القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 25 كانون الأول 2025

عين الحلوة يدفع الاتهامات: هل دخلت السيارة الى المخيم؟

عين الحلوة يدفع الاتهامات: هل دخلت السيارة الى المخيم؟


الإثنين، 30 كانون الأول، 2013

إستنفر مخيم عين الحلوة على كل المستويات السياسية والامنية لتطويق ذيول الاتهامات التي وجهت اليه في تفخيخ السيارة التي فجرت في جريمة اغتيال الوزير السابق الدكتور محمد شطح في بيروت، بعد راوية اعلامية استندت الى تقرير أمني سابق، افتقد وفق المصادر الفلسطينية "الى الكثير من المعلومات والمصداقية لما تضمنه من تناقضات واضحة"، ودفع بعض المسؤولين الفلسطينيين الى اعتباره استهدافا سياسيا لما يحمله المخيم من رمزية للقضية الفلسطينية كونه عاصمة الشتات ومركز القرار.

في تطور لافت، سلمت حركة "فتح" قائد كتيبة شهداء شاتيلا العقيد طلال الاردني الى مخابرات الجيش التي طلبته رسميا من قائد قوات الامن الوطني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، حيث نقل الى وزارة الدفاع للاستماع الى افادته ومواجهته بالموقوفين على خلفية السيارة المسروقة التي استخدمت بتفجير شطح وما اذا كانت قد دخلت الى عين الحلوة.

واكدت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، ان ثمة تناقضا في الرواية بين الاشخاص الذين ينتمون الى "فتح الاسلام" وحركة "فتح" وكلاهما على خلاف مستفحل ودارت بينهما عدة اشتباكات سقط خلالها قتلى وجرحى، فكيف ان الشخصين اللذين ادخلا السيارة الى عين الحلوة وهما موسى م. ومحمد ص. الملقب بـ "محمد السريع" يأتمران بتعليمات القيادي في "فتح الاسلام" هيثم الشعبي وسلما السيارة الى طلال الاردني وهو عقيد في حركة فتح" ومعروف جيدا بخلافه الدامي مع الشعبي.

وذكرت ان محمد جهاد صالح الملقب بـ "السريع" اوقفه فرع المعلومات في احد ملاعب صيدا الرياضية اثناء ممارسته لعبة كرة القدم، اذ انه لاعب محترف ومنخرط في عدد من الاندية الرياضية اللبنانية والفلسطينية وهو دون السادسة عشرة من العمر، وقد استمع الى افادته مجددا لمقارنتها مع افادة ابو الداوود الذي اعترف عليه وتبين ان لا علاقة له وربما هناك تشابه بالاسماء.

واوضح خال محمد السريع، محمد عبدو، ان مخابرات الجيش كانت قد استدعت ابن شقيقته منذ نحو ستة اشهر على خلفية سرقة السيارة وافادة ابو الداوود، وقد جرى تسليمه حيث افرج عنه بعد ساعات قليلة ما يؤكد براءته، مشيرا الى ان ما جرى هو نتيجة التقارير الاعلامية عن السيارة وعين الحلوة، وجرت اتصالات من اجل تسليمه والاستماع الى افادته، فكان خارج المخيم، فحضر عناصر من فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في صيدا الى الملعب الرياضي بول ستريت في القياعة – صيدا واوقفوه لبضع ساعات حيث عاد واستمع الى افادته حول السيارة المسروقة مجددا، وتبين ان هناك التباسا بالاسماء وقد عاد الى منزله في عين الحلوة دون توقيفه"، معتبرا "ان الزج باسماء الناس في هكذا مواضيع امنية كبيرة مصيبة سيما اذا كان المرء بريئا، نحن تحت سقف القانون اللبناني وحريصون على الامن والاستقرار ولا نتعاطى السياسة".

واشارت المصادر ذاتها، الى ان الشخص الثاني موسى موسى تم تسليمه لمخابرات الجيش منذ سنة هو وسلاحه من نوع بومباكشن وبعد التوسع بالتحقيق لدى مخابرات الجيش تبين انه سارق للسيارات وأن العقيد طلال الأردني وهو قائد كتيبة شهداء شاتيلا العسكرية في قوات الامن الوطني اكد انه هو من سلم موسى الى مخابرات الجيش في صيدا عن طريق حاجز درب السيم، وقد اكد الأردني أنه سيذهب الى التحقيق عند استدعائه من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية، مشدداً على أنه ضد النهج التكفيري وضد العصابات الإرهابية، لافتاً إلى أن "الإخوة اللبنانيين يعرفون من أنا".

توقيف وتحقيقات

وذكرت معلومات، ان مخابرات الجيش أوقفت المدعو (ابراهيم ص) المتهم بسرقة سيارة "هوندا سي.آر. في" زيتية ورقمها 177647/ص، والتي استخدمت في جريمة إغتيال شطح، حيث يتركز التحقيق معه على كيفية ادخال السيارة الى عين الحلوة وعلى هوية الجهة التي استلمت السيارة المسروقة في عين الحلوة وماذا فعلت بها خلال الشهور الماضية وكيف تحركت طوال هذه الفترة وكيف خرجت من المخيم وصولا الى الجهة التي قامت بتفخيخها وتفجيرها.

واكد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب عدم صحة المعلومات التي تحدثت عن ان السيارة التي استهدفت شطح، فخخت في مخيم عين الحلوة، مشيرا الى ان الشخص الذي تردد اسمه محمد السريع، عمره 15 سنة، سلّم الى الجهات الامنية اللبنانية التي حققت معه وتبين وخلال وقت قصير، زيف الفبركات الاعلامية بحقه، وتم اخلاء سبيله وهو من مخيم عين الحلوة.

واضاف "اما بشـأن موسى موسى، فسلّمه الامن الوطني الفلسطيني الى مخابرات الجيش ، منذ سنة، على حاجز درب السيم مع سلاحه من نوع بومب أكشن وبعد التوسع في التحقيق معه من قبل مخابرات الجيش، تبين ان المذكور زعيم عصابة لسرقة السيارات، وقد سلمه الى الجيش اللبناني آنذاك، العقيد طلال الاردني.

بينما نفى القيادي "الفتحاوي" قائد كتائب شهداء الأقصى اللواء منير المقدح المعلومات التي تحدثت عن ان السيارة التي استهدفت شطح قد تم تفخيخها في عين الحلوة، مؤكداً أن السيارة لم تدخل الى المخيم، موضحا ان من ذكرتهم بعض التقارير الصحافية (محمد السريع وموسى موسى) لا علاقة لهم بالموضوع، وان طلال الاردني عقيد بحركة فتح وله علاقات مع القوى الامنية ومحمد السريع عمره 15 سنة وتم تسليمه وهو بريء، وهيثم الشعبي من بقايا جند الشام وليس لديها حركة كبيرة وهو موجود في منطقة الطوارئ في عين الحلوة.

مواكبة سياسية

وقد أثارت الاتهامات التي وجهت الى المخيم استياء، وقال أمير الحركة الإسلامية المجاهدة أمين سر القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب إن الذين سارعوا الى اتهام مخيم عين الحلوة، إنما أرادوا أن ينفوا التهمة عن أنفسهم لأن الجهات التي سارعت الى النفي هي جهات أو وسائل لها علاقة ولها انتماء معروف ومحدد، ولذلك هي أرادت أن تنفي هذا الاتهام عن الجهة التي خلفها فسارعت الى اتهام مخيم عين الحلوة قبل بروز أي دليل على هذا الأمر.

وعقدت القوى الوطنية والاسلامية ولجنة المتابعة في منطقة صيدا اجتماعا طارئا في مقرها، اكدت فيه التزامها النأي الإيجابي بالنفس عن الخلافات الداخلية اللبنانية وحرصها على أمن واستقرار لبنان، مدينة كيل الاتهامات للمخيم في أي جريمة تحصل على الأراضي اللبنانية مستبقين التحقيقات التي نتمنى أن تصل الى الكشف عن مرتكبي هذه الجرائم النكراء.

وعقدت اللجنة الإعلامية إجتماعاً طارئا لها اعتبرت فيه ان وضع المخيمات الفلسطينية في عين العاصفة أمر مريب لا تخفى مقاصده على أحد، بينما نوه "منتدى الاعلاميين الفلسطينيين في لبنان - قلم" ببيان مديرية التوجيه في الجيش اللبناني الذي جاء ليقطع الشك باليقين بان المعلومات مجرد تسريبات واهية خاصة وان وقائعها حملت تناقضا واضحا يكشف زيفها، داعيا وسائل الاعلام والزملاء الى توخي الدقة.

اجراءات واشتباه

ميدانيا، وفي تدبير احترازي، قام الجيش بتسجيل كافة السيارات التي تخرج وتدخل من والى المخيم على كافة حواجزه العسكرية الموجودة على مداخله وهذه هي المرة الأولى التي يقوم بها الجيش بهذا الإجراء نهارا اذ جرت العادة تسجيلها ليلا حتى الصباح، وقد اجرى اللواء ابو عرب اتصالات بالجيش اللبناني من اجل تخفيف اﻻجراءات اﻻمنية، حيث لوحظ تخفيفها، فيما اكدت مصادر امنية انها ستبقى حتى بداية العام الجديد حفاظا على الامن والاستقرار.

هذا واشتبه ابناء المخيم بجسم غريب عند مفرق حي الصفصاف ظنوا بداية انه اصبع ديناميت، قبل ان يتبين وفق رواية مدير "الاونروا"في مخيم عين الحلوة فادي الصالح، انها مفرقعة من الحجم الكبير ولكن وضبت بشكل مريب بهدف احداث التوتير وقد تم رفعها من المكان.

المصدر: محمد دهشة - البلد