ماذا في جعبة الرئيس الفلسطيني عشية زيارته الرسمية
للبنان في خضم التطورات السياسية والأمنية في المنطقة؟
عباس لـ «اللواء»: لن نسمح بأن تكون المخيمات صندوق
بريد لتنفيذ أجندات خارجية

الأربعاء، 03 تموز، 2013
ندعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها ونقف إلى جانبها
في مواجهة محاولات المساس بالأمن والاستقرار
كيري قدّم أطروحات بنّاءة لكن تحتاج إلى مزيد من
التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة إلى المفاوضات
لا نتدخل بالشؤون الداخلية لأي بلد عربي كما نرفض
تدخل أي دولة في شؤوننا
ندعم الحوار السوري – السوري للوصول إلى الأمن والاستقرار
وعودة الحياة إلى طبيعتها
مستمرون بالجهود لإنجاز المصالحة الفلسطينية لا
وطن للفلسطينيين إلا فلسطين
حريصون على السلام.. ونقول للإسرائيليين الوقت من
ذهب ومهم جداً نتيجة للأوضاع التي تعيشها المنطقة
هل يقوم «أبو مازن» بدور للملمة الواقع العربي؟
يؤكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس «عدم التدخل
بالشؤون الداخلية اللبنانية، في اختلاف وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين، بشأن
القضايا السياسية التي تمر بها البلاد»، مُشدداً على «دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها
وقواها، والوقوف إلى جانبها بشتى السبل والإمكانيات، في حال تعرضها لأي اعتداء أو محاولة
للمساس بأمن واستقرار لبنان، فعندها سيُثبت الفلسطينيون وفاءهم للبنان، الذي قدّم كثيراً
من أجل القضية الفلسطينية، على مرّ السنوات، وهذا هو أقل الواجب»...
يُشدد الرئيس عباس عشية زيارته الرسمية إلى لبنان
اليوم (الأربعاء) «أن الفلسطينيين في لبنان ضيوف مؤقتون لحين العودة إلى أرض الوطن،
تنفيذاً للقرار الدولي 194، ويلتزمون بالقوانين والأنظمة اللبنانية»...
الرئيس «أبو مازن» خصّ «اللـواء» بحديث صحفي أجريناه
معه مساء أمس (الثلاثاء) في العاصمة الأردنية، عمّان، على الرغم من برنامج مواعيده
واجتماعاته ولقاءاته في رام الله، قبل الوصول إلى عمّان، ومتابعة عقد سلسلة من الاجتماعات
مع عدد من المسؤولين العرب والأجانب، في خضم التطورات السياسية والأمنية في المنطقة...
ويُؤكد الرئيس «أبو مازن» على «أهمية عدم زج الفلسطينيين
في لبنان بأي إشكالات أو أحداث تحصل، لأن الأيام أثبتت أنه لا يوجد مشروع سياسي ولا
عسكري ولا أمني للفلسطينيين في لبنان، بل يتعاونون مع المؤسسات والهيئات الرسمية اللبنانية،
بما يخدم لبنان وفلسطين»...
وينوّه الرئيس عباس «بما قدّمه لبنان من تضحيات
جسام، ليس فقط من خلال استضافته الفلسطينيين، بل من خلال دعم القضية الفلسطينية على
مرّ السنوات، وبشكل خاص في المعركة الدبلوماسية عندما قدّمت دولة فلسطين طلب العضوية
عبر «مجلس الأمن الدولي» في العام 2011، ثم رفع مستوى تمثيل دولة فلسطين إلى دولة مراقب
في «هيئة الأمم المتحدة» في العام 2012»...
الزيارة الرسمية للرئيس الفلسطيني تأتي تلبية لدعوة
الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، وتكتسب أهميتها لأنها:
- الزيارة الرسمية
الأولى للرئيس الفلسطيني بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ورفع مستوى التمثيل في
«هيئة الأمم المتحدة».
- بعد الاعتراف اللبناني
بالدولة الفلسطينية، ورفع مستوى التمثيل إلى مستوى سفارة، حيث عُيّن السفير أشرف دبور
كأول سفير لدولة فلسطين، وفوق العادة.
لشكر لبنان وعلى رأسه الرئيس سليمان على مواقفه
تجاه القضية الفلسطينية في الداخل اللبناني وعربياً ودولياً، خصوصاً في المحافل الدولية،
وبشكل أخص في مسيرة إقرار الحق الفلسطيني عبر «مجلس الأمن» أو «هيئة الأمم المتحدة»...
- الشرح للقيادات اللبنانية
تفاصيل مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية، وتهويد القدس ومصادرة الأراضي والممتلكات واستمرار
اعتقال الفلسطينيين.
- وضعهم في أجواء المساعي
التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في محاولة لإعطاء دفع إلى مسار العملية
التفاوضية، التي تُواجَه بالتعنت الإسرائيلي.
- بحث الواقع العربي
في ظل حالة الحراك التي تشهدها العديد من البلدان العربية.
تستغرق زيارة الرئيس الفلسطيني 4 أيام، وتُعتبر
الأطول، والتي وضع تفاصيلها السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور بالتنسيق مع رئاسة
الجمهورية اللبنانية والرئاسة الفلسطينية، وستكون في جزء منها رسمية عبر لقاءات مع
المسؤولين الرسميين اللبنانيين، وأخرى من خلال لقاءات مع قيادات لبنانية سياسية وحزبية
وروحية طلبت مواعيد للقاء الرئيس «أبو مازن». إضافة إلى لقاء برؤساء تحرير وممثلي مختلف
وسائل الإعلام في لبنان.
هذا فضلاً عن أنه سيكون هناك جزء مخصص للقضايا الفلسطينية،
حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني بممثلي الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية
وفاعليات تمثل مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني في لبنان، ووضعهم في أجواء التطورات التي
تشهدها القضية الفلسطينية، والمراحل التي قطعتها المصالحة الوطنية الداخلية.
التمسك بالثوابت
ويُشدّد الرئيس «أبو مازن» على:
- احترام الفلسطينيين
في لبنان للضيافة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية.
- عدم إفساح المجال
لأي كان باستخدام الورقة الفلسطينية أو الزج بالفلسطينيين في أي اصطفاف ضمن اختلاف
وجهات النظر بين القيادات والأطراف اللبنانية.
- عدم اللجوء إلى استخدام
السلاح في حل أي من المشاكل، وتسليم المسيئين والمخلين بالأمن إلى السلطات القضائية
والأمنية اللبنانية.
- العمل على تفعيل
وتمتين تعايش المخيمات الفلسطينية مع الجوار والمحيط .
- أهمية تفعيل دور
اللجان الشعبية والهيئات والمنظمات الأهلية والاجتماعية في مختلف المخيمات والتجمعات
الفلسطينية، وتفعيل التواصل بين الفلسطينيين في الشتات والداخل الفلسطيني.
- التأكيد على أن لا
وطن للفلسطينيين إلا فلسطين، وأن إقامتهم في الشتات مؤقتة، وهذا ما يدحض كل الأحاديث
عن توطين أو إعادة تهجير للفلسطينيين، فـ «أبناء شعبي متمسكون بحق العودة وفقاً للقرار
الدولي 194، الذي نص على عودتهم إلى أرض الوطن».
- إبلاغ من يعنيهم
الأمر، أن المخيمات ترفض سعي البعض لتصويرها بأنها «بؤر أمنية»، بل سيكون لها دور مهم
في تثبيت الأمن والاستقرار اللبناني، ولن نسمح بأن تكون المخيمات «صندوق بريد» وتنفيذ
أجندات خارجية، حيث سنمنع ذلك إذا ما حاول البعض القيام به، لأن أبناء شعبنا، يحفظون
ما قدّمه لبنان لهم من تضحيات، ولن يغمدوا خنجرهم في ظهره، بل سيكونون قرابين من أجل
وحدة لبنان وأمنه واستقراره، لأن لبنان القوي هو عامل مساعد للقضية الفلسطينية، وقد
لمسنا الدعم اللبناني خلال معركتنا السياسية على طريق «الأمم المتحدة»...
وبعد رفع مستوى الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وبعدما
أثبت الفلسطينيون أنهم لم يكونوا طرفاً في ما يجري في لبنان، فمن المتوقع أن يطرح الرئيس
عباس مع القيادات اللبنانية، ضرورة السماح للفلسطينيين بالعمل، خصوصاً في المهن الحرة،
وإقرار الحقوق المعيشية والاجتماعية والمدنية وحق التملك، لأن ذلك يُساهم برفض التوطين،
وليس تعزيز فكرة التوطين، وأنه مهما تملك الفلسطينيون في مختلف أصقاع العالم، يبقى
هاجسهم العودة إلى أرض الوطن في فلسطين.
ويشدّد الرئيس «أبو مازن» على «مواصلة استكمال الجهود
لتنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية، وفق ما اتفقت عليه الفصائل الفلسطينية بالتوقيع على
ورقة المصالحة في القاهرة وإعلان الدوحة»...
ويرى «ان تنفيذ المصالحة هو حاجة ضرورية للشعب الفلسطيني،
لإنهاء حالة الانقسام، لأن توحيد الصف الفلسطيني يُساهم في مواجهة المخططات كافة التي
تُحاك ضد القضية الفلسطينية، حيث المستفيد الأول من الانقسام والتشرذم، هو الاحتلال
الإسرائيلي»...
عدم التدخل
بما يجري في سوريا
وقد أولى الرئيس «أبو مازن» اهتمامه بقضية النازحين
الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، عبر تقديم كافة المساعدات والاحتياجات والإقامة المؤقتة،
إلى حين عودتهم إلى سوريا، ومن ثم العودة إلى وطنهم فلسطين.
وخصص الرئيس الفلسطيني مبلغ مليون دولار أميركي
شهرياً للنازحين الفلسطينيين من سوريا، ممن بقوا في سوريا، أو نزحوا إلى لبنان والأردن
ومصر وغزة. وهذا يتطلب من «الأونروا» والدول التي نزح إليها اللاجئون والدول المانحة،
وتقديم الدعم للنازحين الفلسطينيين من سوريا، كما للنازحين السوريين.
يُسجل للرئيس عباس تأكيده على الموقف الفلسطيني
الثابت «بعدم التدخل بما يجري في سوريا، ويدعم الحوار السوري – السوري للوصول إلى الأمن
والاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها، كما نصت عليه «وثيقتا جنيف 1و2» وأن لا حل في
سوريا إلا بالحوار».
وقد أوفد الرئيس «أبو مازن» وفداً فلسطينياً مركزياً
إلى سوريا لمعالجة الأوضاع الحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين، والعمل على إعادة
مَن خرجوا من المخيمات إلى مخيماتهم، وإنهاء الوجود المسلح في تلك المخيمات. وهذا الوفد
هو لجنة دائمة لمتابعة الأوضاع فلسطينياً ومع الجهات السورية.
الرئيس الفلسطيني مطمئن إلى «أن القضية الفلسطينية
ما زالت نقطة تلاقي لدى مختلف الأطراف العربية والإسلامية والمسيحية من أحرار العالم».
ولذلك يتوقع البعض أن يقوم بدور ريادي في محاولة لملمة الواقع العربي المؤلم، في ظل
التشرذم وسياسة المحاور التي تُعاني منها المنطقة العربية»...
محاولة جمع
الصف العربي
من يُتابع الرئيس الفلسطيني يُلاحظ حرصه في كل زياراته
على «أهمية التنسيق العربي، ومحاولة جمع الصف وتأمين الحد الأدنى من التضامن العربي،
في مواجهة استمرار المشاريع الإسرائيلية، المستفيد الأول من تفتيت المنطقة العربية
إلى كانتونات مذهبية وطائفية، وهو ما يحقق الحلم الإسرائيلي بإقامة الدولة اليهودية».
لقد بات من الواضح أن المسؤولين الإسرائيليين يشنّون
حرباً شعواء على الرئيس الفلسطيني، ويصفونه بأنه أصبح عائقاً أمام المسيرة السلمية،
في صورة تُعيد الأذهان إلى 9 سنوات خلت، في مثل هذه الأيام بالذات، يوم شنت هجوماً
على الرئيس الشهيد ياسر عرفات، واغتالته سياسياً قبل أن تغتاله جسدياً.
وبالرغم من ذلك، فإن الرئيس «أبو مازن» متمسك بالثوابت
الوطنية، ولا يحيد عنها قيد أنملة، فمن كان شريكاً في الطلقة الأولى في العام 1965،
اختار طريق النضال من أجل فلسطين، وتطوّر هذا الأداء عملاً فدائياً وحراكاً سياسياً
ودبلوماسياً، وصولاً إلى تحقيق إقرار رفع مستوى تمثيل فلسطين من كيان إلى دولة في أعلى
منبر دولي، فضلاً عن العديد من المؤسسات الدولية الأخرى.
هذه الصلابة التي يمتاز بها الرئيس «أبو مازن»،
تجعل منه صمّام أمان للقضية الفلسطينية، فهو لم يأبه للتهويل ولا الترغيب ولا التهويد
ولا التهديد، وقال مراراً وتكراراً «لا» لـ «الفيتو» الأميركي، وفي أصعب الظروف وأحلكها،
لأنه واثق من أن شعبه معه، ولن يُفرّط بثوابت القضية الفلسطينية.
ولهذا، فإن الرئيس الفلسطيني، الذي انطلق بقناعاته
مدعوماً من شعبه ومن الأحرار في العالم إلى «الأمم المتحدة»، ما زال يصر على الثوابت
التي أعلن عنها «بعدم العودة إلى المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، إلا بعد تنفيذ
الالتزامات الإسرائيلية بوقف الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع
من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح الأسرى، وهو ما تسعى حكومة بنيامين
نتنياهو إلى عدم الالتزام بتنفيذه، بل تُمعن في محاولات تهويد القدس وبناء المزيد من
المستوطنات في القدس والضفة الغربية، واعتقال الفلسطينيين وزجّهم في السجون، لكن كل
وسائل الضغط هذه لم تُرهب الفلسطينيين».
كيري جاد ومصمم
على الوصول إلى حل
وبالرغم من عدم مصداقية الموقف الإسرائيلي في جولات
وزير الخارجية الأميركي كيري، إلا أن الرئيس الفلسطيني ما زال يعطيه الفرصة، لكن التعنّت
الإسرائيلي يحول دون الوصول إلى أي استئناف للمفاوضات.
ويُوضح الرئيس عباس «إننا متفائلون لأن كيري جاد
ومصمم على الوصول إلى حل، ونأمل أن يأتي الوقت للعودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات وتناول
كافة القضايا الأساسية بيننا».
ويكشف أنه «عقد مع كيري في الأيام الأخيرة ثلاثة
اجتماعات للوصول إلى أرضية لبدء المفاوضات، وأن الحديث لم يقتصر على بداية المفاوضات،
لكن تناولنا جميع القضايا التي تهمّ الفلسطينيين والإسرائيليين بالتأكيد».
ويشير إلى «أن كيري قدّم أطروحات مفيدة وليست سيئة،
وأطروحات بناءة ولكن تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة إلى المفاوضات.
وقد وعد كيري بالعودة إلى المنطقة خلال أسبوع، وترَك مجموعة من وفده لمتابعة كافة القضايا».
ويقول الرئيس عباس: «نحن حريصون على السلام، ونقول
للإسرائيليين: الوقت من ذهب، الوقت مهم جداً نتيجة للأوضاع التي تعيشها المنطقة».
الرئيس اللاجئ، الذي عانى ما عاناه عند نكبة فلسطين
في العام 1948، يعرف تماماً ما معنى اللجوء والنزوح، لذلك يعتصر قلبه ألماً عندما يرى
«أي أحداث تقع في بلد عربي تؤدي إلى نزوح أو هجرة أو لجوء»، ويتمنى «ألا تطول تلك الغربة
كما حصل مع أبناء شعبي الفلسطيني».
لا تدخّل بشؤون البلدان العربية
ويعتبر «أن ما يجري في بعض البلدان العربية أمر
داخلي، فـنحن لا نتدخل بالشؤون الداخلية لأي بلدٍ عربي، بل تقرر سياسته قيادته وشعبه،
وكما نحن نرفض تدخل أي دولة في شؤوننا الداخلية، فإننا لا نتدخل في شؤون أي دولة، وقد
عانينا ما عانيناه من تدخلات البعض في شؤوننا الداخلية، لذلك لا نريد إعادة التجربة
الأليمة التي مررنا بها، بل ما نتطلع إليه هو استقرار البلاد العربية، والتوافق في
ما بين مكوناتها السياسية على قيادتها، لأن موقف أي بلد عربي، هو دعم للقضية الفلسطينية،
وأي تمزق في أي قطرٍ عربي، هو ضرب للقضية الفلسطينية، خصوصاً أن هناك من يسعى إلى تغيير
سلم الأولويات في العالم العربي، وعدم جعل القضية الفلسطينية في الطليعة، بل أن تكون
دون ذلك، لكن مهما حاولوا، تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب والمسلمين
والأحرار في العالم، وقد أثبتت الأيام ذلك، فالشعب الفلسطيني هو آخر شعب ما زالت أرضه
تحت الاحتلال، والذي يُعتبر أطول احتلال في تاريخنا، وما يأمله شعبنا هو تحرير أراضيه
من الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو
67 وعاصمتها القدس».
تفعيل العمل المؤسساتي
المتتبع لخطوات الرئيس الفلسطيني، يُمكنه ملاحظة
حرصه على العمل المؤسساتي، التي يعول عليها كثيراً، لأنها الأساس في العمل المشترك
المنتج والفعال، وهو ما يحرص عليه الرئيس «أبو مازن» عبر إطلاق عدد من المؤسسات والهيئات
والصناديق التي تُعنى بمختلف النواحي التي تهم اللاجئين الفلسطينيين، وبشكل خاص في
لبنان، وفي مقدمة ذلك على المستويات التعليمية والاستشفائية والطبية والاغاثية، وتعزيز
التواصل والتكافل والتضامن الاجتماعي والرياضي، إضافة إلى الواقع الدبلوماسي الرسمي
عبر سفارة دولة فلسطين التي جرى رفع مستوى تمثيلها من قبل لبنان في العام 2011.
وتشمل هذه الصناديق:
- «صندوق الرئيس محمود عباس لدعم الطلبة الجامعيين الفلسطينيين»، والتي تقدم
مساعدات لجميع الطلبة الجامعيين، وفي مختلف جامعات لبنان، من أبناء الشعب الفلسطيني
كافة، من دون النظر إلى الانتماء السياسي.
- الاهتمام بأسر الشهداء
والجرحى، الذين قدّموا الدماء الغالية من أجل القضية الفلسطينية.
- صندوق الضمان، الذي
يُقدّم الخدمات الطبية والاستشفائية، خاصة أن كلفة الاستشفاء في لبنان مرتفعة جداً،
ويُمكن من خلال تقديماته وتقديمات وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مساعدة
أبناء شعبنا على تأمين العلاج.
- صندوق التكافل، بأن
تكفل أسرة فلسطينية، أسرة في لبنان، عبر الالتزام بتقديم مساعدة شهرية، تُساعد على
مواجهة متطلبات الحياة، وهو ما يؤكد التآخي بين أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
- صندوق الاستثمار،
الذي يُقدّم مساعدات للمرأة وأصحاب المهن الصغيرة، من أجل دعم مشاريع إنتاجية تُساعدهم
في تأمين متطلبات عائلاتهم.
- الاهتمام بالجيل
الشاب، عبر الرياضة والأنشطة الثقافية والاجتماعية، من أجل إبعاد الشباب عن الآفات
الاجتماعية، التي تُشكل خطراً كبيراً على جيل الشباب، وتُلحق ضرراً فادحاً ليس بهم
فقط، بل بأسرهم أيضاً.
هذا الاهتمام نابع من أهمية دور الشباب الذي يرى
الرئيس «أبو مازن» «أن له دوراً أساسياً، فهم عماد الوطن وأمله ومستقبله، حيث سيكون
لهم شأن رفيع المستوى، وقد سجل أبناؤنا إبداعات في العديد من المجالات، منهم في الأسابيع
الماضية: الدكتورة إقبال محمود الأسعد، التي حققت مُعجزة بنيلها شهادة الطب لتكون أصغر
طبيبة في العالم وهي لم تبلغ الـ20 عاماً بعد. وكذلك الفنان المبدع محمد عساف، وغيرهما.
وهذا ما يُؤكد أن أبناء شعبنا، يحفرون الصخر من أجل تحقيق الإبداع والإنجازات».
المصدر: اللواء