عين الحلوة في مأزق وتوقيف طه يحتاج إجماعاً
الخميس، 22 آذار، 2012
أبلغت مصادر فلسطينية الى «الجمهورية» أن الجيش بدأ تخفيف الإجراءات الأمنية حول مخيّم عين الحلوة، بعد لقاء في ثكنته في صيدا حضره رئيس فرع مخابرات الجنوب العميد علي شحرور ووفد من حركة «فتح»، ضم أمين سرّ فصائل منظّمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وقائد الأمن الفلسطيني صبحي أبوعرب.
في المقابل، عقدت اللجان الشعبية لقاءات أكّدت خلالها وجوب منع التعرّض لحواجز الجيش وطلبت تقليص الإجراءات الأمنية الى حدّ لا ينعكس سلباً على حركة دخول وخروج الطلاب والأهالي الى المخيم.
وكانت مدارس "الأونروا" أقفلت أمس في المخيم، للمطالبة بتخفيف اجراءات الجيش، وتوجه الطلاب الفلسطينيون في اتجاه حاجز الجيش قبل أن تعيدهم القوى الفلسطينية وتمنعهم من الاحتكاك مع الجيش.
ولاحظت أوساط متابعة أن القوى السياسية والأمنية الفلسطينية واللبنانية، نجحت في منع أي توتّر أمني جديد بين الجيش والمخيم بعد إضرام عشرات الشبّان الفلسطينيين النار في الاطارات المطّاطية ورشق جنود الجيش مساء الاثنين بالحجارة، احتجاجا على الإجراءات الأمنية المشدّدة وعلى حديث رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في شأن تسليم توفيق طه رئيس الخلية السلفية التي اوقفها الجيش قبل تنفيذها تفجيرات داخل ثكنه العسكرية. ما دفع عناصر "الكفاح المسلّح الفلسطيني" الى إطلاق النار في الهواء لمنع وصول المحتجّين الى حاجز درب السيم وهو التحرّك الثاني في أقل من 24 ساعة.
وعلمت "الجمهورية" أن "لجنة المتابعة الفلسطينية" التي تضم مختلف الوان الطيف الفلسطيني تداعت الى عقد اجتماع طارئ في مقرّ منظّمة "الصاعقة" لمناقشة موضوع التحرّك الشبابي، وما اذا كان عفويا وخرج عن سياقه، أم أن هناك استغلالاً أو تحريضاً من جهة معينة، وخلصت الى اتخاذ قرار بضرورة تنسيق أي تحرّك وتحت أي عنوان مع لجنة المتابعة بحيث يكون من خلالهم وسلميا لضبط ايقاعه وتجنيب المخيّم أي توتير غير محسوب.
وإذ أكّدت اللجنة أحقية المطالبة بتخفيف الإجراءات الأمنية عند مداخل المخيم بحيث لا تتحوّل "عقاباً جماعياً" بغية منع فرار طه أو اعتقاله، قالت مصادر المجتمعين لـ"الجمهورية" أن غالبية المشاركين لا يخفون أن المخيم في مأزق والقوى الفلسطينية في إحراج كبير، وأنهم مقتنعون بأن تشديد الإجراءات الأمنية يهدف الى ممارسة الضغط عليها للعمل الجدّي على اعتقال طه وتسليمه الى الجيش في ظل عدم وجود سلطة أمنية مباشرة له على المخيم تمكنه من اعتقاله، فيما يقرّ المجتمعون في المقابل أن ليس لديهم قدرة على اعتقاله من دون موقف فلسطيني موحد. وأفادت المصادر أن المجتمعين اعتبروا أن استمرار تشديد الإجراءات يشحن الجو وقد يؤدي الى استغلال البعض له واحداث توتير أمني مع الجيش.
ولاحقاً عقد اجتماع في مقرّ "الكفاح المسلّح الفلسطيني" حضره قائده العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو" وأعضاء "لجنة المتابعة الفلسطينية" ووفد من الشباب الفلسطيني الذي يقف وراء التحرّك لاستكمال معالجة الموضوع، في وقت اكد "اللينو" ان اتصالات جرت مع الجيش اللبناني وثمة تجاوبا لتخفيف الاجراءات الامنية بما يسهل انتقال ابناء المخيم والحفاظ على الامن والاستقرار ومنع فرار طه معا، مشددا على ان عين الحلوة لن يكون "خاصرة رخوة" في الامن اللبناني وكل القوى فيه حريصة على امنه والجوار اللبناني.
وفيما اتخذت حركة "فتح" اجراءات أمنية عاجلة عند حواجز الكفاح المسلّح الفلسطيني عند مداخل المخيم الأُخرى لمنع اي احتكاك مع الجيش، توجّه أعضاء لجنة المتابعة الفلسطينية و "اللينو" الى حاجز الجيش لتهدئة روع المحتجين وحالوا دون احتكاكهم مع الجيش ثم غادروا بعد وعود بمعالجة الموضوع سريعا، فيما حضر المسؤول عن مخابرات الجيش في صيدا العقيد ممدوح صعب الى الحاجز واشرف على معالجة الموضوع واعيد فتح الطريق.
وكان وفد قيادي "فتحاوي" وآخر من "اللجان الشعبية" الفلسطينية زار ثكنة محمد زغيب في صيدا والتقى مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور لوضعه في اجواء اللقاءات التي عقدت والقرارات التي اتخذت.
المصدر: علي داود - الجمهورية