من الانتخابات التشريعية والرئاسية”.
من جانبه، قال سليمان:
"أجرينا اليوم محادثات مهمة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، تناولت سبل تعزيز
العلاقات الثنائية والمقاربات بدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وأوضاع اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان، وأكدنا أهمية عدم انزلاق الفلسطينيين إلى المشاكل الداخلية اللبنانية
وعدم انزلاقهم إلى الأزمة السورية. كما ثمنا الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من جماعات
فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا الأخيرة، وعمل الجيش اللبناني على فرض القانون”.
وأضاف: "تم تأكيد
ضرورة العمل معا لتطبيق مقررات الحوار التي تتعلق بالوجود الفلسطيني لا سيما ما يتعلق
بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، كما تم بحث ملف النازحين الفلسطينيين من سوريا، واتفقنا
على ضرورة إيجاد حلول سياسية للأزمات بالعالم العربي والعمل على ترسيخ العيش المشترك
على قاعدة المشاركة والمواطنة"، معتبرا أن "اللبنانيين والفلسطينيين أعطوا
العالم على مدى عقود مثالا على ما يمكن أن يكون عليه التنوع والانفتاح”.
وأوضح انه بحث مع الرئيس
عباس في الجهود الدولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء السعي لإيجاد حل
للصراع العربي الإسرائيلي في الشرق الأوسط كله، "وأكدت حرص لبنان على أن لا يأتي
أي حل على حسابه، وخصوصا عدم توطين اللاجئين الفلسطينيين. كما أكدت للرئيس عباس أن
اللبنانيين يقفون إلى جانب الفلسطينيين بمطلب العودة إلى وطنهم”.
وشدد على دعم لبنان للمساعي
الهادفة لقبول دولة فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وأشار إلى انه اتفق
مع الرئيس عباس على التواصل المستمر لخدمة قضية العدالة والاستقرار والسلام والتنمية
في دولنا وعلى مساحة العالم العربي.
وردا عن سؤال، قال سليمان
"نتعامل مع الفلسطينيين كأخوة وما نستطيع تقديمه لهم نقوم به بطيبة خاطر، ولكن
هناك مشكلة نواجهها هي استغلال العدو لأي شيء نقوم به للتوطين وهذا ما نحاربه مع الرئيس
الفلسطيني”.
أما بالنسبة إلى تحسين
الأوضاع المعيشية والحياتية للاجئين الفلسطينيين، فأشار سليمان إلى أن "هذا قرار
اتخذته الحكومة اللبنانية وهيئة الحوار، كما اتخذ قراراً بتنظيم السلاح الفلسطيني،
تحسين الأوضاع موضوع جار وقد نفذ وأقر قانونان بالنسبة للاجئين الفلسطينيين وكل الأمور
التي ينبغي إقرارها لتحسين هذه الأوضاع فمستعدون للسير بها من دون أن ننسى أن الأمور
الداخلية اللبنانية لا تسير بخير. قمنا باعمار جزء من مخيم نهر البارد ولكن الأموال
التي وُعدنا بها لاعمار المخيم لم تأت”.
وتبادل الرئيسان عباس وسليمان،
الأوسمة، حيث قلده الرئيس عباس وسام نجمة القدس، وبادله نظيره اللبناني بتقليده وسام
الاستحقاق من الرتبة الاستثنائية. ووقع الرئيس عباس في سجل الشرف، ثم زرع شجرة الصداقة
في حديقة الرؤساء.
وكان الرئيس عباس وصل بعد
ظهر امس الى مطار بيروت الدولي على متن طائرة خاصة. ومن المقرر ان تشمل زيارته لقاءات
مع مسؤولين لبنانيين وممثلين للفصائل الفلسطينية، اضافة الى متابعة قضايا اللاجئين.
المصدر: بيروت - وكالات