القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 28 كانون الأول 2025

عين الحلوة يتجاوز قطوعا امنيا.. ومطالبة بخطة طوارىء توقف مسلسل الاغتيالات

عين الحلوة يتجاوز قطوعا امنيا.. ومطالبة بخطة طوارىء توقف مسلسل الاغتيالات


الخميس، 13 آذار، 2014

تجاوز عين الحلوة قطوعا امنيا هو الاخطر باغتيال عضو قيادة قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان العقيد جميل زيدان، بعدما رفضت العائلة "الرد العشوائي" في الشارع باطلاق النار او اقفال الطرقات وبعدما اعلنت حركة "فتح" انها "تمهل ولاتهمل"، فيما طرح تساؤل كبير من يقف.. وراء مسلسل الاغتيالات المتواصل منذ اشهر ولمصلحة من توتير الوضع الامني "الهش" اصلا.

تركت جريمة اغتيال العقيد زيدان استياء كبيرا في اوساط القوى السياسية الفلسطينية الوطنية والاسلامية على حد سواء، وشكل حدثا امنيا بالغ الخطورة، لما يتمتع به من مناقبية، اذ لا خصوم له، ويسعى بالصلح بين الناس دائما وشكل صمام امان واستقرار في منطقته، فجاءت جريمة اغتياله بشعة لتترك رسالة واضحة الدلالة بان "المطلوب توتير الوضع الامني في المخيم تحت اي عنوان".

واختلفت قراءة الجريمة، البعض اعتبر انها "رسالة دموية" ضد "فتح" تحديدا لاضعاف نفوذها، والبعض الاخر انها تأتي لايقاع الفتنة بين "فتح" و"المتشددين الاسلاميين"، او دخول طرف ثالث لايقاع الفتنة بين الاطراف كافة، وذهب البعض الثالث الى ابعد من ذلك، حين ربط بين عمليات الاغتيال في المخيم والتفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية، على اعتبار أن مجمل الأحداث الأمنية والتفجيرات إنما تصبّ في إطار مخططات تفجير الأوضاع في لبنان تسهيلاً لتمرير المشاريع الأميركية الصهيونية وشطب حق العودة.

وقد قابلت القوى الفلسطينية هذه الرسالة" بمعانيها المختلفة بمساعي حثيثة للتهدئة، حيث عقدت "لجنة المتابعة الفلسطينية" اجتماعا طارئا لها هو الثاني في غضون ساعات، وقام وفد منها بزيارة عائة زيدان في قاعة سعيد اليوسف حيث فتحت بيت عزاء وقد التعازي لها، مؤكدا لها تشكيل "لجنة تحقيق" لكشف الجناة والاقتصاص منهم، منوها بدور العائلة الوطني والتزام بحفظ امن واستقرار المخيم بعيدا عن اي ردة فعل غاضبة.

وذكرت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، انه تم الاتفاق على تشييع زيدان ظهر اليوم الاربعاء من مسجد "الفاروق" الى مثواه الاخير في مقبرة عين الحلوة الجديدة في درب السيم، على ان يتم تنظيم تحرك سلمي يوم الاحد في مكان الجريمة في الشارع الفوقاني للتعبير عن رفضها وللمطالبة بكشف الجناة.

هدوء ومواقف

ميدانيا، خيم الهدوء على المخيم الذي شهد حركة شبه طبيعية، وفتحت مدارس وكالة "الاونروا" ابوابها امام الطلاب، كذلك المؤسسات الصحية والاجتماعية، في وقت توالت فيه المواقف السياسية الشاجبة والمنددة والداعية الى خطة طوارىء تحمي المخيم من مسلسل الاغتيالات المتواصلـ واعتبار ما بين الفينة والأخرى، وآخرها اغتيال زيدان، يؤكد بما لا يدع مجالاً للتردد أو الشك بضرورة أن تقوم الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية بواجبها الوطني والديني للحفاظ على المخيمات من عبث العابثين، قبل فوات الآوان.

واكد قائد "قوات الامن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي ابو عرب "ان مخيم عين الحلوة سيبقى عصيا على الفتنة، والاقتتال الداخلي"، معتبرا "ان جريمة اغتيال زيدان تصب في خانة توتير الوضع الامني"، متهما "حفنة من المأجورين والعملاء بالوقوف وراء هذه الجريمة النكراء".

وقال اللواء ابو عرب الذي قدم واجب العزاء في قاعة سعيد اليوسف لعائلة زيدان على رأس وفد قيادي كبير من الامن الوطني.. "سوف نقتص من الجناة عاجلا ام اجلا وسيأتي اليوم الذي يقدمون فيه للعدالة"، مضيفا "عين الحلوة امانة في اعناقنا وسنبقى نحافظ على امنه واستقرار ابنائه ونسائه واطفاله، ولن ننجر الى ما يريد المجرمون والقتلة"، مشيرا الى "ان التحقيقات بدأت لكشف التفاصيل ومن يقفون وراء الجريمة، وان ترتيبات الدفن تجري على قدم وساق بالاتفاق مع عائلة الشعيد زيدان".

واكد ان "فتح تمهل ولا تهمل وان القتلة سيدفعون الثمن وفتح حريصة على امن المخيم ولن تقبل محاولات جره الى الفتنة او تحوياه الى نهر بارد او يرموك جديد"، ناقلا تعازي الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمشرف على الساحة الفلسطينية عزام الاحمد واعضاء المجلس الثوري لحركة فتح المجتمعين في رام الله اللىعائلة زيدان.

وقال ممثل حركة "حماس" في لبنان علي بركة، "اننا ندين جريمة اغتياله الغادرة التي تستهدف امن المخيم واستقراره وهي محاولة آثمة لإثارة الفتنة داخل المخيم لخلط الاوراق خدمة لاجندات خارجية".

واعتبر عضو المكتب السياسي لــ "جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، ان اغتيال زيدان شكل خسارة كبيرة للقضية الفلسطينية، لامن واستقرار المخيم وجريمة اغتياله تهدف الى ايقاع الفتنة ولكننا رغم كل الحزن والاسى لن ننجر الى اوتن الصراعات وسنعض على الجرح الى ان يكشف الجناة.

وقال امين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، ان اغتيال العقيد زيدان لن يمر مرور الكرام، سيبقى الشهداء ينيرون درب الحرية وسنحافظ على امن واستقرار المخيمات رغم الدماء النازفة الى ان تتحقق العودة وسنفشل كل مشروع للفتنة، مضيفا ان فتح قوية وستبقى قوية تواجه المحن والاغتيالات.

مواقف لبنانية

استنكرت النائب بهية الحريري الجريمة، معتبرة ان هناك اياد تريد الفتنة والخراب للمخيم واهله تقف وراء هذه الجريمة وما سبقها من اغتيالات، مثمنة الدرجة العالية من الوعي الذي ابدته العائلة والقيادة الفتحاوية واهلنا في المخيم عموما، معتبرة ان هذا الوعي يقطع الطريق على ما ترمي اليه هذه الجريمة من اهداف في تفجير الوضع الأمني في المخيم ومن خلاله صيدا لأنهما جسم واحد لا يتجزأ.

وثمن المسؤول السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في الجنوب الكتور بسام حمود الجهود الجبارة والمسؤوليه العاليه التي تحلوا بها لتفويت الفرصة على المتربصين باهلنا في المخيم شرا.

وادان التنظيم الشعبي الناصري الجريمة ومن يقف وراء هذه الجريمة، داعيا إلى القيام بتحقيق جدّي للتعرف على الجناة ومحاسبتهم، معتبرا أن هذه الجريمة إنما تأتي في سياق جرائم الاغتيال المتوالية والأحداث الأمنية المتكررة في مخيم عين الحلوة والتي تستهدف ضرب الأمن والاستقرار في المخيم، ونشر الفوضى والتقاتل خدمة لأهداف أعداء لبنان والقضية الفلسطينية.

واعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري ان هذه العملية تأتي في سياق توتير الأجواء، وجر الأخوة الفلسطينيين للإقتتال فيما بينهم وفي ذلك خدمة للعدو الاسرائيلي ولكل من يتربص للقضية الفلسطينية ويريد تصفيتها وأهدار حقوق الشعب الفلسطيني في العودة الى أرضه وترابه، معتبرا ان الاوضاع الدقيقة التي تعيشها المخيمات تستدعي تعاون الجميع لوأد الفتنة.

ورأى الشيخ العيلاني ان عملية الإغتيال تكشف إصرار القتلة على زعزعة الأمن والإستقرار في المخيم ولا يريدون له أن ينعم أهله بالأمن وهذا ما يفرض على كل القوى والفصائل الفلسطينية مضاعفة جهودها في كشف هؤلاء القتلة لينالوا عقابهم.

جولة الجهاد

سياسيا، زار ممثل حركة الجهاد الاسلامي في لبنان ابو عماد الرفاعي يرافقه مسؤول العلاقات السياسية شكيب العينا مدينة صيدا والتقى كلا من النائب بهية الحريري، الامين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري حيث جرى البحث بمختلف الاوضاع العامة وخاصة ما يتعلق منها بالمخيمات الفلسطينية.

وأكد الرفاعي على الحياد الايجابي بالنسبة للفلسطينيين بشكل عام، خاصة وان هناك محاولة لاستهداف الوضع الفلسطيني من خلال زج الفلسطيني في اتون الصراعات التي تجري في المنطقة وضرورة حفظ امن واستقرار المخيمات الفلسطينية وخصوصا مخيم عين الحلوة لأن ذلك يؤثر بشكل او بآخر على مجمل الوضع الفلسطيني في لبنان خاصة وان التركيز السياسي والإعلامي والأمني الآن على مخيم عين الحلوة، مشددا على ضرورة تجنيب المخيمات الدخول في هذه الصراعات، وان امن واستقرار المخيمات هو بالنسبة لنا اولوية والآن نسعى كقوى وفصائل فلسطينية لإيجاد صيغ للخروج من هذا الاستنزاف الأمني داخل المخيمات الفلسطينية وخصوصا السياسة الواضحة الممنهجة لإثارة الازمات داخل المخيمات ولا سيما سياسة الاغتيالات التي يقوم بها البعض.

المصدر: البلد | محمد دهشة