القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عودة الحياة تدريجاً في عين الحلوة... وجهات فلسطينية: تفجير الوضع يخدم التوطين

عودة الحياة تدريجاً في عين الحلوة... وجهات فلسطينية: تفجير الوضع يخدم التوطين


الإثنين، 04 نيسان، 2016

كأنه كتب على أهالي وسكان مخيم عين الحلوة في صيدا أن يبقوا في دائرة الضوء، وأن يعيشوا حياتهم اليومية تحت رحمة السلاح المتفلت والاقتتال الداخلي العبثي المدمر للبشر والحجر، وسط عجز فاضح لكافة القوى والقيادات الفتحاوية والاسلامية على اختلافها من الالتزام بتعهداتها وتنفيذ القرارات التي تتفقع عليها، والتي تتعلق بتحريم اي اقتتال داخلي او مع الجوار، ومحاسبة اي مخل بالامن.

انتهى العام 2015 بعدما شهد عين الحلوة خلال السنة الفائتة اعنف واشرس الاشتباكات المسلحة بين عناصر حركة فتح والعناصر الاسلامية خصوصاً التي تعرف بالمتشددة، سقط فيها العديد من القتلى والجرحى،كما نجم عنها دمار كبير وهائل في المنازل والمحال التجارية والممتلكات الخاصة والعامة.

العام 2016 بدأ مع تحركات احتجاجية غاضبة ومتواصلة حتى اليوم ضد اجراءات اتخذتها وكالة الانروا تتعلق بتقليص الخدمات الصحية والاستشفائية للاجئين الفلسطينين في لبنان، ولاقت هذه التحركات مشاركة فاعلة وتأييداًمن كل القوى والفصائل الفلسطينية، وهذا الامر كان يحصل في ظل اجواء امنية هادئة في المخيمات وبخاصة في عين الحلوة، الى ان وقع وبشكل مفاجئ الاشتباك الاخير قبل ايام في عين الحلوة عينها. عنصر من الشباب المسلم يدعى عمر الناطور اقدم على اطلاق النار على عنصر من فتح عبدالله قبلاوي، وعلى الفور جرى تبادل لاطلاق النار بين الاحياء التي يتواجد فيها الشباب المسلم والاحياء التي توجد فيها حرمة فتح، وازدادت عنفاً بعد ساعات على اقدام عائلة قبلاوي على قتل محمود الناطور شقيق عمر. في اليوم الثاني جرى تشييع جثماني القتيلين، وبعد يوم واحد عادت الاشتباكات لتتجدد من جديد وبشكل اعنف مما ادى الى مقتل احد عناصر حركة فتح واصابة تسعة اشخاص من الطرفين وأحد المدنيين، فضلاً عن وقوع اضرار مادية جسيمة كالعادة وتسجيل حركة نزوح الى خارج المخيم.

بعض الجهات الفلسطينية، قالت لـ"النهار" ان غرباء دخلوا أخيراً الى المخيم ووزعوا اموالاً على بعض المجموعات المتشددة، وان الهدف من ذلك تفجير الوضع الامني داخل المخيم بما يخدم تنفيذ مشروع التهجير والتوطين، لان الفلسطيني في ظل وضع امني متفجر ومازوم كهذا يصل الى حد اليأس ويكفر بكل شيء ويرضخ بالتالي لاي حل يفرض عليه.كما ترى الجهات ان من بين الاهداف من تفجير الوضع اليوم هو لاجهاض التحركات الشعبية العارمة ضد الاونروا وصرف الانظار عن الاجراءات والتدابير التي اتخذتها والتي من المتوقع اتخاذها لاحقا، واخطرها برأي الجهات تنصل الاونروا، او الأحرى المجتمع الدولي، بخاصة الدول المانحة للاونروا من كل التزاماتها اتجاه قضية اللاجئين، وتحميل هذه المسؤولية للدولة المضيفة بما يسهم في تسهيل عملية التوطين والتهجير.

ومنذ ساعات صباح اليوم الاحد، بدات الحياة تعود تدريجا الى المخيم، بعد تمكن اللجنة الامنية الفلسطينية العليا اثر اجتماعات متواصلة لها في المخيم من فرض وتثبيت قرار وقف اطلاق النار منتصف ليل السبت الاحد، وانسحاب كل المسلحين من الشوارع والاحياء والازقة.

وأصدرت اللجنة الامنية بياناً تضمن الاتي:

"ادانة الاشتباكات التي حصلت واطلاق النار على الآمنين، مما أدى الى ازهاق الأرواح وسقوط الجرحى والاضرار بالممتلكات

تثبيت وقف اطلاق النار الفوري من جميع الأطراف، وتحميل المسؤولية لكل طرف يقوم باطلاق النار.

تشكيل لجان ميدانية من أجل متابعة وقف اطلاق النار من كافة المناطق والاتجاهات، والتأكد من مصادر اطلاق النار ومنع استمرارها.

سيتم متابعة جذور المشكلة الحقيقية وأسبابها ومعالجتها معالجة نهائية، لجهة محاسبة مفتعلي المشاكل، والمتسببين بالحوادث الامنية. في كل مرةندعو اهلنا الذين غادروا من مخيم عين الحلوة الى الرجوع الى المخيم، وممارسة حياتهم الطبيعية، وتؤكد اللجنة الأمنية العليا انها في حالة انعقاد دائمة من أجل تثبيت وقف اطلاق النار، ومنع تكرار او حصول اي حدث أمني من جديد".

ان ما يحصل في مخيم عين الحلوة يوم أمس واليوم يضر بالقضية الوطنية الفلسطينية، خصوصاً ان استهداف المخيم وأي من المخيمات يعتبر استهدافاً مباشراً لحق العودة.

تدعو اللجنة الأمنية العليا أهلنا الكرام الى توخي الحذر من الشائعات والبيانات المدسوسة التي توزع عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التأجيج وبث الفتن والتأكد من صحة البيانات من مصادرها المعتمدة.

تشكر اللجنة الأمنية العليا كل من اتصل من قيادات سياسية وأمنية لبنانية من أجل الاطمئنان على وضع أهلنا في مخيم عين الحلوة، والتأكيد على ضرورة وقف اطلاق النار حفاظاً على القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني في المخيمات.

الحريري

وافاد مكتب النائبة بهية الحريري ان النائبة بهية الحريري الموجودة خارج لبنان تابعت لليوم الثاني على التوالي تطورات الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة، فأجرت لهذه الغاية اتصالات هاتفية بقيادات فلسطينية وبعدد من المسؤولين الأمنيين حيث اطلعت منهم على صورة الوضع في المخيم وحصيلة المساعي الجارية لوقف وتثبيت اطلاق النار في المخيم. فتواصلت لهذه الغاية مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابرهيم ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود، قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة. كما تواصلت الحريري هاتفيا مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني صبحي ابو عرب، امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، مسؤول عصبة الأنصار الشيخ ابو طارق السعدي ورئيس الحركة الاسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب. وكانت الحريري اتصلت للغاية نفسها بمفتي صيدا الشيخ سليم سوسان.

وشددت الحريري ان المطلوب هو وقفة فلسطينة واحدة ضد الاقتتال بكل اشكاله في عين الحلوة، وعدم الاحتكام للسلاح في حل المشكلات التي تطرأ، وبالتالي ان ما جرى يحمل الجميع من جديد مسؤولية مضاعفة وتكثيف الجهود للعمل من اجل تثبيت وقف إطلاق النار وتحصينه بالحوار ومن خلال تعزيز الأطر الفلسطينية المشتركة السياسية والأمنية والأهلية وبالتواصل والتعاون مع فاعليات المدينة والقوى ألأمنية والعسكرية اللبنانية، لنزع كل فتائل وأسباب التفجير حقنا للدماء وحفاظا على سلامة ابناء المخيم وعلى امن واستقرار صيدا ولبنان وتصويبا للبوصلة الفلسطينية نحو فلسطين القضية والأرض واستعادة الحقوق.

المصدر: "النهار"