الجمعة، 15 حزيران، 2012

خرقت العبوة الناسفة التي هزت مخيم عين الحلوة فجر أمس، مستهدفة سيارة رئيس «لجنة السلم الأهلي في مخيمات لبنان» الناشط الفلسطيني منصور عزام (مسؤول سابق في «حركة فتح»)، الهدوء السياسي والأمني، الذي نعم به المخيم منذ إنجاز المصالحات الفلسطينية - الفلسطينية، خاصة الفتحاوية منها. وانفجار الأمس هو الأول منذ دمج الوحدات العسكرية لـ«فتح» في إطار «قوات الأمن الوطني الفلسطيني»، واستلام اللواء صبحي أبو عرب قيادة تلك القوات. كما أنه يأتي بعد إزالة الدشم العسكرية والعوائق الإسمنية بين «فتح» و«عصبة الأنصار»، وفتح الأحياء على بعضها البعض في «البركسات»، حيث تتمركز «فتح» و«الطوارئ» حيث تنتشر «عصبة الأنصار».

وأعربت مصادر أمنية فلسطينية عن خشيتها من أن يكون الانفجار قد وضع حداً لموجة التفاؤل الأمني والسياسي التي سادت المخيم بعد نجاح القيادات والقوى والفصائل الوطنية والاسلامية بإبعاده عن الأحداث اللبنانية، وتحييده عن تداعيات الأزمة السورية. واعتبرت المصادر الانفجار بمثابة «الرسالة»، إلا أنها أكدت أنها «لن تثني جهودنا لصالح أهلنا في المخيم وإنهاء جميع التوترات». وحذرت من خطورة العبوة ومن استهدافاتها في تعكير الأمن والعودة إلى التوتير اليومي في المخيم.

وكان قد سمع قرابة الثانيه إلا ثلثا من فجر أمس دوي انفجار قوي في المخيم، تبين أنه ناتج عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة عزام، ملحقة أضراراً في السياره وفي السيارات المحاذية لها أثناء توقفها في حي حطين في المخيم، بعدما كان صاحبها قد أوقفها قبل ساعة من الانفجار. عزام أكد أن المستهدف ليس هو شخصياً «بل السلم الأهلي في المخيم بعد الجهود والمصالحات، التي أنجزت بين قياديين من حركة فتح، وإزالة الدشم في بعض الأحياء في عين الحلوة». وحذر عزام من «وجود من يعمل في الظلام، ولم يعجبه أن تستقر الأمور في المخيم فبدأ بالعبث لتخريب المسيرة»، مؤكدا أن «هذه الأعمال لن تثني لجنة السلم الأهلي عن القيام بواجبها تجاه شعبها».

من جهته، اعتبر قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» صبحي أبو عرب، بعد تفقده مكان الانفجار، أن «العبوة تستهدف السلم الأهلي وأمن واستقرار أهلنا في المخيم»، مشدداً على أن «الرد على كل من يريد العبث بأمن واستقــــرار شعبنا، يكـــون بإنجــاز ملف الوحدة الوطنية الفلسطينية.

المصدر: السفير