"عين الحلوة" نزع فتيل
التوتر لمصلحة أمنه واستقراره

السبت، 20 آب، 2016
أرخى تسليم المطلوبين
في مخيم عين الحلوة أنفسهم لمخابرات الجيش اللبناني، أجواء من الارتياح انعكست إيجاباً
على أوضاع المخيم والجوار، وأعطت انطباعاً بأن الأمور تسير باتجاه التهدئة وحل كل المشاكل
التي عالقة سابقاً على هذا الصعيد.
وكان إطلاق سراح العديد
من من سلموا أنفسهم، حافزاً كبيراً ودافعاً معنوياً لبقية المطلوبين إلى تسليم أنفسهم
وفق ضمانات تم الاتفاق عليها مسبقاً.. وبذلك يكون عين الحلوة في الطريق لانهاء ملف
شائك طالما كان سبباً في بعض الشائعات والتوترات.
تابعت الصحافة اللبنانية
وعن كثب قضية المطلوبين الذين سلموا أنفسهم الى مخابرات الجيش اللبناني عند حاجز التعمير
في مخيم عين الحلوة، واصفة إيها بالظاهرة الإيجابية التي تساعد في حلحلة الأمور وعودة
الإستقرار والهدوء.
وقالت جريدة "المستقبل"
اللبنانية: "كما كان متوقعا، كرت امس سبحة المطلوبين من مخيم عين الحلوة الذين
بادروا الى تسليم انفسهم الى السلطات اللبنانية، حيث سجل تسليم خمسة منهم انفسهم في
غضون ساعات قليلة، ليرتفع بذلك عددهم حتى الآن الى 17 مطلوبا خلال ثلاثة اسابيع".
وكشف عضو اللجنة الأمنية
الفلسطينية العليا صلاح اليوسف لـ" المستقبل" ان تسليم المطلوبين تم بمبادرة
من جبهة التحرير الفلسطينية وبالتنسيق مع قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي
ابو عرب ومع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمود. وقال: ان
هناك اتهامات سابقة لهؤلاء الأشخاص بأنهم ينتمون لجماعة بلال بدر فقط بحكم صلة القربى
ولكنهم اعضاء في جبهة التحرير الفلسطينية، وتسليمهم هو خطوة اولى ستستكمل بتسليم ثلاثة
آخرين من الجبهة وضعهم مماثل ايضا".
وأضافت الجريدة:
"وفيما انعكس تصاعد وتيرة تسليم المطلوبين لأنفسهم اجواء من الارتياح في اوساط
ابناء المخيم في ظل ما يتبلغه أهالي من يسلمون أنفسهم عن تلقيهم معاملة جيدة خلال مرحلتي
التوقيف والتحقيق، وفي ظل اخلاء سبيل بعض من سلموا انفسهم بعدما لم يثبت عليهم شيئاً،
ذكرت "المستقبل" ان هذه الأجواء شجعت وتشجع المزيد ممن يصنفون على أنهم مطلوبون
لتسليم انفسهم. وان اكثر جهة وفصيل فلسطيني لديه اشخاص وجهت اليهم تهم بحوادث إطلاق
نار أو الانتماء إلى تنظيم محظور، يسعى لتسليمهم لاثبات براءة غير المتورطين منهم،
وتنظيف صفحة الملاحقين في قضايا صغيرة بانجاز ملفاتهم القضائية".
وفي ذات السياق، أكدت
جريدة "السفير" أن ما يحصل في عين الحلوة اليوم ليس فقط تفكيكاً للتنظيم
فحسب، بل هو عبارة عن نزع فتيل للتوتر لمصلحة المخيم وأمنه واستقراره، لذلك يرى البعض أن ما يحصل يحتم على السلطة الفلسطينية
و"منظمة التحرير" وقوى التحالف والقوى الإسلامية إعادة تنظيم صفوفها وقواها
وتثبيت وضعها العسكري والأمني من جديد لضبط أمن المخيم واستعادة ثقة الناس بهذه القوى
مجتمعة".
ومما ساهم أيضا في تفكيك
التنظيم، التسهيلات التي يقدمها الجيش اللبناني للمطلوبين من خلال إحالة ملفاتهم مباشرة
إلى القضاء حيث يخضعون لأحكامه لا إلى محاكمات كيدية وانتقامية. وظهر هذا في قضية شقيق
الفنان المعتزل فضل شاكر الذي سلّم نفسه إلى الجيش منذ شهر لكنه خرج من السجن قبل أيام
بعدما خضع لحكم القضاء، الأمر الذي شجع المطلوبين على تسليم أنفسهم تمهيدا لتسوية أوضاعهم
قضائياً.
ويبدو أن صحيفة
"الجمهورية" لم تر كل هذه الإيجابيات في سردها للوقائع، مشيرة إلى
"احتمالات توتير قد يقدم عليه "تنظيم شباب المسلم"".