القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة..كل شيء يعيد نفسه كأن عاما لم يمض وينقض ويحل عاما جديدا

عين الحلوة..كل شيء يعيد نفسه كأن عاما لم يمض وينقض ويحل عاما جديدا


الأربعاء، 03 كانون الثاني، 2017

..هكذا مخيم الشتات الفلسطيني في عين الحلوة , عام يمضي على اللاجئين ويرحل مع ازماته وخيباته السياسية والامنية والحياتية والمعيشية والاقتصادية الكبرى, ويحل عام جديد وكأن شيئا لم يتغير..رحلت الازمات مع الخيبات الى العام الجديد وكأن شيئا لم يتغير.. على غرار الوضع اللبناني؟.

في عين الحلوة المشهد على حاله منذ عقود , استنفارات واشتباكات واغتيالات وتوقيفات وفرار لمطلوبين وهجرة الى الخارج وازمات اقتصادية وحياتية ومعيشية وبطالة متفشية.. وصولا الى تقليصات لا سابق لها لوكالة "لانروا" منذ تاسيسها اثر نكبة فلسطين عام 1948, وقد شملت كل تقديمات الوكالة الاجتماعية والطبية–الاستشفائية والتربوية وغيرها..وانتهاء" باحصاء سكاني ملتبس للغاية في توقيته ودوافعه واهدافه وغاياته المنشودة الانية والمستقبلية لتعداد اللاجئين المقيمين في لبنان ؟...وقد اعلنت واذيعت نتائج الاحصاء في نفس الوقت تقريبا الذي اعلن فيه الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره الشهير بنقل السفارة الاميركية الى القدس واعتبارها العاصمة الابدية لدولة اسرائيل!!.

كل هذه الازمات والخيبات يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني من عمره ومستقبله ومن حياته ومعيشته اليومية , وجميعها تؤدي في النهاية الى اليأس وتساهم في تبديد حلم العودة الى الوطن الام فلسطين , وتدفع باتجاه الهروب الى اي بلد طلبا للهجرة والاقامة الدائمة..

كل هذه الاجراءات قد تؤدي يوما الى التوطين مع ما يحمله ذلك من مخاطر كامنة تتعلق بانهاء القرار الاممي رقم 194 المتعلق ب"حق العودة".

في عين الحلوة كأن عاما لم يمض وينقض ويحل عام جديد ,كل الملفات عالقة على حالها..وانطلاقا مما تقدم فقد شهد المخيم خلال الساعات الماضية استنفارات عسكرية لمجموعة من الناشطين السلفيين المتشددين مع اطلاق نار وانتشار للمسلحين المقنعين وغير المقنعين, وذلك على خلفية توقيف الجيش لزوجة المتشدد الاسلامي بلال بدر , براء غالب حجير عند حاجز النبعة..وقد ادت جميعها في المقابل الى استنفار للجيش اللبناني واتخاذه اجرءات امنية صارمة حول المخيم شملت كل المداخل.

الا ان كل هذه الاستنفارات والتوتر والقلق الذي سيطر على كل المخيم تنتهي وتفتح الطرقات وتزال العوائق بمجرد انتهاء الجيش من التحقيق مع براء حجير وعودتها الى المخيم.. وترافقت عودتها كالعادة باطلاق النار ابتهاجا.. يذكر انه كانت قد سبقت السلفيين المتشددين, استنفارات عسكرية متبادلة لمجموعات مسلحة تنتمي الى "حركة فتح" ومحسوبة على قيادات فتحاوية تقع بينها خلافات على الصلاحيات؟؟..

الى ذلك فان الناشط السفلي المتشدد بلال بدر ما زال متواريا عن الأنظار منذ مدة , ويتردد من وقت لاخر بانه تمكن من الفرار والوصول الى سوريا.. لكن لم يتم التاكد من هذه المعلومة , كما لم يتم نفيها , وبقيت معلقة كغيرها من حالات الفرار التي شهدها المخيم مع نهاية العام المنصرم, وآخرها الحديث عن خروج أربعة مطلوبين ينتمون إلى جماعة الشيخ المعتقل أحمد الأسير، وهم شقيقه أمجد الأسير ومرافقه فادي البيروتي ومدير مكتب الأسير أحمد الحريري، وفراس الدنب، ويعتبرون جميعهم من الدائرة الضيقة للشيخ الاسير وخزانه اسراره ومن المصنفين بالمطلوبين "الخطرين"..يذكر ان احكاما قضائية غيابية كانت قد صدرت بحقهم عن المحكمة العسكرية قضت بإنزال عقوبة الإعدام بهم .

في مقابل كل ذلك, ومع تعدد حالات الفرار للمطلوبين المصنفين "خطرين" والذي طالب الجيش اللبناني وجهاز الامن العام اللبناني منذ زمن بعيد ومرارا وتكرارا بتسلمهم من القيادات الفلسطينية جميعها لخطورة الملفات المتورطين فيها بدءا من المصري "ابو خطاب" , مرورا بشادي المولوي وصولا الى بلال بدر والعارفي وهيثم الشعبي وانتهاء بالحديث عن فرار الاربعة من الخلية الضيقة للشيخ الاسير.. علما ان احاديثا يتم تداولها في عين الحلوة تشير الى عودة الشعبي الى المخيم من جديد.. كل ذلك يحصل في ظل غياب شبه تام "للجنة المطلوبين" التي تم تشكيلها قبل عدة اشهر, واطلق عليها في حينه تسمية "وثيقة مجدليون" كثمرة للاجتماعات التي عقدت انذاك في دارة النائب بهية الحريري ..

في خلاصة الامر .."في عين الحلوة كل شيء يعيد نفسه ويتكرر عاما بعد عام وكأن شيئا لم يتغير وحتى الاجتماعات التي تعقد بين القيادات والمرجعيات السياسية والامنية اللبنانية وعلى كل المستويات وبين القيادات الفلسطينية منذ اكثر من عقدين من الزمن , ما زالت تنعقد لنفس الاسباب ومن اجل معالجة ذات الامور والاوضاع نفسها والملفات الامنية ذاتها, مع القضايا الاجتماعية وتلك المتعلقة بالمطلوبين والمتوارين في المخيم وملف "الانروا" والشؤون الحياتية بشكل عام".

المصدر : محمد صالح - الاتجاه