عودة الحياة الى
عين الحلوة بعد وقف النار وانسحاب المسلّحين جهات فلسطينية تتّهم متشدّدين بتقاضي أموال
لتفجير الوضع

الإثنين، 04
نيسان، 2016
كأنه كتب على سكان
مخيم عين الحلوة أن يبقوا في دائرة الضوء، وأن يعيشوا حياتهم اليومية تحت رحمة السلاح
المتفلت والاقتتال العبثي المدمر، وسط عجز قيادي فلسطيني فاضح عن التزام التعهدات وتنفيذ
القرارات التي تتفق عليها الفصائل والقوى على اختلافها، ولا سيما منها ما يتعلق بتحريم
أي اقتتال داخلي أو مع الجوار، ومحاسبة أي مخل بالأمن.
وخرقت أصوات الرصاص
وانفجار قنبلة يدوية في حي الصفصاف أمس، الهدوء الذي بدأ يستعيده المخيم، تزامناً مع
تشييع حسين عثمان الذي قضى في الحوادث الاخيرة. وأسفر انفجار القنبلة عن إصابة رائف
حوراني.
وكشفت جهات فلسطينية
لـ"النهار" أن "غرباء دخلوا المخيم أخيراً، ووزعوا أموالا على بعض المجموعات
المتشددة بهدف تفجير الوضع الأمني، بما يخدم تنفيذ مشروع التهجير والتوطين، لأن الفلسطيني
في ظل وضع أمني متفجر ومأزوم كهذا، يصل الى حد اليأس ويكفر في كل شيء ويرضخ بالتالي
لأي حل يفرض عليه". ولم تُسقط من أهداف تفجير الوضع "محاولة إجهاض التحركات
الشعبية العارمة ضد سياسة وكالة الأونروا، وتنصل المجتمع الدولي والدول المانحة من
التزاماتها".
منذ صباح أمس،
بدأت الحياة تعود تدريجاً الى المخيم، بعد نجاح "اللجنة الامنية الفلسطينية العليا"
في تثبيت قرار وقف النار اعتباراً من منتصف ليل السبت - الاحد، وسحب المسلحين من الشوارع
والأحياء والأزقة.
وكانت "اللجنة
الامنية" أفادت في بيان ضمنته خطوات إنهاء الوضع الشاذ، أنها "ستتابع جذور
المشكلة الحقيقية وأسبابها ومعالجتها معالجة نهائية، لجهة محاسبة مفتعلي المشاكل، والمتسببين
بالحوادث الأمنية في كل مرة". ودعت الذين غادروا المخيم الى "العودة وممارسة
حياتهم الطبيعية".
وواكبت النائبة
بهية الحريري الموجودة خارج لبنان، تطورات الوضع الأمني في عين الحلوة، باتصالات شملت
مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، رئيس فرع
مخابرات الجنوب العميد الركن خضر حمود، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي
العميد سمير شحادة، إضافة الى قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" صبحي أبو عرب،
أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، والمسؤول
عن "عصبة الأنصار" الشيخ "أبو طارق" السعدي، ورئيس "الحركة
الاسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب.
وحضّت على
"وقفة فلسطينية واحدة ضد الاقتتال بكل أشكاله في عين الحلوة، وعدم الاحتكام الى
السلاح في حل المشكلات".