القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: سباق محموم للحسم والسيطرة. وسعد 'لتجنب الكارثة والامارة'

عين الحلوة: سباق محموم للحسم والسيطرة. وسعد 'لتجنب الكارثة والامارة'


الثلاثاء، 22 آب، 2017

السباق محموم من اجل السيطرة على عين الحلوة , بعد فشل كل محاولات وقف اطلاق النار في المخيم, اتسعت دائرة المعركة واشتدت وتيرة الاشتباكات بين حركة "فتح" و"قوات الامن الوطني الفلسطيني" من جهة وبين مجموعات الناشط الاسلامي المتشدد بلال بدر ومجموعة السلفي بلال العرقوب ومن معهما من المجموعات المتشددة في عين الحلوة.

ارتسمت حدود الجغرافيا السياسية والعسكرية للمعركة , اتضحت معالمها بين من يساند المجموعات السلفية المتشددة ويناصرها في السر ويقدم لها كل الدعم في الخفاء ..وبين من يناهض هذا الفكر المتطرف ويواجهه على الارض ..انتصر ام اخفق في هزيمته لتاريخه .. وبين من يكتفي بتصريحات التاييد عبر الشاشات فقط لا غير!!.

في المقابل هناك في عين الحلوة من الفصائل من كان يطلب حصول الاجماع الفلسطيني قبل الشروع في هكذا معركة ومواجهة هذه الفئات ؟؟.. فقرر الابتعاد والاكتفاء بالمشاهدة من بعيد؟.

في المحصلة المعركة مستمرة منذ الاسبوع الماضي وتتواصل في اسبوعها الثاني في عين الحلوة .. فهل تتجه الامور نحو "الحسم", وهل استعدت لها حركة "فتح" وفق ما ينبغى في العلم العسكري , خاصة ان الجناح العسكري في الحركة هو من يطلب ويلح على قيادته السياسية في لبنان وفي رام الله من اجل اتخاذ قرار "الحسم".. وذلك بالتزامن مع معركة تحرير الجرود من "داعش" التي يخوضها الجيش اللبناني من جهة وحزب الله والجيش العربي السوري من جهة ثانية..

وكان عين الحلوة قد شهد الاثنين في 21 \8 \ 2017 اشتباكات عنيفة وصفت بانها الاشد والعنف لتاريخه, بعد رصد اكثر من محاولة لإقتحام معقل بلال بدر من قبل "فتح" في حي الطيره , حيث استخدمت في المعركة قذائف "الهاون" والقذائف الصاروخية التي كانت تسمع بوضوح في اجواء ​مدينة صيدا​، مع القاء القنابل اليدوية اضافة الى الاسلحة الرشاشة الثقيلة والخفيفة.

وقد ادت تلك الاشتباكات الى ​احتراق​ اكثر من منزل في الا​حياء التي تدور فيها الاشتباكات , الطيرة​ والصحون ومفرق سوق الخضار والشارع الفوقاني حيث ارتفعت منه سحب الدخان الاسود فوق المخيم في وقت بدأ القنص يطال اطراف المخيم وصولا الى اوتستراد الجنوب من مستديرة السرايا الحكومي حتى الحسبة.

وادت المعركة الى سقوط المزيد من الضحايا بين قتلى وجرحى مع ما تتسبب به من دمار في البيوت والممتلكات مع استمرار حركة النزوح من مخيم عين الحلوة باتجاه صيدا.

في المقابل فقد عمد الجيش اللبناني الى اتخاذ المزيد من اجراءاته الامنية عند مداخل المخيم, مع تسيير دوريات مؤللة على اوتستراد الجنوب بعد معلومات تحدثت عن إغلاقه بسبب تلك الاشتباكات .

الى ذلك اصدرت وكالة "الاونروا" تعميما جديدا متعلق ايضا باشتباكات عين الحلوة جاء فيه "بسبب الاشتباكات العنيفة التي تدور في مخيم عين الحلوة ، يرجى من الزملاء القاطنين في عين الحلوة الابتعاد عن الشرفات والنوافذ وعدم التجول في المخيم". علما ان الانروا كانت قد اصدرت تعميما سابقا قضى باقفال مؤسسات ومكاتب الوكالة في المخيم بسبب تلك الاشتباكات.يذكر ان الاشتباكات في اسبوعها الماضي كانت قد أسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين ، وأكثر من 20 جريحا.

اسامة سعد

الى اكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ان "الكلام على النتائج الكارثية لما يجري في المخيم، والتعبير عن الأسف والاستنكار، يبقيان من دون جدوى إذا لم يترافقا مع تحديد المسؤوليات الفعلية بهدف اعتماد المعالجات الجدية والمجدية. لكن لم يحصل حتى اليوم وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالمسؤولية عما يجري، كما لم يتم اتباع معالجات جدية.

واعلن سعد "أن الجماعات المتطرّفة المشبوهة داخل المخيم التي تعمل لحساب أطراف متعددة داخلية وخارجية هي التي تقوم بتفجير الأوضاع ، وذلك بهدف بسط نفوذها وسيطرتها على أحيائه وإقامة إماراتها الخاصة فيها، تمهيدا للاستيلاء على المخيم كله واستخدامه في إطار مشروعها في لبنان والمنطقة. وهو ما يذكر بما فعلته تلك الجماعات في نهر البارد وفي عرسال والجرود وغيرها من المناطق في لبنان، او في غيره من بلدان المنطقة". لافتا الى " إن تلك الجماعات حظيت، ولاتزال تحظى، بالرعاية والدعم والتمويل من قبل أطراف لبنانية وإقليمية ودولية بهدف توظيف المخيم في خدمة مشاريعها الطائفية والفئوية، وجره إلى مستنقع الفتنة المذهبية، وصولا إلى تفجير المخيم وشطبه من الوجود.

مشددا على انه "إذا كان التيار الوطني المقاوم في لبنان قد نجح حتى الآن في إفشال مخطط الفتنة المذهبية ومنع الوصول إلى صراع لبناني فلسطيني ، إلا أن استمرار مسلسل الاشتباكات ، والاهتراء المتزايد لأوضاعه وبقاء عوامل التفجير، مع غياب المعالجات الجديّة لمشاكل المخيم ومعضلاته، كل ذلك يدل على وجود مخطط جهنمي تشارك فيه أطراف داخلية وخارجية متعددة، يستهدف المخيم تمهيدا لإنهاء حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية. كما أن تكرار تلك الاشتباكات في الوقت نفسه تستهدف الأمن الوطني اللبناني.

ووجه سعد الدعوة "الى كل الحريصين على لبنان والقضية الفلسطينية للارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية، وإلى المباشرة بالمعالجة الجدية لأوضاع المخيم في الوقت الذي يخوض فيه الجيش اللبناني والمقاومة معركة تحرير الجرود الشرقية من الجماعات الإرهابية، وهو ما يمكن أن يشكل ثغرة وخللاً في المعركة المفصلية التي يخوضها لبنان ضد الإرهاب؟؟..

المصدر: محمد صالح – الاتجاه