القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 18 حزيران 2025

عين الحلوة: هدوء المواجهات واشتعال جبهتيّ حماس وفتح

عين الحلوة: هدوء المواجهات واشتعال جبهتيّ حماس وفتح


الجمعة، 25 آب، 2017

أما وقد توقف حوار الحديد والنار في مخيم عين الحلوة، فثمة تساؤلات كثيرة تطرح عن مصير الهدنة وكيفية ضمان تثبيتها، وجعلها سارية المفعول، والاهم من ذلك معالجة الخلافات السياسية التي استجدت على خلفيتها، وتحديدا بين حركتي حماس وفتح بعد التصعيد الكلامي الأخير وتبادل الاتهامات بين مناصري الطرفين.

هي جولة من جولات عنف كثيرة شهدها المخيم، وانتهت على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، والمرجح ان يشهد جولات أخرى، إنطلاقا من واقع سياسي وأمني معقد يعيشه في ظل تعدد المرجعيات وإرتباط القرار بحسابات محلية واقليمية، ووسط ظروف محيطة في لبنان تشي بوجود تململ ان لم نقل دفعا غير مسبوق نحو حل وضع المخيم من الزاوية الامنية بعيدا عن الحل الإنساني والاجتماعي والمعيشي لأكبر التجمعات السكنية في لبنان، خصوصا بعد الحملات التي "شيطنت” المخيم وحولته عن قصد أو عن غير قصد الى بؤرة إرهاب يسعى الجميع لاستئصالها.

اختبار النوايا نجح في يومه الثاني، واستطاعت القيادات الفلسطينية ان تترجم ما اتفقت عليه هذه المرة على الارض التي خلت من المظاهر المسلحة، فسكتت أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية، التي حولت أحياء في المخيم الى ساحات مهجورة من أهلها بعدما تضررت منازلهم ومحلاتهم التجارية.

هدوء أصوات الرشاشات والقذائف لم ينسحب على جبهات مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بين مناصري فتح وحماس على نحو يعيد الزمن الى الوراء، عندما بلغ الانقسام حد الاقتتال في فلسطين المحتلة.

وفِي المعلومات ان المساعي الحثيثة التي بذلت لوقف الاقتتال، نجحت الى حد ما في تثبيته بعدما تم سحب كل عناصر التفجير، والمتمثلة بانكفاء بلال بدر ومجموعته، وانتشار القوة المشتركة، لكن هذه المساعي لم تنجح حتى اللحظة في إبرام وثيقة تحرم العودة الى معالجة الخلافات بالسلاح ولم تعالج أصل المشكلة، ليتبين ان ما حصل لا يعدو كونه تأجيلا لجولات مقبلة، يسعى كل طرف فيها الى تحقيق أهدافه، ان كان بالنسبة للاسلاميين الذين يبحثون عن ضمان لوجودهم، او بالنسبة لفتح التي تحاول إستعادة أمجادها وثقة جمهورها والدولة اللبنانية والمجتمع الدولي والتأكيد على ان الامر لها”.

وتضيف المعلومات: "إن فتح التي حشدت قواتها في المخيم، لم تكن ترغب في هذه النهاية، فهي كانت ترى أن الظروف المحلية والإقليمية مؤاتية لإنهاء خصومها، لكن حساباتها جاءت مغايرة كليا بعدما واجهت صلابة من خصومها في السياسة وفِي الميدان جعلها تتراجع عن الحسم من دون ان تلغي مشروعها ، بانتظار ضوء اخضر لا يعرف من سيشغله هذه المرة، ان كان في لبنان او خارجه”.

وتتابع المعلومات: "إن حركة حماس شعرت بوجود نية لدى فتح لفرض واقع ميداني على الارض وعليه كان موقفها بعدم المشاركة في المواجهات واستمالة بقية القوى الاسلامية الى جانبها لعدم فتح المجال أمام فتح لتحقيق إنتصار، تراه الحركة انه سيكون مكلفا على أبناء المخيم”.

وتؤكد المعلومات "أن أي قرار بحسم ظاهرة المطلوبين أو تحجيم دور المجموعات الاسلامية، يحتاج الى إجماع فلسطيني وغطاء لبناني وإقليمي”.

وبانتظار ما ستحمله الاتصالات الهادفة الى تهدئة عاصفة البيانات والتصريحات بين حركتي حماس وفتح، يبدو أن الطرفين قد وصلا الى قناعة بأن شهر العسل الذي عاشاه مؤخرا لن يدوم طويلا وأن الأيام المقبلة قد تشهد مزيدا من الملفات الخلافية التي قد لا تصل الى الاشتباك المباشر وإنما بالانابة، وهذا ما يرغب به كثيرون، الا اذا اختلطت الأوراق وبات لزاما على الافرقاء المتخاصمين النزول بكامل عتادهم الى الميدان”.

المصدر: عمر ابراهيم – سفير الشمال