لجنة مشتركة وخط ساخن.. واجتماع ثان قريباً في مسجد النور
"عصبة الأنصار" تزور "فتح" لتحصين أمن "عين الحلوة" والجوار!
الإثنين، 30 كانون الثاني، 2012
في تطور لافت، قام وفد من القوى الاسلامية في مخيم عين الحلوة، ضم ممثلين عن "عصبة الأنصار" و"الحركة الاسلامية المجاهدة " بزيارة مقر قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب في منطقة البركسات داخل المخيم. وهي المرة الأولى منذ سنوات طويلة التي يزور فيها ممثلون عن هذه القوى مركزاً عسكريا لحركة فتح داخل المخيم، وتحديدا منطقة البركسات التي كانت على مدى سنوات طويلة بمثابة خط تماس ومواجهة مشتعلة بين فتح والعصبة، ثم بين فتح وعناصر ما كان يسمى "تنظيم جند الشام"، نظرا لكون البركسات مواجهة لحي الطوارىء والشارع المحاذي له، وهما احد معاقل العصبة والجند سابقا.
وعلمت "المستقبل" أن الزيارة جاءت بمبادرة من رئيس "الحركة الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب ومسؤول "عصبة الأنصار" ابو طارق السعدي اللذين شاركا في الاجتماع عن القوى الاسلامية والذي ضم اليهما ايضا ابو الشريف عقل، أبو محمد بلاطة، ابو اسحق وطه شريدي، فيما حضر الاجتماع عن فتح بالاضافة الى اللواء أبو عرب، رئيس اركان الأمن الوطني اللواء خالد الشايب ومسؤول استخبارات فتح أبو وليد العشي.
وحسب مصادر فلسطينية مطلعة، فإن الهدف من الاجتماع كان تعزيز العلاقة بين قيادتي القوى الاسلامية وحركة فتح وتحصين أمن المخيم والجوار وتشكيل نواة اطار مشترك لمعالجة اية اشكالات قد تطرأ. وعلم في هذا السياق ان الجانبين اتفقا على تشكيل ما يشبه لجنة مشتركة لا يتعدى عدد افرادها الأربعة اشخاص من بينها اسماء لها تأثيرها على الأرض من الطرفين، تتولى التنسيق في ما بين اعضائها عند حدوث اي طارىء أو مشكلة، ويوضع تحت اشراف هذه اللجنة خط ساخن لتلقي الشكاوى أو للإبلاغ عن اي امر او ظاهرة مسيئة لأمن المخيم والجوار أو للعلاقة بين الطرفين.
وحسب المصادر نفسها فإن هذه اللجنة لن تكون بديلا أو مرادفا للجنة المتابعة للقوى والفصائل الفلسطينية في المخيم وانما هي اطار مصغر لتسهيل وتفعيل عمل لجنة المتابعة عند كل طارىء.
وذكرت اوساط فلسطينية متابعة أن قيادة حركة فتح في لبنان بكل رموزها السياسية والأمنية على علم بهذا الاجتماع وباركته، وان كلا من قائد الكفاح المسلح في لبنان العميد محمود عيسى "اللينو" وقائد المقر العام لفتح اللواء منير المقدح وضعا في جو هذا الاجتماع.
وكشفت هذه الأوساط أن اختيار قيادة الأمن الوطني الفلسطيني لتولي مهمة التواصل المباشر مع القوى الاسلامية في المخيم، جاء بناء لرغبة من القيادة الفلسطينية العليا نقلها مسؤول الملف اللبناني عزام الأحمد بهدف تعزيز وضع اللواء ابو عرب باعتباره يتولى رئاسة أعلى سلطة أمنية فلسطينية في لبنان، ولكونه ايضا بحسب هذه الأوساط - نأى بنفسه عن التجاذبات الفتحاوية الداخلية التي كان مخيم عين الحلوة حتى الأمس القريب مسرحا لتداعياتها السياسية والأمنية.
وعلمت "المستقبل" أن اجتماع البركسات سيستكمل في غضون اليومين المقبلين بلقاء مماثل بين فتح والقوى الاسلامية سيعقد في مسجد النور مقر الحركة الاسلامية المجاهدة داخل المخيم.
وأكد اللواء أبو عرب أهمية التواصل بين الطرفين لما فيه مصلحة المخيم، مثمنا الدور الذي لعبته القوى الاسلامية في الاحداث الامنية الاخيرة. وقال: نحن وإياهم سنكون يدا واحدة من اجل وأد الفتنة والقضاء عليها في مهدها وعلى اصحاب هذه الفتن الذين يحاولون جر المخيم الى الهاوية وسنتغلب على كل الصعاب والتوتير والمؤامرات بوحدتنا وحرصنا على امن المخيم والجوار اللبناني.
بينما رأى الشيخ خطاب ان هذه الزيارة للتأكيد على التواصل والتعاون بين الجميع من اجل الحفاظ على أمن وإستقرار المخيم ومصلحة أهلنا، مشيرا الى اننا بحثنا وضع اسس للتعاون والتنسيق عند حدوث اي إشكال او خلل أمني بحيث نعمل سريعا على معالجته وحصره بحدوده دون ان يتسبب بأي تداعيات كبرى على أمن المخيم والجوار.
ونفى الشيخ خطاب ان "يكون في المخيم اي وجود لتنظيم "القاعدة"، واصفا ما يثار بهذا الخصوص بأنه اكاذيب الهدف منها تصوير المخيم على انه بؤرة امنية وإحراج الجوار اللبناني.
واعتبر الناطق باسم عصبة الأنصار الشيخ ابو الشريف عقل ان الاحداث الامنية التي شهدها المخيم سحابة صيف وانتهت وان كل الذين راهنوا على الاقتتال بين "القوى الاسلامية" وحركة "فتح" انما يراهنون على سراب ولن يحصل اي اقتتال ولا نهر بارد جديد. وقال: نحن نقرأ الاحداث من حولنا جيدا وما يجري على الساحة العربية وهذا ما يزيدنا اصرارا على تحصين ساحة المخيم والجوار اللبناني ولن نسمح لأحد بأن يعبث بأمننا وبمخيمنا.
المصدر: رأفت نعيم - المستقبل