القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

صبرا وشاتيلا: تجديد الذكرى وتسمية القاتل

صبرا وشاتيلا: تجديد الذكرى وتسمية القاتل



الأربعاء، 19 أيلول، 2012

تحمل المرأة صورة لشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا. تدخل مسرح «المركز الثقافي لبلدية الغبيري». ليست وحدها. يشاركها الذكرى وفد عالمي حضر خصيصاً إلى لبنان من أجل تذكر الضحايا. يضم وفد حملة «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» ناشطين من ايطاليا واسبانيا والولايات المتحدة وتركيا وغيرها. حضروا أمس، مثل كل عام، لتجديد الذكرى، أو لتسمية القاتل باسمه، كما قالت أنطونتا كاريني، شقيقة مؤسس الحملة الراحل ستيفانو كاريني. كدس القتلى، وبيوتهم، في الشوارع في أيلول 1982. كانت، في الوقت نفسه، «عيون العرب مغمضة، ومؤسسات حقوق الإنسان غائبة عن السمع»، وفق عطا الله حمود، مقدم الحفل. كأن شيئاً لم يكن. لكن، «يولد اليوم في مخيمات الشرف والكرامة جيل يؤمن بالمقاومة وخيارها. لذا، لن يجرؤ العدو على تكرار هذه الحماقة». مثلت المناضلة شهيرة عوائل الشهداء. قالت إن «المجرمين حولوا حياتنا إلى دماء مسكوبة في الطرق». لم تكن هذه المجزرة غير شهادة إضافية على وحشية العدو. «ذنبنا الوحيد أننا شعب يحب الحياة». لا يزال جرح أهل المخيم ينزف. يكبر الجرح. إذ لم ينسوا بعد صور الدم في بيوتهم. ولا غابت صرخات الألم. «وهي لا تزال تصرخ لتحصّل حقها في العدالة ومعاقبة القتلة». أشارت كاريني إلى أهمية الضمائر التي رفضت التستر عن هذه الجريمة. يساعد نشرها، والتذكير بها، في تحريك الرأي العام العالمي، وفقها. ثم أن هذا ما يحبط المشروع الإسرائيلي «الذي يريد دفن صبرا وشاتيلا وأهلها وذاكرتهم». لا تزال المجزرة حية في الذاكرة «كأنها دائرة رعب يعيش فيها الأحياء بجانب الأموات». لكن تذكرها لا يعني تجاهل حاجات الأحياء ولا حقهم في العودة إلى أرضهم. ثم، تحدث سفير فلسطين أشرف دبور عما تتعرض له فلسطين من محاولة لتغيير واقعها. «لكن، ليعلم العدو، سنبقى في هذه الأرض لأن الحاضر والمستقبل لنا. فاخرجوا منها». أما رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا فرأى أن «ما مر، منذ 30 عاماً، يؤكد أن الأرض لا تحررها القرارات الدولية ولا العنتريات إنما المقاومة المسلحة». لكن، أيضاً، واقع المخيمات من الناحية العمرانية ليس سليماً. تزيد الناس ويمنعون من التوسع. «لا أقصد هدم المخيم. لكن لا بد من إيجاد بديل يستوعب الأجيال المقبلة بحد أدنى من الأمن والسلامة». مشى الحضور بعدها إلى مقبرة شهداء المجزرة. سبقهم أطفال يحملون أعلام فلسطين. الأرض المسيّجة الترابية يتمركز فيها ضريح جماعي. رمز غيابهم. شاهد توحد موتهم في الواحد. كأنه تمثيل مضاعف لموت لا يأخذهم غير جماعة. وقف عنده الزوار. وضعوا أكاليل الورد. وزع ناشطون ملصقات تبين حالة مداخل المخيمات في لبنان. الأزقة الضيقة والأشكال الباطونية الغريبة. يشرح نص مرفق حرمان فلسطينيي لبنان من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والمدنية. وهي صور «حياة صعبة» يعيشونها في المخيمات والتجمعات، كما يصفها الملصق. انطلقوا، لاحقاً، متفرقين إلى «مركز الشباب الفلسطيني» داخل المخيم، حيث نظم معرض لصور المجزرة.

المصدر: عاصم بدر الدين – السفير