عين الحلوة: الوضع الأمني يعود إلى الواجهة
السبت، 16 حزيران 2012
عاد الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة إلى الواجهة من جديد أمس، بعد حادثة التفجير الذي استهدف سيارة رئيس «لجنة السلم الأهلي في المخيم» منصور عزام أمس الأول، وما سبقها من جريمة قتل الفلسطيني أحمد حسن الحاج علي (المعروف بوليم). وقد انشغلت الفعاليات الصيداوية السياسية، والأمنية اللبنانية والفلسطينية بذلك، مبدية تخوفها من أن يكون ماحدث مقدمة لأحداث أمنية أخرى مشابهة.
وعقدت «لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية في المخيم» اجتماعا طارئا أمس، خصص للتداول بالأحداث. وأصدرت بيانا أكدت فيه على «أهمية التعاون بين جميع القوى الفلسطينية في المخيم لقطع الطريق على أي محاولة لتوتير الوضع الأمني فيه أو جرّه إلى أي اقتتال داخلي يدفع المخيم والجوار ثمنه». وشدد البيان على «ضرورة توحد فصائل منظمة التحرير، وقوى التحالف، والقوى الإسلامية، واللجان الشعبية، في مواجهة محاولات الإخلال بأمن المخيم، بعد إنجاز المصالحات بين القيادات الفلسطينية، وإزالة الدشم في المخيم».
في المقابل، تابعت النائبة بهية الحريري الوضع في المخيم. وعقدت في مجدليون لقاء مع وفد من لجنة المتابعة الفلسطينية، حيث جرى التداول في التطورات الأمنية. وأكد أمين سر «لجنة المتابعة» عبد مقدح أن «اللقاء حمل هماً واحداً، هو الهاجس الأمني الذي حصل داخل مخيم عين الحلوة. وهو قلق واحد ومشترك بين المخيم وصيدا. وأكدنا حرصنا على الأمن والاستقرار في صيدا، لأن أي خلل أمني يحصل سيصيب الجميع». ونقل المقدح عن الحريري تأكيدها «عدم السماح لأي محاولة لإثارة الفتنة في المخيم، كما في صيدا. وأن مخيم عين الحلوة سيبقى صمام أمان للوحدة الوطنية وللعلاقة مع مدينة صيدا وخاصة مع الجيش اللبناني». وشدد المقدح على أن «الجيش اللبناني الوطني يحمي السلم الأهلي والأمن والاستقرار في صيدا وفي مخيم عين الحلوة». وأكد عضو اللجنة فؤاد عثمان أن «ما جرى من حادثين أمنيين، لن يؤثرا على الاستقرار والأمن في المخيم والمصالحات ستستمر حتى يعود المخيم إلى الأمن والأمان، بالتواصل مع الجوار».
بدوره أمين سر «حركة فتح» في المخيم، ماهر شبايطة لفت إلى أن «ما حصل في المخيم يشير إلى أن هناك أشخاصاً، أو جهات متضررة مما يحصل من مصالحات فلسطينية فلسطينية، إلا أننا سنبقى حريصين على المخيم ولن ننجر إلى أي فتنة يريدها الأعداء المتضررون من المصالحات».
إلى ذلك قام أمس، وفد من قيادة «حزب الله» برئاسة مسؤول منطقة صيدا الشيخ زيد ضاهر بزيارة مخيم عين الحلوة، حيث عقد لقاء مع قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» اللواء صبحي أبو عرب بحضور عضو قيادة «أنصار الله» إبراهيم الجشي. وشدد أبو عرب على أن «العامل الفلسطيني في البلد لن يكون إلا عاملاً إيجابياً ومساعداً على أمن واستقرار البلد»، لافتاً إلى أن «الوحدة الوطنية الفلسطينية ستتواصل لما فيه مصلحة لشعبنا في مواجهة المشاريع التي تحاك ضده». بدوره الشيخ ضاهر، أكد على «السلم الأهلي ووأد الفتنة، والتعاطي مع الظروف بشكل صحيح وبحكمة ووعي ومسؤولية»، مثنيا على «أجواء المصالحة، وإزالة آخر مظاهر التوتر والدشم والمتاريس».
كما قام وفد «حزب الله» بزيارة مقر قيادة «منظمة التحرير الفلسطينية» و«حركة فتح» في المخيم. وعقد اجتماعا مع أمين سر فصائل المنظمة والحركة في منطقة صيدا محمود العجوري، بحضور قادة فصائل المنظمة في منطقة صيدا. وصدر إثر الاجتماع بيان، شدد على «ضرورة إتمام الوحدة، وإنجاز المصالحة الفلسطينية بأسرع وقت، ورصّ الصفوف لمواجهة غطرسة العدو الصهيوني». وأكد البيان على ضرورة «درء أي فتنة أو معركة قد يجر إليها المخيم، وضرورة الحفاظ على الوفاق الوطني الذي يحفظ السلم الأهلي».
المصدر: السفير