عين الحلوة: عودة التوتر

الخميس، 06 آب، 2015
توتر الوضع الأمني في عين الحلوة، أمس، إثر الإعلان عن وفاة
العنصر في «جند الشام» محمود عمر، الذي أصيب بإطلاق نار عليه من قبل عناصر حركة «فتح»
قبل أيام في الشارع التحتاني للمخيم حيث كان يعالج في «مستشفى النداء الإنساني». كما
شهد المخيم استنفاراً من قبل عناصر مسلحة تابعة لـ «جند الشام»، إضافة إلى وضع «فتح»
قوتها العسكرية في كامل جهوزيتها القتالية.
وكانت كل الاجتماعات واللقاءات التي تعقد في المخيم تنتهي
من دون نتيجة أمام إصرار «فتح» على تسليم المتهمين باغتيال العميد طلال البلاونة (الاردني)،
وعددهم أربعة، الى القضاء اللبناني.. ولا يزال المخيم يشهد ليلا إطلاق نار متقطعاً،
يترافق مع دوي انفجارات ناتجة من قنابل يدوية من وقت لآخر من دون وقوع إصابات. وقد
أدى هذا الوضع الى شلل الحياة في مجمل المخيم برغم كل المحاولات والمساعي الفلسطينية
من أجل إعادة الأمن.
وكان قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء
منير المقدح قد أكد أن عمليات الاغتيال التي حصلت في عين الحلوة «تصب في مشروع تهجير
الفلسطينيين وشطب حق العودة وإنهاء القضية الفلسطينية». وأعلن أن لجنة التحقيق الفلسطينية
التي شكلت اثر اغتيال البلاونة «قد توصلت الى ان الناشط السلفي المتشدد بلال بدر مشتبه
فيه ومتهم بالإعداد لاغتيال البلاونة، وعليه ان يرضخ للجنة التحقيق، اذ لا أمن بالتراضي
بعد اليوم في عين الحلوة».
وأكد المقدح، خلال لقاء صحافي في المخيم، ان جولات الاشتباكات
الأخيرة أسفرت عن سقوط أربعة قتلى و14 جريحا. وشدد على أنه لا يستطيع اتخاذ أي قرار
عسكري في القوة الأمنية من دون الرجوع الى اللجنة الامنية العليا التي تضم 17 فصيلاً.
ولفت النظر الى ان الهدوء يعود الى المخيم «ولكن ليس هناك
ضمانة بأن لا يكون هناك ردة فعل لأولياء الدم».
وقدم صورة قاتمة عن الواقع الفلسطيني، وقال: «هذا الواقع
صعب من جهة الدراسة والطبابة والمعيشة وقد يؤدي الى خلل كبير داخل المخيمات ويجب القيام
بتحرك واسع ضد سياسة الاونروا، لان البطالة وصلت الى 70 في المئة في صفوف اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان، والاونروا حاولت مراراً أن تتهرب من مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني».
في المقابل، يشير شهود عيان الى ان السلفي المتشدد بلال بدر
يتصرف في المخيم بشكل طبيعي، وهو يتنقل من وقت إلى آخر بين الأحياء، متخفياً أحياناً،
وعلناً أحيانا أخرى، متحدياً كل الإجراءات والاستنفارات التي أعلنت عنها «فتح» ضده.
المصدر: السفير