عزام الأحمد لـ «الراي»: لن نسمح لأحد بنزع الطابع الفلسطيني عن مخيمات
لبنان

الخميس، 22 كانون الثاني، 2015
أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المشرف على الساحة اللبنانية عزام
الاحمد «اننا لن نسمح لاحد مهما كانت هويته ان ينزع الطابع الفلسطيني عن المخيمات
في لبنان او استخدامها في مشروعه السياسي، او ان يتغطى بها او يحتمي فيها للنيل من
أمن لبنان واستقراره»، مشدداً على ان «المخيمات لن تكون الا في موضعها المقاوم
باعتبارها رمزا للقضية الفلسطينية»، في اشارة الى قرار فلسطيني موحّد برفض تحويل
المخيمات ملاذاً آمناً للمطلوبين للدولة اللبنانية او سيطرة المجموعات «الاسلامية
المتشددة» عليها بعد المعلومات عن وجود المطلوبين للعدالة شادي المولوي واسامة
منصور في مخيم عين الحلوة.
وجاء كلام الأحمد في حديث الى «الراي» على هامش الزيارة التي يقوم لبيروت
والتي تكتسب دلالات بالغة الاهمية، حيث اعلن «ان سياستنا الفلسطينية واضحة وثابتة
ولن نتدخل في الشؤون اللبنانية ولن نسمح لأحد باستغلال المخيمات»، لافتاً الى ان
«التنسيق مع الدولة اللبنانية حكومة وقوى سياسية وقيادات عسكرية وامنية في اعلى
الدرجات للمحافظة على الامن والاستقرار وقطع الطريق على اي محاولة لجر المخيمات
وخاصة عين الحلوة الى قضايا غير فلسطينية»، ومشيراً الى انه «مهما حصل من تباينات
في المواقف السياسية الداخلية، فان القوى الفلسطينية موحدة ازاء الوضع اللبناني في
ما يتعلق بأمنه واستقراره والمخيمات وسنبقى موحدين قولاً وفعلاً»، ومعتبراً ان
الجولة التي قام بها على القيادات اللبنانية بوفد موحد «دليل قاطع على هذا التوجه
الفلسطيني. وقد لمسنا كل الحرص على استقرار المخيمات»، من دون ان ينفي ان «الوضع
يتطلب المزيد من الحذر والتنسيق في مختلف القضايا المشتركة».
وعكست مواقف الأحمد، الذي يوصف بأنه «رجل المهمات الصعبة»، عبر «الراي» كما
زيارته لبيروت في ذاتها مدى الاهتمام الفلسطيني الرسمي وقيادة السلطة الفلسطينية
وعلى رأسها الرئيس محمود عباس (ابو مازن) بما يجري على الساحة الفلسطينية في
لبنان.
وبدا واضحاً ان الاحمد يسعى الى رسم «خريطة طريق» لتوافق لبناني - فلسطيني
على سبل معالجة «الازمة المستجدة» في عين الحلوة بعد تفجير جبل محسن والمعلومات
واعترافات الموقوفين بضلوع المولوي ومنصور في الجريمة واعتقاد السلطات اللبنانية
ان الاخيرين متواريان في المخيم، ولا سيما مع استبعاد الخيار العسكري اللبناني
لتوقيفهما من داخل عين الحلوة بالقوة، والتعاطي بسلسلة تدابير أمنية وسياسية
وبتحركات ضاغطة على مَن يُعتقد انهم يقومون بايواء المطلوبيْن، وذلك بعد الاتفاق
على خطة «طوارئ» فلسطينية وتشكيل لجنة مصغرة من القوى الفلسطينية للقيام بالتواصل
المباشر مع هؤلاء ووضعهم امام مسؤولياتهم كاملة وإزاء مصير نحو مئة الف لاجئ من
ابناء عين الحلوة والنازحين من سورية.
والتقى الأحمد كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام،
على رأس وفد فلسطيني موحد ضم سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور ووفد من القيادة
السياسية الموحدة مؤلف من قائد قوات الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، عضو المكتب
السياسي لـ «جبهة التحرير الفلسطينية» صلاح اليوسف، ومسؤول «الجبهة الديموقراطية»
علي فيصل، ومسؤول «الجبهة الشعبية» مروان عبد العال، ومسؤول «حزب الشعب الفلسطيني»
غسان ايوب، اضافة الى ممثل «حماس» في لبنان علي بركة، وممثل «حركة الجهاد
الاسلامي» ابو عماد الرفاعي، ومسؤول «القيادة العامة» ابو عماد رامز، ومسؤول
«منظمة الصاعقة» ابو حسن غازي ومسؤول «فتح الانتفاضة» حسن زيدان، حيث جرى البحث
بالوضع الامني في المخيمات. كما التقى الاحمد المدير العام للأمن العام اللواء عباس
ابراهيم في منزله.
ورأت مصادر فلسطينية عبر «الراي» ان التحدي الآخر في زيارة الاحمد،
بالاضافة الى تحصين امن واستقرار المخيمات وحماية العلاقات الفلسطينية اللبنانية،
هو اعادة ترتيب «البيت الفتحاوي» الداخلي مع تنامي الخلاف مع القائد السابق للكفاح
المسلح الفلسطيني السابق العميد محمود عيسى «اللينو» الذي يقود حركة الاصلاح، فيما
يستبعد اي تسوية معه، وسط توقعات باتخاذ قرارات تؤكد على المزيد من وحدة الحركة
وقوتها ولا سيما في هذه المرحلة التي تستعد فيها لعقد المؤتمر العام السابع.