القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 24 كانون الأول 2025

عين الحلوة على صفيح ساخن.. الى أين تتجه الامور

عين الحلوة على صفيح ساخن.. الى أين تتجه الامور


السبت، 07 كانون الأول، 2013

فيما معارك الشمال تدور على اشدها في ظل التصريحات والتصريحات المضادة والدعوات الى رفع الغطاء عن المسلحين، على الرغم من ان ممولي قادة المحاور هم معظمهم من الطبقة السياسية الطرابلسية، فان «مخيم عين الحلوة» الذي يبدو انه متموضع على صفيح ساخن يبرز لبعض الوقت.. ليعود وترتفع حرارة المواجهات في داخله بعدما بات ملجأً للتكفيريين الذي فر معظمهم من مخيم «نهر البارد» بعد سقوطه، تضاف اليهم مجموعات اتت من سوريا مع الاخذ بعين الاعتبار لجوء جماعة الشيخ احمد الاسير وفضل شاكر اليه وفق تضارب المعلومات حول وجودهما في داخله. بالامس اندلعت اشتباكات بين حركة «فتح» من جهة واسلاميين تابعين لبلال بدر وجند الشام من جهة اخرى، ادت الى مقتل كادر في الحركة يدعى محمد السعدي واصابة عنصر من الجبهة الشعبية، اضافة الى انه خلال تشييع الكادر الفتحاوي انفجرت عبوة ناسفة اثناء الجنازة ادت الى اصابة عدد من الاشخاص وعلى الرغم من تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين ان هناك تنسيقاً دائماً مع القوى الاسلامية، لا سيما وانه تم الاتفاق مع العديد من قياداتهم اثناء تشكيل القوة الامنية المشتركة لحفظ الامن في المخيم، الا ان هذا الامر لم يمنع من اندلاع الاشتباكات من حين الى آخر لا سيما وان كل فريق لديه اجندته الخاصة يريد تنفيذها من خلال استعمال ارض المخيم التي بدأت تهتز تحت اقدام قاطنيه

وفي ظل انعدام المرجعية الفلسطينية الموحدة وتعدد التنظيمات المتواجدة على ارض هذا المخيم بدأ زمام الامور يخرج عن سيطرة «حركة فتح» التي كانت لها السلطة والامرة داخله واصبحت التنظيمات التكفيرية صاعق التفجير بعدما باتت اقوى من الفصائل الفلسطينية التقليدية وفي طليعتها حركة «فتح» التي تخضع لاوامر السلطة الفلسطينية فماذ يقول الشيخ جمال خطاب قائد الحركة الاسلامية المجاهدة حول ما يجري في المخيم. اكد الشيخ خطاب ان القوى الاساسية في المخيم هي محل اتفاق وتفاهم، لكن هناك اطراف لها اجندات تحاول العبث في وضع المخيم، وهناك اياد خارجية تحاول جر المخيم، لا سيما وانه عندما حصل الانفجار كانت جميع القوى مشاركة في التشييع. وعن مسؤولية مجموعة بلال بدر و«جند الشام» عن عملية الاغتيال والانفجار، اكد خطاب انه لا يمكن اتهام احد مسبقاً، قبل اجراء التحريات لاثبات الامر، ومن الممكن توجيه اتهامات لاي طرف لكن من يقوم بهكذا عمل، لا ينتمي الى المخيم لناحية الفكر او المشروع الذي يحمله.

وعن تزامن التوتر داخل المخيمات مع ما يجري في طرابلس، شدد خطاب ان لكل منطقة خصوصياتها، فالذي يجري في طرابلس ربما مرتبط بما يجري في الداخل السوري لا سيما وان هناك اناس يشاركون في القتال في سوريا وهم بذلك يحاولون الهائهم في الوضع الطرابلسي، اما بالنسبة للمخيم فان اشغال الفلسطينيين في الصراعات الداخلية يعني الهاءهم عن التسويات التي تجري لناحية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وهذا يدفع الى الهجرة لا سيما وان الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا لجأوا الى اوروبا. كحركة اسلامية مجاهدة كيف هي علاقتهم بحركة «فتح» وباقي القوى الاسلامية، لفت خطاب الى ان هناك اطار للقوى الاسلامية واطار لمنظمة التحرير واطار للتحالف، وبالنسبة للقوى الاسلامية فهي تضم الى حركتهم، حركة «حماس» وحركة «الجهاد» وحزب «التحرير» وهناك لقاء للجنة المتابعة تضم الجميع وكذلك القيادة السياسية على مستوى لبنان تضم الجميع اضافة الى «انصار الله»، بالنسبة لبلال بدر هو مجموعة وليس بتنظيم لذلك نتعاطى معه ومع كل المجموعات في المخيم وهناك محاولة لاصلاح الوضع، وهؤلاء متواجدون داخل المخيم. وعن امكانية القيام بتحرك ما لتفادي زعزعة امن المخيم، لفت خطاب الى ان اجتماعاً حصل بين القيادات السياسية بحضور مسؤول حركة «فتح» فتحي ابو العردات وجرى الاتفاق على ادانة هذه الاعمال واستنكارها وتعزيز القوة الامنية لتتمكن من القيام بدورها في الحماية والدفاع عن الناس في المخيم.

وبسؤالنا عن قدرة هذه القوة التي لا يتعدى عددها الخمسين، اكد ان على القوى السياسية اعطاء هذه القوة والدعم وتعزيزها، لافتاً ان هناك مسألة تؤثر على اداء هذه القوة وهي ان هذه العناصر غير محمية قانونياً لانه اذا ارادت اعتقال احد المخلين بالامن، بامكان اهل الموقوف التقدم بدعوة لدى السلطات اللبنانية، وحتى ان اطلق النار على المعتدي فيجرم من قبل القوى اللبنانية، لذا هنالك اشكالية لناحية هذا الامر. وختم خطاب انه بالرغم من هذه الاشكالات فان وضع المخيم مستقر ويجب عدم زجه بالشأن الداخلي اللبناني والسوري والاقليمي لا سيما ان اي اطلاق لصاروخ ما داخل الاراضي اللبنانية توجه التهمة دائماً الى ابناء المخيم.

اما اللواء منير المقدح فقد اكد للـ«الديار» ان الاغتيال يحصل بين 100 الف نسمة على كل كلم مربع، لكن الهدف من هذه العملية هو توتير الامن في المخيم، ولا سيما عندما تندلع الاشتباكات في طرابلس فهي تستكمل في «عين الحلوة»، لذلك فان كافة القوى في المخيم رفعت الغطاء على من تثبت انه من قام بالعمل وسيسلم الى الجيش اللبناني . وعما اذا كان للاغتيال دوافع سياسية لا سيما وان هناك تنسيق قائم بين الحركة والقوى الاسلامية اكد المقدح ان لا اغتيال بـ«بلاش» لانه يستهدف امن المخيم، وحتى الامن ليس هناك دليل على الجهة التي قامت بهذا العمل، لذلك اللجنة التي تشكلت تتابع مع الشهود وهي تتابع اشرطة الكاميرات. واكد المقدح الى ان وضع المخيم افضل من السابق حيث كانت الاشتباكات يومية، وان اللقاءات يومية مع «عصبة الانصار» و«الحركة الاسلامية المجاهدة» بقيادة الشيخ جمال خطاب والقوى الاسلامية الاخرى باستثناء مجموعة بلال بدر وبقايا «جند الشام» الذين هم في خارج نطاقنا. في حال تثبتم من ان هذه المجموعة هي من قامت بقتل الفتحاوي، رأى المقدح عندما يكون هناك موقف فلسطيني موحد سيتم اعتقال الفاعل مهما كانت الظروف وهذا ما حصل سابقاً.

المصدر: كلادس صعب ـ الديار