عين الحلوة بين
الكوفيات والقبور

الجمعة، 13 كانون الثاني، 2017
ذاك العجوز في
عين الحلوة الذي قال لنا «لم يبق من القضية سوى الكوفيات والقبور».
في رأيه «ان القضية
باتت تشبه المخيم: الفوضى والتيه والترهل، والصراع حتى بين قادة الفصيل الواحد ولو
على الاطباق (والصلاحيات) الفارغة».
لاحظ انتشار «ظواهر
غريبة» في ارجاء المخيم «لا ندري من اين هبط علينا هؤلاء، حتى اذا ما بقي الوضع على
ما هو عليه.... الله يستر».
ليس خفيا ان التفاعلات
داخل مخيم عين الحلوة تثير قلق، وغالباً غضب، الاجهزة الامنية اللبنانية. لا ريب ان
هناك خللاً هائلاً في كيفية مقاربة الملف الفلسطيني في لبنان. غيتوات ام مستودعات للشقاء،
وحيث لا بد لـ«الظواهر الغريبة» ان تستشري وان... تتفجر.
الساسة في مكان
آخر. نسأل عن سبب بقاء المخيمات ليس فقط خارج الاهتمام الانمائي والانساني وانما ايضاً
خارج اطار السلطة في لبنان، المخيمات، كما هي الان، ظواهر غريبة عجيبة، تحت عنوان
«لا توطين» يبقى الفلسطينيون في الاقامة الجبرية، ودائما في ظروف ما قبل الكائن البشري،
الساسة: لا جواب...
القادة هناك بنادق
واراكيل (والطاسة ضايعة)، وصراع، كما قال لنا السيد العجوز، حتى على الاطباق الفارغة...
نتوجه الى مرجع
عسكري لنسأل، بانوراميا، عن المشهد كما هو عليه الان، واضح ان «الحالة القانونية والواقعية
للمخيمات»، ملتبسة جداً، اي مس باي مخيم هو مس بالقضية. اي قضية؟ تلك التي يحملها ذاك
الشاب الرائع الذي اجتاح الجنود الاسرائيليين وقتل من قتل، وجرح من جرح، وليس الذين
يحملون البنادق وقاذفات الـ«آر.بي.ج» للتشبيح والترويع...
يقول لنا المرجع
العسكري «لم نفكر يوماً بالدخول الى المخيم. الذين هناك اهلنا ولا نريد لهم ان يتعرضوا
لنكبة ثانية، غير ان المشكلة تتفاقم على نحو خطير، وتنذر بالشر المستطير».
«الاتفاق تم مع
قادة الفصائل على انشاء سور في منطقة البساتين يحول دون تسلل الارهابيين في الاتجاهين،
حتى اذا ما باشرنا العمل تعال الصراخ من القادة اياهم باننا نقيم - وتصور - جدار عزل
على غرار الجدران التي تقيمها اسرائيل».
ويقول المرجع ان
قادة الفصائل تعهدوا بتقديم خطة بديلة لم نر اثراً لها حتى الان. مشكلتنا مع هؤلاء
القادة انهم غير صادقين في التزاماتهم وفي تعهداتهم. عندهم فلسفة التسويف والمواربة،
ولا ندري ما اذا كانوا يستشعرون كيف يتمدد الارهابيون، اخطبوطياً، في انحاء المخيم».
بصراحة، يضيف
«باتت لدينا علامات استفهام كبيرة حول مقاصدهم، والا كيف لهم ان يحتضنوا لبنانيين ملاحقين
بجرائم ارهابية، وهم الذين ما انفكوا يدلون بتلك التصريحات الببغائية حول رفض اي حالة
يمكن ان تشكل خطراً على الامن اللبناني؟ في الحقيقة، لغة الكاميرات شيء، ولغة الواقع
شيء آخر».
يؤكد المرجع «اننا
لم نأخذ بعباراتهم الطنانة والرنانة. الاوضاع في عين الحلوة تتدهور نحو المجهول، ولا
نستبعد البتة اذا ما بقيت الامور على ما هي عليه من الهشاشة، بل ومن المراوغة، ان يصبح
المخيم بيد تنظيم «داعش» وصحبه».
السؤال الذي يطرحه
المرجع العسكري «الى متى يوظف المخيم هكذا لخدمة اجندات خارجية؟ قادة الفصائل يشنفون
آذاننا بين الحين والآخر بانهم شكلوا قوة امنية لمنع اي خلل في المخيم. غريب انهم يصدقون
انفسهم (فقط) في حين يكاد لا يمر يوم دون اغتيالات، ودون قتلى بالمجان، ودون قنابل
ودون اشتباكات».
ويسأل «اليس الارهابيون
من يستفيد من الفوضى الامنية لاستقطاب الفتيان والشبان واعدادهم لذلك اليوم الاسود
الذي قد يطبق على اهل المخيم، وهم الطيبون الذين يعيشون شظف الحياة وشظف القضية».
كلمته الاخيرة
«ان على قادة الفصائل ان يحزموا امرهم. قرارات حاسمة لتنظيف المخيم من القتلة ومن الارهابيين.
كفى اهل عين الحلوة عذاباً، كفاهم...احتمالاً.
المصدر: نبيه البرجي
| الديار