عين الحلوة:
اتهامات واستنفارات بين الإسلاميين

الثلاثاء، 29
نيسان، 2014
تشير كل
الدلائل والمعطيات الامنية الى أن «حرباً» بكل ما في الكلمة من معنى كادت أن تقع
بين «عصبة الأنصار» من جهة و«فتح الإسلام» من جهة ثانية في عين الحلوة، على خلفية
الاتهامات المتبادلة بين الطرفين الإسلاميين المتشددين بعمليات الاغتيال التي وقعت
مؤخراً.
مصادر أمنية في
عين الحلوة أوضحت أن المخيم كان خلال الساعات الماضية كبرميل بارود من الممكن أن
ينفجر بأي لحظة بين التنظيمين الأكثر تنظيماً وتسليحاً، وأن رصاصة واحدة كانت
كفيلة ليل السبت الأحد بأن تُشعل معركة تصفية بينهما على غرار ما يحصل في سوريا.
وتؤكد المصادر
أن عين الحلوة شهد ليل السبت وفجر الأحد وحتى أمس حركة استنفارات للمسلحين
الإسلاميين غير مسبوقة في مواجهة بعضهم البعض في كل زواريب المخيم وأزقته وأحيائه
وطرقاته، اضافة الى انتشار كثيف للمقنعين المدججين بالاسحلة.
وتزامنت
الاستنفارات مع الاجتماع الذي عقدته القيادات المتشددة في المخيم في منزل مسؤول
«فتح الاسلام» الشيخ اسامة الشهابي، بحضور ممثلين عن «عصبة الانصار» والذي خصص
لمناقشة الاغتيالات التي تحصل في المخيم والتي استهدفت مؤخراً القياديين
الإسلاميين.
تضيف المصادر:
«إن الشيخ الشهابي صوّب النقاش خلال الاجتماع الى الاغتيالات ومحاولة الاغتيال
التي باتت تستهدف انصار فتح الاسلام وانصار بلال بدر وجند الشام في المخيم، إضافة
الى تسريب معلومات عن اتهام فتح الاسلام لعصبة الانصار باغتيال علي الخليل المحسوب
على الناشط الإسلامي بلال بدر، وهو ابن شقيقة الشيخ الشهابي، ونفي عصبة الانصار
لهذه التهمة. اضافة الى محاولة اغتيال م. ح. الذي تردّد أنه محسوب على كتائب
عبدالله عزام».
وتلفت المصادر
الى ان «عصبة الأنصار» وحلفاءها انسحبوا من الاجتماع وحصل توتر شديد.. في المقابل
كانت شائعة تتحدّث عن محاولة اغتيال أحد أعضاء قيادة «عصبة الانصار» طه شريدي وأنه
نجا من المحاولة.
وتؤكد مصادر
سياسية فلسطينية «ان مخيم عين الحلوة بات في عين العاصفة، رغم كل التفاهمات وتوقيع
أكثر من اتفاق شرف، وكان آخرها وثيقة التفاهم التي وقعت بين كافة القوى السياسية
الوطنية والاسلامية»، بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار داخل المخيم والتأكيد على
تنظيم أفضل العلاقة بين المخيم والجوار.
تضيف: «كل ذلك
لم ينفع وبقي حبراً على ورق، لأنه بعد توقيع وثيقة التفاهم ازدادت وتيرة
الاغتيالات، وكانت ذروتها عملية اغتيال رئيس جمعية المشاريع في عين الحلوة الشيخ
عرسان سليمان، ما يؤكد أن هذه العملية مع سلسلة الاغتيالات التي سبقتها وتلتها،
وبينها عمليات نفذت في وضح النهار، إضافة الى شائعة محاولة اغتيال مسؤول العصبة طه
شريدي».
ميدانياً تعتبر
المصادر أن أخطر ما في «أمر العمليات» هي الاتهامات التي وجهتها الأطراف المتشددة
في المخيم، اي «فتح الاسلام» والحالات المحسوبة عليها كـ«جند الشام» الى «عصبة
الانصار» بتنفيذ بعض الاغتيالات، برغم أن «العصبة» تعتبر مرجعية فلسطينية ومن
الفصائل التي لعبت دوراً في إطفاء أكثر من فتنة في المخيم وخارجه، الامر الذي
استدعى رداً واضحاً وصريحاً من الناطق الرسمي باسم «العصبة» الشيخ ابو شريف عقل
اكد فيه «براءة عصبة الانصار من دم علي خليل»، معتبراً أن «الجهل والتطرف باسم الدين
لا يخدم مصلحة ديننا وشعبنا»، محذراً «كل من يفكر بالمساس بأمن المخيم واستقراره،
لانه مستهدف ولا يحق لأحد اللعب بمصيره ومستقبله».
لكن تحذير
«العصبة» لم يبق إعلامياً، حيث وجّهت رسالة حازمة باستعراض قوّة عبّرت عنه بتنفيذ
انتشار مسلّح واسع وكثيف، وببيان أوضح أن «هذه الخطوة جاءت بعد أن شعرنا بخطورة
استهداف المخيم وجرّه الى الصراعات والتجاذبات وفتح ملف المخيمات بما يستهدف قضية
اللاجئين الفلسطينين»، مؤكّدة أنه «ممنوع المساس بأمن المخيم».
المصدر: السفير