عين الحلوة: استعراض قوة خطابي

الجمعة، 05 كانون الأول، 2014
تسارعت الاتصالات واللقاءات في صيدا
وعين الحلوة لاحتواء تداعيات المواقف التي وصفت بـ«النارية» التي أطلقت من داخل
المخيم واستهدفت الدولة مباشرة، وذلك من خلال عرض عضلات القوة الفلسطينية، عبر
الاعتصام الذي دعت اليه المنظمات الأهلية والحراك الشعبي الفلسطيني، وتحديدا
التصريحات التي صدرت عن ممثلين عن «عصبة الأنصار» أو تلك التي أطلقت من داخل أحد
المساجد في المخيم.
وكان لافتا استرجاع الناطقين باسم
«عصبة الأنصار» شريطاً من ذاكرة المخيم منذ اجتياح 1982 وحرب المخيمات، مطلقين
تهديدات بالجملة شملت الدولة.
وقد ردّد الناطق باسم «العصبة» ابو
شريف عقل «من لا يعرف فعليه ان يسأل التاريخ عن مخيم عين الحلوة عام 1982، وان
يسأل التاريخ عن عين الحلوة الذي انتفض ليدافع عن إخوته أيام حرب المخيمات وغيّر
المعادلة بأسرها. ومن لا يعرف فعليه ان يعرف، ونحن لن نسمح لا بالتحريض الإعلامي
ولا بالتهديد العسكري ولا بالتهديد الامني الذي يستهدف المخيم».
وبينما وضعت هذه المواقف في إطار
«الشعبوية»، على أساس أن «هدفها تهدئة الشارع الفلسطيني في المخيم بعد التعاطي معه
كبؤرة إرهابية أو مستودع لكل المطلوبين والفارين من وجه العدالة»، فإنها تركت
علامات استفهام كثيرة حول المغزى من إطلاقها بعدما طلب الجيش أجوبة شافية عن وجود
شادي المولوي والشيخ المتوراي احمد الاسير وفضل شاكر في المخيم.
وكان رئيس فرع مخابرات الجيش في
الجنوب العميد علي شحرور قد تلقى سلسلة اتصالات توضيحية فلسطينية لتلك المواقف
والاسباب التي فرضتها وأملت التصعيد في الخطاب ونبرته.
وكان الجيش قد عزّز حواجزه عند مدخل
عين الحلوة متخذا تدابير أمنية لجهة الداخلين والخارجين من المخيم واليه. وقضت
الإجراءات بتفتيش دقيق للجميع من دون استثناء واستقدمت مجندات من الجيش لتفتيش
النساء، وذلك للحد من دخول أو خروج أي مطلوب أو فار من العدالة بثياب منقبات.
«اللجنة الأمنية» ــ «حزب الله»
الى ذلك، عقد امس عضو قيادة منطقة
الجنوب مسؤول قطاع صيدا في «حزب الله» الشيخ زيد ضاهر لقاء مع وفد من «اللجنة
الأمنية الفلسطينية العليا» برئاسة قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو
عرب بحضور الناطق الاعلامي باسم «عصبة الانصار» الشيخ ابو شريف عقل وذلك في مقر
«حزب الله» في صيدا.
وقد تناول المجتمعون الأوضاع الأمنية
في عين الحلوة، كما تم التطرق الى الاعتداء الإرهابي الآثم الذي استهدف دورية
للجيش اللبناني في رأس بعلبك.
كما زار وفد «اللجنة الامنية» برئاسة
ابو عرب «تيار المستقبل» في الجنوب في مقره في صيدا والتقى منسق الجنوب الدكتور
ناصر حمود بحضور قيادة التيار.
ابو عرب، ردا على ما أثير عن تحضر
المولوي والأسير للخروج من المخيم قال «الأسير غير موجود حتى في لبنان كله، ولدينا
معلومات أكيدة مئة بالمئة. ولكن بالنسبة للمولوي ليست لدينا معلومات انه داخل
المخيم، واذا كان داخل المخيم نعمل لإخراجه».
أضاف: «اذا كان في المخيم فليخرج،
كما قلنا لفضل شاكر الذي صرح من داخل المخيم وقلنا له اخرج من المخيم وهاجم، لان
المخيم ليس مقرا للتهجم على أحد».
الحريري و«الجهاد الإسلامي»
وكانت النائبة بهية الحريري قد التقت
في مجدليون مسؤول «حركة الجهاد الاسلامي» في لبنان ابو عماد الرفاعي يرافقه مسؤول
العلاقات السياسية شكيب العينا، حيث جرى عرض للأوضاع في عين الحلوة.
وأكد الرفاعي اثر اللقاء ان المخيم
«لن يكون مأوى للإرهاب والخارجين على القانون»، مشيرا الى «اننا لن نسمح لأحد بأن
يورط المخيمات في اتون هذه الصراعات».
المصدر: السفير، 04-12-2014