عين الحلوة: كيف تجرأ السلفيون على «فتح»؟

الثلاثاء، 23 حزيران،
2015
النار تحت الرماد.. هكذا يمكن وصف الوضع في عين الحلوة،
بالرغم من الاجتماع الطارئ الذي عقدته الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية
في مقر سفارة فلسطين في بيروت، والذي تزامن مع عودة الهدوء الحذر الى المخيم بعد الاشتباكات
التي وقعت نهاية الاسبوع الماضي بين حركة «فتح» ومعها القيادي المنشق عن الحركة «اللينو»
من جهة وبعض المجموعات الاسلامية المحسوبة على السلفيين المتشددين من جهة ثانية، والتي
خلفت ثلاثة قتلى (بينهم امرأة توفيت بسبب ارتفاع ضغط الدم بعد خوفها ومحاصرتها في بيتها)،
إضافة الى أكثر من عشرة جرحى.
وتحذر مصادر فلسطينية مطلعة من سيناريو خطير يخطط
للمخيم في هذه الفترة على غرار نهر البارد أو اليرموك لتهجير أهل المخيم. وتعتبر أن
ما حصل في عين الحلوة لم يمكن بريئاً ولا وليد ساعته. وتتوقف امام «زحف مجاميع القوى
السلفية» المتشددة بلحظة واحدة وانتشارها القتالي في حي طيطبا والأحياء المجاورة بمواجهة
«فتح» واستقدامها تعزيزات قتالية من مخيم الطوارئ متجاوزة حاجز القوة الأمنية المشتركة
(الذي كان يتبع لمنير المقدح) وأحياء محسوبة على «فتح» من دون ادنى اعتراض.
وتنبه المصادر الى ان ما جرى يؤكد أن جبهة إسلامية
سلفية متشددة تكونت في المخيم، وهي على أهبة الاستعداد للانخراط في أي سيناريو مرتبط
بمحاور لبنانية مشابهة أو اقليمية، وتعلن ان عين الحلوة قد دخل فعلياً في اتون الصراعات
الدائرة في المنطقة ووقع أسير المحاور الداخلية والخارجية والاصطفافات الإقليمية، وهناك
خشية حقيقية على وضعه وموقعه كقضية لاجئين وحق عودة.
وتلفت المصادر الى ان مشاركة «اللينو» في المعركة
أعطت انطباعاً بأن دخوله المعركة الى جانب «فتح» ساهم في شد العصب الفتحاوي. فيما تشير
المصادر الى ان المعركة الاخيرة أظهرت صراعاً مستتراً بين القيادات الفتحاوية السياسية
والامنية. كما سجل اختفاء «كادر» أو أكثر بمواقع عسكرية رفيعة عن السمع وكأنهم كانوا
ينتظرون جلاء غبار المعركة.
في هذه الأثناء، توارت المظاهر المسلحة من ازقة المخيم،
لكن الدمار وآثار الحرائق في البيوت والسيارات المشتعلة في الازقة تدل على هول المعركة.
ودانت قيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية،
التي عقدت اجتماعها في السفارة بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور لمناقشة
الأوضاع الامنية في عين الحلوة والمخيمات، الاحداث الاخيرة في المخيمات.
وأكّد المجتمعون في بيانهم «معالجة الأوضاع بالحوار
وعدم اللجوء الى السلاح والعنف»، وأشاروا إلى «التمسك بالمبادرة الفلسطينية الموحدة
التي أعلنتها الفصائل في لبنان والملتزمة بالحفاظ على أمن واستقرار المخيمات وجوارها
والحفاظ على العلاقات الاخوية اللبنانية الفلسطينية وتفعيل القوة الامنية المشتركة
في المخيمات».
وأعلنوا عن تكليف «اللجنة الامنية العليا بمتابعة
الحدث وتداعياته وتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى».
كذلك خرجت أصوات صادرة عن الناشطين في الجمعيات الاهلية
الفلسطينية تدعو «النشطاء الشباب وممثلي المبادرات واللجان الشعبية والشبابية والقوى
الوطنية والاسلامية» إلى أوسع تحرك في الأيام المقبلة «لتفادي تكرار ما حصل من مجزرة».
ودعت الجمعيات الاهلية والشبابية في بيان لها الى «الكف عن سياسية المماطلة وتجهيل
الفاعل».
من جهته، شدد الأمين العام لـ «التّنظيم الشّعبي
النّاصري» الدكتور أسامة سعد، على ان «الاشتباكات ليست إلا نتيجة للمحاولات الهادفة
لدى البعض لجرّ المخيّم إلى الانغماس في الصّراعات الانتحارية، وهي نتيجة لارتباطاتهم
الخارجية البعيدة كلّ البعد عن المصالح الوطنيّة اللبنانية والفلسطينيّة والعربيّة».
معرباً عن مخاوفه «من انه في حال نجاح تلك المحاولات، فسوف تؤدي إلى شطب حق العودة
وإلحاق الضّرر البالغ بالمصالح الوطنيّة اللبنانيّة».
المصدر: السفير