القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

صيدا محور حراك سياسي لبناني ـ فلسطيني

صيدا محور حراك سياسي لبناني ـ فلسطيني


الخميس، 12 أيلول، 2013

على وقع الهاجس الامني المتنقل لبنانيا خوفا من سيارات مفخخة حينا وترقبا للتهديد الاميركي الغربي بشن عدوان على سورية، طغى الحراك السياسي اللبناني ـ الفلسطيني من بوابة صيدا على بقية الملفات والعنوان "تحصين واقع المخيمات على خلفية اشكال برج البراجنة، وعلى ضوء المساعي لتشكيل قوة امنية مشتركة في عين الحلوة"، وشهدت المدينة زيارتين لافتتين لوفدين قياديين من "حزب الله" والجبهة الشعبية –"القيادة العامة". شكل رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري محور زيارتي وفد "حزب الله" برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي ومسؤول الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في لبنان مصطفى رامز "ابو عماد" حيث عقد لقاء ثلاثي غير مقرر مسبقا، اذ صودف ان مواعيد الزيارتين كانت متقاربة، فشكلت مناسبة لاطلاق موقف موحد من التطورات السياسية والامنية في المنطقة على ضوء التهديد بشن عدوان عسكري على سورية.

واعتبر قماطي "أن محور المقاومة قد حقق انتصاراً نوعياً من خلال فرضه معادلة جديدة على المستوى الإقليمي أجبرت الأميركيين على التراجع عن مشروعهم العدواني والانخراط في الحل السياسي بناءً على المبادرة الروسية"، قائلا "ان هذا التطور النوعي ما كان ليحدث لولا قناعة الأميركيين بالخطر المحدق بحلفائهم بالمنطقة وبمصالحهم، ولولا القدرة والإرادة التي يمتلكها محور المقاومة والممانعة في حتمية الرد على أي عدوان عسكري بمثله، وتهديد مصالح الأميركيين وحلفائهم، وأمن العدو الإسرائيلي وقدراته العسكرية"، مؤكدا"ان ما حصل هو استمرار لمعادلة الردع التي فرضتها المقاومة في العام 2006 ولكن على نطاقٍ أكبر وأشمل إقليمياً، وأكثر توازناً دولياً، مؤكداً أن لبنان بحاجة لحكومة وفاق وطني يشترك فيها الجميع كل بحسب تمثيله النيابي. بينما اعتبر البزري أن ما حدث في الأيام الأخيرة يحمل ثلاث عبر:الأولى هي في أن خيار المقاومة والتصدي إذا ما وجدت الإرادة والشجاعة وحسن الإدارة السياسية والعسكرية قادر على تعديل الإرادة الأميركية وتلافي أخطار المشروع الأميركي الصهيوني وهزيمته، أما العبرة الثانية فهي أن هذه المواجهة مع مشروع العدوان الأميركي قد فتحت نافذة هامة لإيجاد مساحة مشتركة بين مختلف القوى الإسلامية والقومية والإصلاحية المخلصة في الوطن العربي، ويجب الاستفادة من هذه اللحظة التاريخية لإعادة بناء الثقة وتوثيق التعاون بين مختلف القوى التي افترقت في الرؤية حول ما يحدث في بعض الساحات العربية إلاّ أنها اجتمعت على مواجهة العدوان الأميركي ورفضه، أما العبرة الثالثة والأخيرة فتتجلى في حاجة اللبنانيين للعودة للوفاق والحوار وتشكيل حكومة واقع وطني تفرضها التوازنات الحقيقية للقوى السياسية اللبنانية وتحالفاتها، وهي مناسبة للرئيس المكلف تمام سلام للخروج بحكومة مصلحة ووحدة وطنية تقي لبنان تداعيات المستجدات الأمنية الخطيرة التي قد تنعكس عليه داخلياً.

واكد رامز ضرورة الاستقرار الأمني في المخيمات الفلسطينية وعدم انجرارها نحو الصراعات الداخلية في أي ساحة عربية وخصوصاً لبنان، لأن في ذلك خسارة للفلسطينيين أنفسهم، وضربة قاصمة لمشروعية قضيتهم، داعياً الى ضرورة تفعيل الحوار الفلسطيني- الفلسطيني وعدم الانجرار نحو تسمية سلمية فارغة المضمون تهدف الى تصفية القضية، قائلا ان كل ما يحدث في المنطقة يهدف الى إفراغ القضية الفلسطينية من مضمونها السياسي، وتحويل الأنظار عمّا يحدث في فلسطين المحتلة لصالح العدو الإسرائيلي. كما زار الحاج قماطي على رأس وفد الحزب الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق اسامة سعد، بينما زار رامز رئيس تيار الفجر عبد الترياقي الذي اكد ان قوى الساحة اللبنانية والفلسطينية مدعوة اكثر من اي وقت مضى وفي اطار التصدي للغزو الاميركي الزاحف،الى العمل على احباط كافة إثارات الفتنة المتنقلة التي تهدف الى تحقيق اختراقات واسعة في العلاقات اللبنانية الفلسطينية انطلاقاً من مشاريع تصادم مذهبي واضحة المعالم والأهداف وذلك بغية إفقاد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية فاعليتهما ومشروعيتهما الشعبية اللتين تتمتعان بهما وهذا ما يجعل مهمة الغزو الاجنبي أسهل بكثير بفعل انشغال ساحاتنا بالقضايا الفتنوية السخيفة والضالة والمدمرة، ويتيح للعدو الصهيوني ان ينفذ فصولاً جديدة من مخططه الاستيطاني التوسعي البغيض .

محمد دهشة - البلد