القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عباس: نطبّق ما يقوله لبنان حرفياً في عين الحلوة

عباس: نطبّق ما يقوله لبنان حرفياً في عين الحلوة


الثلاثاء، 20 أيلول، 2016

حذّر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام من تعرض لبنان لخطر الانهيار اذا لم تبذل الاسرة الدولية جهودا كبيرة في ملف النازحين.

ودعا الى «وضع خارطة طريق مفصّلة لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم. وأن هذه الخطة المفصلة يجب ان تُرسم خلال ثلاثة أشهر وتحدّد حاجات النقل واماكن الانطلاق مع كامل تكاليفها الماديّة».

مواقف الرئيس سلام جاءت خلال الكلمة التي ألقاها في قمة الامم المتحدة للاجئين والنازحين وجاء فيها: يشهد العالم أسوأ أزمة نزوح قسري في التاريخ، مع كل ما يعانيه ذلك من معاناة وبؤس وجريمة وانتهاك حقوق الانسان وكرامته، وتدمير مصائر شعوب بأكملها.

في لبنان، بات النازحون السوريون يشكلون ما يوازي ثلث عدد السكان. وإلى جانبهم هناك اعداد كبيرة من  اللاجئين الفلسطينيين الذين اضيف اليهم نحو خمسين الف فلسطيني جاؤوا هرباً من القتال في سوريا، تواجه منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) صعوبات  كبيرة في مساعدتهم بسبب نقص الموارد المالية.

ونبّه الى إن هذا الدفق الهائل والمفاجئ من النازحين يسبب مشاكل خطيرة لاستقرارنا وأمننا واقتصادنا وللبنى الخدماتية العامة، تزداد فداحة يوما بعد يوم بما لا يُبشّر بالخير بالنسبة لمستقبل بلدنا وأجيالنا الطالعة.

واضاف: تفيد إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان اكثر من مئة الف طفل سوري ولدوا في لبنان منذ بدء الأزمة في العام 2011، اكثر من خمسين في المئة منهم رأوا النور في الأشهر الثمانية عشرة الماضية. بكلام آخر، يفوق عدد الولادات السورية في لبنان عدد السوريين الذين يتم ترحيلهم واستقبالهم في دول أخرى، بما يعني ان عدد النازحين مستمر في الازدياد.

إنه من المستحيل ان يستطيع لبنان وحده التعامل مع تحدٍ وجودي بهذا الحجم. إنّ هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

وقال: إنني واثق من أنك تتفق معي، سعادة الأمين العام، بأنه ما لم تبذل الأسرة الدولية جهودا كبيرة في هذا المجال، فإن لبنان معرّض لخطر الانهيار.

ودعا العالم لأن يضع على وجه السرعة تصوراً يتضمن الخطوات التالية:

أولاً: وضع خارطة طريق مفصّلة لعودة آمنة وكريمة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان الى بلدهم. إن هذه الخطة المفصلة يجب ان تُرسم خلال ثلاثة أشهر وتحدّد حاجات النقل واماكن الانطلاق مع كامل تكاليفها الماديّة. إنّ جمع الأموال اللازمة لهذه الخطة يجب ان يبدأ على الفور لكي يكون بالامكان البدء بالتطبيق السريع بمجرد ان تسمح الظروف بذلك.

ثانياً: تحديد حصص لدول المنطقة وغيرها لتشارك الأعباء مع لبنان، على ان تبدأ مفاوضات تفعيل جهود إعادة  توزيع النازحين خارج لبنان قبل نهاية العام الحالي.

ثالثاً: تكثيف تمويل مشاريع التنمية على  المستوى المحلي والاقليمي.

رابعاً: الشروع في تحضير تقرير موثوق عن المدفوعات التي قدمها المانحون حسب القطاعات.

خامساً: إطلاق حملة لجمع الأموال لصالح  الاونروا لتمكينها من القيام بواجباتها الانسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، واكمال برامجها التعليمية، وإكمال عملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد.

سعادة الأمين العام

يواجه بلدي خطراً حقيقياً..

اضاف: ما فعله اللبنانيون باستضافة مليون ونصف مليون نازح سوري عمل  غير مسبوق.

ما فعله اللبنانيون بإنفاق خمسة عشر مليار دولار - لا يملكونها - في غضون ثلاث سنوات لإغاثة النازحين السوريين هو  أيضاً عمل غير مسبوق.

ما فعله اللبنانيون عبر حفظ الاستقرار والانتظام العام والأمن بوسائل ضعيفة هو عمل غير مسبوق.

ما فعله اللبنانيون لتأمين التعليم لأكبر عدد ممكن من أولاد النازحين السوريين غير مسبوق.

ما فعله اللبنانيون الذين حرموا أحيانا أسرّة في المستشفيات بسبب إشغالها من قبل النازحين السوريين غير مسبوق.

ما فعله اللبنانيون عبر الحدّ من تهريب البشر الى الشواطئ الاوروبية كذلك غير مسبوق.

فمتى يا سعادة الأمين العام... متى سيفعل العالم شيئاً من اجل لبنان؟

ومتى ستتصدى الأمم المتحدة للمهمة وتتولى حشد جهود جدّية من أجل مساعدة اللاجئين والنازحين، تطبيقاً لمسؤوليتها الرئيسية.. وهي حفظ السلام والاستقرار في العالم.

طاولة مستديرة

بعد ذلك ترأس سلام بالاشتراك مع وزير الخارجية التركي مولود شاوش اوغلو طاولة مستديرة في الامم المتحدة تعقد تحت عنوان الجهد والتعاون الدوليان حول اللاجئين والمهاجرين والقضايا المتعلقة بالنزوح، وافتتح الرئيس سلام الجلسة  بالبيان الافتتاحي قائلا:

اسمحوا لي بداية أن أشكر الأمين العام على مبادرته لتنظيم هذا اللقاء الرفيع المستوى، وتحضير الوثائق الاساسية التي تأخذ بالاعتبار الوقائع الخاصة المتعلقة بمختلف البلدان.

فمن الأهمية بمكان، بالنسبة الينا، هو أن تتحدث هذه الوثائق عن تعزيز المجتمعات المضيفة للنازحين، منعاً لحصول توتر اجتماعي يزرع بذور عدم الاستقرار.

ومن المهم أيضاً تقوية التعاون الدولي في مواجهة مشكلة بهذا الحجم، وتأمين تكامل الجهود وتحسين تدفق المساعدات. 

إن الاعتراف بأن أزمة اللاجئين هي قضية تهمّ الجميع وأنها يجب ان تكون محل تشارك في المسؤولية، هو بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح. لكنّ هذه الخطوة بحاجة لأن تترجم الى خطط عمل وتحركات ملموسة، نأمل أن تصدر عن هذه القمة.

إنّ على الأسرة الدولية هذه المرة أن تذهب الى أبعد من اطلاق التعهدات، وأن تبدأ تطبيق خطوات محدّدة لمواجهة تبعات التحولات الديموغرافية الهائلة التي حصلت في بعض بلداننا. فلبنان، على سبيل المثال، شهد في أقل من سنتين زيادة بنسبة 25 في المئة في عدد سكانه، وهو ما زال ينتظر الدعم والمساعدات الفعلية والمحسوسة تطبيقاً للتعهدات التي سمعناها في مختلف المؤتمرات. إنّ عملية المساعدة برمّتها تخسر كثيراً من فاعليتها، ما لم تكن بالحجم اللازم وما لم تُطبق بطريقة شفافة كليّاً وطبقاً لأكثر معايير الحوكمة صرامة.

ومع ذلك، فان التعامل مع نتائج الأزمة ليس كافياً. لقد بات ملحاً استنفار كل الجهود اللازمة لمعالجة جذر المشكلة. وهذا يعني، في حالتنا نحن، وقف العنف في سوريا وايجاد حل سياسي يسمح بعودة آمنة وكريمة  للنازحين الى بلدهم.

إن بعض البلدان التي تشارك في هذه القمة قادر بالتأكيد على التأثير في هذه العملية.

إنّ أحد مصادر القلق الرئيسية في البلدان التي تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين هو فقدان الأمن وتأثيره المحتمل على الاستقرار. ومن المؤكد أنّ أحد العوامل المسبّبة للتدهور الأمني هو مشاعر العداء للأجانب التي تتنامى بوجود البطالة والفقر والاوضاع الاقتصادية السيئة.

إنّ أحد مسببات تنامي هذه  المشاعر ايضاً هو الغموض المحيط بموعد عودة  النازحين والخوف من بقائهم بشكل دائم. نحن في لبنان، اكدنا مراراً وتكراراً رفضنا المطلق للاندماج ومنح الجنسية او أي شكل من اشكال التوطين الدائم.

إنّه لمن الأهمية بمكان، وكإجراء لمحاربة رهاب الاجانب، أن تعلن الأمم المتحدة خطة مفصّلة وواضحة لعودة السوريين إلى بلدهم، بما يفتح الآفاق امام خطوات ملموسة تتخذ فور ان تسمح الظروف بذلك.

ما زال هناك الكثير مما يتعيّن القيام به. ويجب أن نقوم به معاً بشكل مستدام، لأن الأزمة ذات طبيعة طويلة الأمد، وبشكل فاعل عبر تجنيد كل الامكانات الكفيلة بإعطاء نتائج كبيرة في الشقين الانساني والتنموي للمشكلة.

وكان سلام ترأس وفد لبنان في افتتاح مؤتمر الامم المتحدة للاجئين والنازحين بدعوة من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مبنى الامم المتحدة في نيويورك. ويضم الوفد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وسفير لبنان في الامم المتحدة نواف سلام.

وعلى هامش اعمال القمة اجتمع رئيس الوزراء مع الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط في حضور الوزير باسيل والسفير سلام.

وزار الرئيس سلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر إقامته في فندق والدورف أستوريا وعرض معه مجمل المستجدات والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية، وأكد عباس على موقفه بأن السياسة الفلسطينية هي سياسة الحكومة اللبنانية، وقال سلام لـ«اللواء»: الاجتماع مع الرئيس عباس إيجابي كالعادة.

وقال سلام: الرئيس عباس يعلم مكانته عندنا وفي العالم العربي وفي كل القضايا المحقة وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني التي هي قضيتنا وقضية جميع العرب. ونعتز بالعلاقة الأخوية المتينة مع الرئيس عباس وهو يمثل ما نصبو إليه جميعاً من حق لشعب ومنطقة بأكملها ولبنان جزء من ذلك، ونحن نقوم بما علينا والأخوة الفلسطينيون أيضاً يقومون في لبنان بما عليهم للحفاظ على العلاقة الأخوية الطيّبة، ونحن تبادلنا ما يُعزّز مسيرتنا.

من ناحيته، قال عباس رداً على سؤال عن مخيّم عين الحلوة: نحن سياستنا في لبنان هي سياسة الحكومة اللبنانية وما تراه الحكومة اللبنانية لأننا ضيوف مؤقتين في لبنان ونحن نطبق بالحرف الواحد ما تقوله الحكومة اللبنانية ولا نسمح لأي تخريب أو عمل من شأنه أن يعكّر أمن لبنان من خلال الفلسطينيين.

فردّ سلام قائلاً: الرئيس عباس أتى إلى لبنان في رحلة خاصة لتأكيد وإثبات ذلك، وتابع مستلزمات هذا التوجّه وما زال يتابعها معنا ومع المسؤولين الأمنيين في لبنان لضمان استقرار المخيمات والوضع الأمني في لبنان.

المصدر: اللواء