القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عبد العال لـ الجمهورية:أخشى انتزاع "إسرائيل" بالسياسة ما فشلت به في الحرب

عبد العال لـ الجمهورية:أخشى انتزاع "إسرائيل" بالسياسة ما فشلت به في الحرب
 

الأربعاء، 21 تشرين الثاني، 2012

يُبدي عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان مروان عبد العال ثقته بأنّ الحرب البرية الإسرائيلية على قطاع غزة لن تكون نزهة ويُطالب بمعادلة عربية جديدة تلعبها مصر «كعمود خيمة للمنطقة العربية، قوامها استراتيجية جديدة، تخاطب من خلالها الغرب ولا تستجدي السياسة.. على قاعدة أنّ «زمن الإستجداء عربياً وفلسطيناً قد ذهب بعد غزة».

يرى عبد العال في لقاء مع"الجمهورية" في مخيم مار الياس بيروت، أنّ المنطقة "أمام وضع رمادي وانتقالي، هذه مسألة إن لم يحسن استيعاب دينامياتها وقراءتها، نكون حكمنا على أنفسنا ان لا نكون ذات صلة".

وإذ يثمّن إدراك السلطة الفلسطينية في رام الله للفخ الإسرائيلي، يشدد على أنّ "فلسطين ليست ماركة مسجلة لأي طرف، ويطالب بضرورة الإنهاء الفوري للانقسام، وصياغة استراتيجية وطنية فلسطينية وعربية بديلة لمسيرة ما سمّي بالمفاوضات ولعملية السلام". وفي ما يأتي نص الحوار:

• هل ترون أنّ تلويح "إسرائيل" بعملية برية عسكرية ضد قطاع غزة هو من باب التهويل لجرّ فصائل المقاومة الفلسطينية إلى القبول بالهدنة؟

- إذا قمنا بممارسة وضعية قف وفكر! وسألنا ماذا تنوي "الحكومة الإسرائيلية " القيام به ؟ وما هو الانتصار الوهمي الذي يريده الجنرالات تمهيداً لاستثماره في صناديق الاقتراع في الانتخابات الإسرائيلية المبكرة بداية العام المقبل... إنّه وقف اطلاق النار. علماً أنّ الهدف المعلن للعملية هو انهاء ظاهرة اطلاق الصواريخ، ووضع معادلة للردع.

وهنا سيتم سؤال الادارة الحمقاء التي ذهبت للحرب هل كان تحقيق هدنة يستحق كلّ هذه الحرب؟ فالهدنة كانت قائمة اساساً، وبرعاية مصر الجديدة. إذاً ما الداعي لحرب برية؟ هذا يضعها امام خيارين مُرّين: إمّا التوقف بهدنة والتطبيل لقتل القيادي في حركة "حماس" أحمد الجعبري، وهذا نصر يكفي لاستثماره داخلياً، ومرارته أنّه لن يقنع احد بحقيقته وحجمه، بعد ان مُست تل ابيب والقدس وهرتسليا بصواريخ المقاومة وصدمته من المفاجأة يعني فشل استخباراته وضباطه

والخيار الثاني: الحرب البرية، وهي لن تكون نزهة وهو جرّب غزة وكان فيها، وعرف أنّ وجوده فيها خسارة ولذلك تركها، وان فقدان خسائر وأسرى سيغرق في طينها ورمالها، وان اوغل بالدم الفلسطيني ستكون خسارة بأبعاد أخرى، تترك اثارها الجدية في الواقع الفلسطيني اولاً وفي الواقع العربي الجديد واختبارها امر صعب. ..اذاً تضغط الإدارة الاميركية لطرح صيغ سياسية ترعى هدنة طويلة الامد، من شأنها التأثير في واقع أي كيان فلسطيني محتمل، لن تقبله غالبية الفلسطينيين، خصوصاً بعد صمود ومقاومة غزة وتصدٍ إسرائيلي اميركي وقح لمطلب الاعتراف بدولة مراقب في الجمعية العامة للامم المتحدة.

الحل أن يسعى العرب وتحديداً مصر الجديدة الى وقف العدوان وليس التهدئة، وهو الذي يبدأ من وقف النارالاجرامية وفك الحصار عن القطاع. واحذّر من ان تنتزع "إسرائيل" في السياسة ما فشلت به في الحرب.

• اعتبر خبراء الدفاع في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ "احدى المصاعب الحالية تكمن في "غياب وسيط ذي نفوذ كاف لانتزاع اتفاق"، بعدما أكّد مسؤول كبير في "حماس" رفض كشف اسمه أنّ "مصر لم تعد قادرة على ضمان التهدئة"، مطالباً الولايات المتحدة بأن تكون الضامن للهدنة المقبلة.

وهل ترون أنّ فصائل المقاومة الفلسطينية باتت تمتلك الكلمة الفصل في تحديد مسار المواجهة وبأنّ "إسرائيل" فقدت السيطرة؟

- رهان "إسرائيل" منذ الانسحاب من غزة هو انهاكها بشتى الوسائل ورميها على مصر، باعتبارها عبء لا يمكن تحمّله، وان تبقى عيون غزة واهلها باتجاه مصر وليس القدس والضفة الغربية. لذلك هناك من اعتبر فوز "الإخوان المسلمين" في مصر سيؤسس لهذه النظرية تكاملاً مع وجود "حماس" في السلطة داخل القطاع. والانقسام يصبّ في الاتجاه ذاته. لذلك على مصر ان لا تتصرف كمصر الامس، لأنّ "إسرائيل" تريد ان تختبرها في هذا العدوان، لوضع سقف لدورها الموعود من شعب مصر ولاطفاء روح "ثورة 25 يناير".

إلى جانب ذلك، لم تعد "حماس" اللاعب الوحيد في حلبة المقاومة، ففلسطين ليست ماركة مسجلة والمقاومة ليست وكالة حصرية لأي طرف، فالصواريخ تمتلكها معظم الفصائل، وإنّ استخدام الكورنيت الروسي كان المفاجأة الاولى التي دمر فيها الجيب الصهيوني (استخدمته الجبهة الشعبية)، وفجر 5 والغراد من القسّام الى سرايا القدس الاقصى الى كل ألوية وسرايا المقاومة.

لذلك اليوم مطلوب معادلة عربية جديدة تلعبها مصر كعمود خيمة للمنطقة العربية، اهمها وضع استراتيجية جديدة، تخاطب من خلالها الغرب، ولا تستجدي السياسة. لقد ذهب زمن الاستجداء عربياً وفلسطيناً بعد غزة.

• كيف تقيّمون الموقف العربي ولا سيما اجتماع وزاء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، وهل لمستم فيه خروج عن إطار التضامن اللفظي المعتاد ؟

- احسنت التوصيف بالقول" التضامن اللفظي"، الذي اختلف الخطاب الذي ارتفعت لهجته عالياً، مع ذلك لا يغني ولا يسمن، خصوصاً أنّ الامتحان ليس في ما يقول العرب بل بما سيفعلوه. الاهانة كانت ان رئيس حكومة مصرهشام قنديل زار غزة متضامناً، وبعد مغادرته القصر الحكومي قام الطيران بتسويته بالارض. ولحقه وزير الخارجية التونسية رفيق عبد السلام مشكوراً، لكنّ "إسرائيل" رفعت منسوب الدم بعد ان غادر مباشرة. لذلك بدا كأنّ الدول العربية تردّ على "ثوروية الثورات العربية".

المطلوب من الجامعة العربية لنصدقها، ان تفكّ الحصار عن غزة، وان تضع إستراتيجية داعمة للشعب الفلسطيني، وتمارس الضغط السياسي والاقتصادي والنفسي والنفطي والدبلوماسي ودعم المقاومة، حتى تحترم كلمتهم امام شعوبهم الذين هم مصدر شرعيتهم بعد الثورات التي حصلت، وكذلك العالم الذي لا يمكن مخاطبته بفقدان القدرة والعجز والاستجابة وغياب الارادة السياسية. وعلى حد قول الشاعر أبو تمام "السيف اصدق انباء من الكتب".

• تجري الحرب في غزة في ظروف إقليمية مختلفة عما كان عليه الوضع في عملية "الرصاص المسكوب" عام 2008، إذ حلّ مكان النظام الاقليمي القديم نظام جديد، فهل ستحدد هذه الحرب برأيك معالم النظام الذي هو في طور التشكل؟

وكيف تنظر الى موقف السلطة الفلسطينية من العدوان على غزة، ودعم " حماس" لخطوة الرئيس محمود عباس في مسعاه لنيل العضوية الفلسطينية في الأمم المتحدة ؟

- حتى لا نستعجل الاحكام، النظام القديم تهاوى وسقط في أمكنة متتعدة وذات وزن كبير، على غرار ما جرى في مصر. لكن سقوط النظام القديم، لا يعني في الضرورة إنّ الجديد قد ولد، حتى في افضل حالات مصر وتونس، لا تزال هناك قناعة بإنّ النظام القديم مازال مترسباً وثقيلاً وموجوداً، بما يسمى" بالدولة العميقة".. لذلك نحن أمام وضع رمادي وانتقالي، وربما اخطر المراحل هي مراحل الفراغ، هذه مسألة ان لم يحسن استيعاب دينامياتها وقراءتها بعمق ومسؤولية، نكون حكمنا على أنفسنا ان لا نكون ذات صلة. هذا ما ادركته القيادة الفلسطينية في رام الله، وعبّر عنه الرئيس محمود عباس بالتأكيد على أنّ العدوان على الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني واحد، اهدافه تقويض واعاقة مسعى الاعتراف الاممي بدولة غير عضو في الامم المتحدة.

لذلك الاعتداء ليس على "حماس" وحدها بل على الشعب الفلسطيني برمّته، وغير ذلك هو الوقوع في الفخ الإسرائيلي، الذي يصوّر المعتدي ضحية وفي حال الدفاع عن النفس. لذلك المواجهة شاملة كل بوسائله، لكنّ الحدود بين المواجهة الدبلوماسية في أروقة الامم المتحدة ومقاومة في غزة وانتفاضة في الضفة، لا يمكن ان تكتمل من دون الرد السياسي الفلسطيني المطلوب، وهو الإنهاء الفوري للانقسام والدعوة العاجلة من الرئاسة الفلسطينية لعقد لجنة الاطار القيادي المنبثقة عن اتفاق المصالحة في القاهرة التي تضمّ الجميع، بهدف تعزيز المقاومة للعدوان واستعادة الوحدة لشعبنا وصياغة استراتيجية وطنية فلسطينية وعربية بديلة لمسيرة ما سمي بالمفاوضات ولعملية السلام، بعد فشل اللجنة الرباعية الدولية والمبادرة العربية للسلام ونهج المفاوضات الثنائية، في وقف العدوان والاستيطان والمجازر وتهويد المدينة المقدسة عاصمة فلسطين الابدية، واستخدامه من قبل الاحتلال وحليفه الاميركي لتصفية الحقوق الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس.