القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عين الحلوة: لوقف العبث بالأمن

عين الحلوة: لوقف العبث بالأمن


الثلاثاء، 21 أيار، 2013

وضعت الاشتباكات الأخيرة في عين الحلوة، الفصائل الوطنية والإسلامية في المخيم، أمام مأزق كبير، بعدما بينت الاشتباكات أن بإمكان أي كان، كالناشط الإسلامي بلال بدر أو المسؤول الفتحاوي طلال الأردني، أن يأخذ المخيم إلى حيث يريد. وكأنه لا فصائل، ولا قوى، ولا سكان فيه، فقد وقف الجميع يتفرج إلى حين انتهاء المسلحين من إطلاق النار، خاصة أن أسلحة وقذائف صاروخية جديدة ظهرت أخيراً، عدا عن إطلاق نحو 40 قذيفة «أر بي جي» في الأزقة الضيقة.

وقد كان لتلك الاشتباكات وقع سلبي كبير في الشارع الفلسطيني في المخيم، بحيث تساءل سكان المخيم عن جدوى انتشار السلاح والمسلحين في المخيم، إذا كان للاقتتال الداخلي، فقط. وما هو مبرر وجود قوات الأمن الوطني، إذا كانت عاجزة عن لجم اشتباكات بين شخصين ومن معهما. وما معنى وجود كل الأطر السياسية والتنظيمية التابعة لفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية»، أو قوى «التحالف»، أو القوى الإسلامية، إذا لم يكن بمقدورها مجرد الاجتماع، وإصدار بيان موحد من الاشتباكات. في حين أن التحركات الشعبية الأهلية العفوية وحدها استشعرت الخطر، وتحركت في الشارع وتحت الرصاص لدرء الفتنة ونزع فتيلها. وما جدوى الاجتماعات التي عقدتها الفصائل إذا كانت غايتها الوقوف على خاطر كل من بدر والأردني وسؤالهما عما يزعجهما في المخيم؟ ذلك علماً أن فتح اتهمت عناصر تابعة لبدر، بإطلاق النار على الملازم في «حركة فتح» معاوية عيسى حارون «مظلوم»، وأردوه وهو أعزل، حيث كان يقف عند مفرق «مستشفى النداء الإنساني».

وعقد اجتماع أمس، برئاسة أمين سر «فتح» و«المنظمة» في لبنان فتحي أبو العردات، ضم «حركة فتح» وفصائل المنظمة، والقوى الإسلامية، و«الأمن الوطني الفلسطيني»، و«لجنة المتابعة»، وحركتي «الجهاد الإسلامي»، و«حماس». وذلك في مقر «الأمن الوطني». وخرج الاجتماع ببيان تقليدي «حيث جرى بحث أسباب الاشتباك في عين الحلوة، والسبل الكفيلة بمنعها. وقد خلص المجتمعون إلى تشكيل لجنة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الاسلامية مهمتها، التواصل مع كل من العقيد طلال ومع بلال بدر، من أجل الوقوف على أسباب الإشكال وحلها، وحصر الأضرار التي نتجت عن الاشتباك، وإبقاء الاجتماعات مفتوحة».

واستكمالا للقاءات والاجتماعات التي تعقد بين فصائل المنظمة والقوى الإسلامية، وقوى التحالف ولجنة المتابعة الفلسطينية، و«الجهاد الإسلامي» و«حماس»، حيث عقد اجتماع مماثل في مخيم المية ومية، خصص لمناقشة «كيفية ضبط الوضع الأمني في عين الحلوة وأسباب الاشتباكات وتحصين الساحة الفلسطينية، في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة. من جهته اعتبر قائد «الأمن الوطني الفلسطيني في مخيمات لبنان» صبحي أبو عر ب أن هناك من يستهدف امن واستقرار المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم عين الحلوة لرمزيته واعتباريته المعنوية، كونه عاصمة مخيمات الشتات، ويأتي هذا الاستهداف من خلال زعزعة أمنه واستقراره وتغذية بذور الفتنة بين الأخوة في المخيم. وأكد اللواء أبو عرب على أن هناك أشخاصاً خارجون عن القانون والنسيج الفلسطيني، يعملون على زرع الفتنة بين نسيج أهلنا في المخيم. وهناك صيغ توافقية تعمل من خلالها القوى والفصائل من وطنية وإسلامية تتمثل بلجنة المتابعة الفلسطينية، والقوة الأمنية، لكنْ هناك متضررون من التوافق ومن الوفاق الفلسطيني.

المصدر: السفير