عندما اصبح هذا المبنى الآيل للسقوط.. وطنا لهم!
السبت، 29 كانون الأول، 2012
الحكاية بدأت مع اشتداد القصف على مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق ويوما بعد يوم اصبح مخيم عين الحلوة يحتضن اليرموك في ازقته مع نزوح اكثر من الف عائلة فلسطينية اليه، إلا ان في ازقة وشوارع عين الحلوة -الذي لا تزيد مساحته عن 2 كيلومتر مربع- حكاية مبنى بات اليوم وطنا لأناس لازالوا منذ 64 عاما بلا وطن.
ام جلال (64 عاما) شاهدة حية على القصة فقد وصلت عين الحلوة منتصف الشهر الماضي مع ابنتها نجاة (32 عاما) وابنائها الثلاثة قادمين من شارع التضامن المجاور لمخيم اليرموك، لكنهم لم يجدوا منزلا يأويهم الامر الذي دفع الهيئات الاهلية في المخيم الى اسكان هذه العائلة في مركز البرامج النسائية التابع للاونروا بعد اخراج الموظفين منه، في غرفة لم تزد مساحتها عن العشرة امتار مكثت ام جلال وعائلتها وقتها قدمت عائلات نازحة اخرى وتوافدت ايضا على المركز .
لم تمض ايام قليلة حتى وجدت الاونروا نفسها مضطرة الى تأمين مسكن لتلك العائلات الموجودة في مراكزها، وقتها كانت جمعية السبيل الخيرية بدأت بدراسة مشروع اسكان عائلات في مدرسة الكفاح – المهجورة منذ اكثر من 15 عاما، هذا المشروع بعد دراسته بلغت تكلفته 11500$ حيث يشير ابو فيصل مبارك المشرف على المدرسة وعضو الهيئة الادراية لجمعية السبيل الى ان الاونروا عرضت عليهم المساهمة بنصف المبلغ شرط ان تكون العائلات الموجودة في مراكزها اول من ينتقل للسكن في مبنى روضة الكفاح وهذا ما كان.
في ذلك المبنى المتداعي الاطراف بدأت اعمال الصيانة واي اعمال تلك التي تستطيع ان تجعل من اعمدته المتآكلة وسقفه المنهارة اجزاء منه صالحا للسكن، استمر العمل لاسابيع متواصلة فورشة الدهان كانت تعمل بالتزامن مع ورشة الكهرباء وكذلك الصحية فقناعة ادارة الجمعية كما يقول رئيسها الشيخ يوسف طحيبش "انه من غير المسموح ان تبقى عائلات فلسطينية موجودة في الشوارع مهما كلف الامر وعلى الجميع القيام بدوره مهما كان بسيطا"، مضيفا "انه رغم الجهود الذي تبذل إلا ان احتياجات النازحين لم تؤمّن حتى اليوم".
الطابق الثاني من المدرسة استضاف في حجراته الضيقة ست عائلات في بداية الامر كانت ام جلال وعائلتها احداها لكنها اليوم تحوي 23 عائلة، اربعة منها سورية الجنسية، كما ان هناك ثلاثة عائلات اخرى موجودون ببيوت اعضاء الجمعية بسبب عدم توافر سكن لهم في المدرسة، هشام قاسم عضو الهيئة الادارية لجمعية السبيل ومشرف الملف الصحي اشار الى ان الجمعية استحدثت مطبخا في المدرسة لجميع العائلات اضافة الى حمامين اثنين في الساحة وقامت بتجهيز العائلات بالتعاون مع حركة حماس واتحاد المؤسسات الاسلامية بفرش وغازات سفرية ومواد تموينية.
إلا ان المفاجأة الحقيقية ليست في تحمل الاهالي النازحين العيش في مبنى آيل للسقوط في اي لحظة على رؤوسهم ولا بتلك الاعداد التي لا زالت تتوافد عليها ولا بتمنع الاونروا من الالتفات مجددا الى المدرسة بل ان المفاجأة الحقيقة بتلك القصص الانسانية التي حصلت داخلها وكيف ان ام جلال لولا عناية الله لكانت فارقت الحياة !! هكذا بدأت القصة لكن داخل الغرف قصص أخرى ؟؟!! وكيف اصبح هذا المبنى وطنا لمصطفى النازح من حي السيدة زينب؟؟ لكن يقى السؤال من المسؤول الحقيقي عنهم؟؟ وللحكاية تتمة..
المصدر: برهان ياسين | قلم