«عين
الحلوة» أمام اختبار أمني وحياتي
.jpg)
الجمعة، 14 نيسان، 2017
مع دخول القوة الفلسطينية المشتركة الى حي الطيري
- معقل بلال بدر «المطلوب المتواري عن الأنظار» وانتشارها وتموضعها في النقاط المحددة
لها سابقاً في بعض الشوارع الرئيسية، تدخل هذه القوة مرحلة اختبار امني جدي لمدى قدرتها
على الامساك بزمام الوضع الأمني، ويدخل المخيم معها مرحلة طي تداعيات الاشتباكات الأخيرة
بكل وجوهها وانعكاساتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والانسانية على ابناء المخيم.
فبعد طول انتظار، انتشرت أولى طلائع القوة الفلسطينية
المشتركة في حي الطيري تنفيذا لمقررات الاجماع الفلسطيني والتي تنص على تفكيك المربع
الأمني لبلال بدر ومجموعته في الحي المذكور واعتباره مطلوبا ومطاردا ونشر القوة المشتركة
في الشوارع الرئيسية وحيث تدعو الحاجة بما فيها حي الطيري الذي كان محور تماس في اشتباكات
استمرت خمسة ايام بين القوة المشتركة مدعومة من حركة فتح وبين مجموعة بلال بدر واسفرت
عن سقوط ستة قتلى واكثر من اربعين جريحا.
عملية الانتشار بدأت قرابة السابعة مساءً حيث انطلقت
طلائع القوة المشتركة من مقرها في مدرسة الكفاح سابقا في الشارع التحتاني صعودا الى
الشارع الفوقاني ثم الى منطقة سوق الخضار فالطيري. وواكب انتشار القوة ممثلون للفصائل
والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية وحشد كبير من ابناء المخيم الذين رافقوها من
مختلف الأحياء التي مرت بها، قبل ان تعود فتتموضع في النقاط المقررة لها سابقا ومن
بينها مكتب الصاعقة عند مفترق سوق الخضار ومفرق سنترال البراق، دون ان تسجل اية اشكالات
تذكر بالتزامن مع عملية الانتشار. وكان في استقبال القوة المنتشرة في الطيري وفد مشترك
من لجنة الحي وبعض الناشطين الذين ساهموا في التمهيد للإنتشار بالتنسيق مع القوى الاسلامية.
وكان قرار تنفيذ عملية نشر القوة المشتركة اتخذ
في اجتماع للقيادة السياسية الفلسطينية لمنطقة صيدا مع القوى الاسلامية في المخيم.
وعلم ان القوى الاسلامية وتحديدا عصبة الأنصار والحركة الاسلامية المجاهدة تولت التمهيد
لهذه الخطوة، حيث توجه وفد مشترك منهما الى الطيري وتواصلوا مع لجنة الحي وبعض الناشطين
فيه لهذه الغاية وجرى التحقق من انسحاب جميع المسلحين من الحي المذكور، وهو ما اعتبر
ايضا تنفيذا فعليا لبند آخر من الاتفاق وهو فكفكة المربع الأمني لبلاد بدر. وكان سبق
انتشار القوة المشتركة بدقائق قليلة رصاص قنص في بعض احياء المخيم اسفر عن سقوط جريحين
في حي الصفصاف.
يبقى ان التحدي الذي سيواجه القوة المشتركة بعد
انتشارها ومن خلالها القوى والفصائل الفلسطينية بعد تنفيذ بنود اتفاقها الذي انهى حالة
بدر واشتباكات الأيام الخمسة هو تثبيت الهدوء في المخيم، وهذا بحسب اوساط فلسطينية
معنية لا يمكن ان يتحقق ايضا الا بعد ازالة اثار الأحداث الأخيرة وتداعياتها بما في
ذلك تأمين عودة سريعة للنازحين الى احيائهم وتأمين علاج الجرحى والتعويض على المتضررين
واصلاح ما تضرر ايضا من البنية التحتية وشبكتي المياه والكهرباء، وهو امر قد يحتاج
اياما ويتطلب تضافر جهود الجميع قوى فلسطينية ومنظمات انسانية دولية ومحلية، بينما
تبقى القوة المشتركة أمام اختبار دائم عند أي اشكال او حادث امني يشهده المخيم.
المصدر: المستقبل