عين الحلوة يشهد على انقسام «فتح»: شعلتان ومهرجانان.. وقنبلة لم تنفجر

الجمعة، 02 كانون الثاني، 2014
تجاهل أطراف الصراع والنزاع الفتحاوي - الفتحاوي في عين الحلوة، كل
التحذيرات التي وجهت اليهم عن سوء الوضع الامني في المخيم على ضوء المعلومات
والمعطيات التي وضعتها أمامهم المراجع الأمنية اللبنانية المعنية.
وقع المحظور ومضى كل طرف في طريقه وحل الانقسام الفتحاوي، وشهد المخيم احتفالين
وإضاءة شعلتين ومهرجانين وبالتوقيت نفسه (الثالثة عصرا) ضمن مسافة لا تتجاوز مئات
الامتار.
واذا كان المخيم قد تجاوز قطوعا امنيا خطيراً، إلا أن عين الحلوة كان
بالامس شاهدا على انقسام الحركة التي اسست للنضال الفلسطيني منذ خمسين عاما وارست
قواعد حق العودة.. واذا كان يوم الاربعاء قد انقضى بعد شد اعصاب وتوتر وقلق وخوف
من قبل أهالي المخيم وسكانه.. إلا أن أحدا لا يعرف التداعيات الامنية والسياسية
المستقبلية على طرفي النزاع وعلى «فتح» والمخيمات وعلى القضية.
فقد أقامت حركة «فتح» في عين الحلوة (القيادة المركزية في رام الله)
مهرجاناً تخللته اضاءة الشعله مع عرض عسكري لافت وشعبي حشدت له «فتح» بكل قوتها
وطاقتها وشعبيتها التاريخية لاثبات جدارتها بقيادة سفينة الحركة، إضافة إلى مشاركة
فرق الكشافة والاشبال في العرض العسكري الذي جاب المخيم. كما شاركت قيادات وكوادر
«فتح» والامن الوطني الفلسطيني والقوة الامنية الفلسطينية المشتركة والفصائل
والقوى الفلسطينية الاسلامية والوطنية في المهرجان.
واختصرت الكلمات بواحدة فقط لامين سر منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو
العردات الذي اضاء شعلة انطلاقة الذكرى الخمسين وأمل أن «تتحقق أماني شعبنا بإنهاء
الاحتلال، وأن ينعم شعبنا بالحرية والسيادة والاستقلال والعودة، وإطلاق سراح جميع
الإسرى والمعتقلين من السجون».
ودعا لان يكون العام 2015، عام فلسطين، وأن يكتمل اعتراف العالم، بدولة
فلسطين، كدولة كاملة السيادة على أراضيها، وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق حق العودة
للاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم على أساس القرار 194».
مهرجان اللينو
في المقابل، أقام القائد السابق للكفاح المسلح العميد محمود عبد الحميد
عيسى «اللينو» (المجمدة عضويته ورتبته بسبب اتهامه بالارتباط بالقيادي المفصول من
الحركة محمد دحلان) احتفالاً أطلق عليه مهرجان «التحدي والمقاومة واستعادة فتح»،
حيث أضاء شعلة انطلاقة الحركة أيضاً وأقام مهرجانا شعبيا وسياسيا حاشدا بالمناسبة
في ملعب تابع لاحد مقراته تخلله عرض عسكري وفرق عسكرية بلباس موحد، كما شوهد عشرات
المسلحين المقنّعين المدججين بأسلحتهم.
والقى «اللينو» كلمة شدد فيها على ان «هذا هو مهرجان فتح وهنا شعلة
الانطلاقة لاننا قررنا استعادة فتح الى مبادئ الانطلاقة الاولى. انها شعلة
المقاومة الفلسطينية ومنارة الكفاح المسلح وليس المفاوضات وتقديم التنازلات وشطب
حق العودة.. انها انطلاقة فتح حركة التحرر الوطني الفلسطينية حركة المقاومة من أجل
استرجاع واستعادة فلسطين». أضاف: لهذه الاسباب شعلتنا هي الاساس.
قنبلة لم تنفجر
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن مجهولين ألقوا قنبلة يدوية في منطقة بستان
القدس بالتزامن مع اضاءة الشعلة ولكنها لم تنفجر وقد نقلتها القوة الامنية
الفلسطينية المشتركة بعيدا من موقع الاحتفال.
ليلة وفجر إضاءة الشعلة
وفي ليلة إضاءة الشعلتين تحول المخيم إلى بؤرة أمنية، حيث شهد انفجارين هزا
عين الحلوة في غضون ساعات عشية احياء الذكرى الخمسين. كما شهدت بعض الأحياء إطلاق
نار متقطع حتى ساعات الفجر.
واكدت مصادر امنية ان عين الحلوة شهد استنفارات مسلحة طوال الليل والفجر
على خلفية إضاءة الشعلة، حيث وقع حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر الأربعاء
انفجار استهدف ساحة «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» قبالة مفرق سوق الخضار، حيث
يوجد النفق العسكري التابع للجبهة، من دون وقوع إصابات. أما الانفجار الاول فدوى
قبيل منتصف الليل في الشارع الفوقاني، حيث انفجرت عبوة في دشمة حاجز أبو طلال
الأردني بالقرب من مفرق سوق الخضار.. وعلى الفور خيمت موجة من التوتر والانتشار
المسلح.
وذكرت مصادر فلسطينية أن إطلاق نار وقع في المخيم مساء الثلاثاء نجم عن
إشكال في حي طيطبا على خلفية تعليق صور لها علاقة بالشعلة وتردد ان القوة الأمنية
الفلسطينية انسحبت من الحي مما خلق بلبلة.
وكانت الليلة التي سبقت اضاءة الشعلتين شهدت اتصالات ابرزها للأمين العام
لـ «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد الذي تواصل مع قوى فلسطينية
وقيادات من حركة «فتح» للتأكيد على معاني الذكرى وما تمثله لجهة تعزيز وحدة الشعب
الفلسطيني، والتصدي لما يحاول المتربصون افتعاله من توترات وإرباكات.
وشملت الاتصالات: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين سر فصائل
منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، المسؤول الفلسطيني محمود عبد
الحميد عيسى الملقب بـ «اللينو». وأوفد سعد عضو اللجنة المركزية لـ «التنظيم» محمد
ظاهر وقام بجولة على القيادات الفلسطينية في المخيم. علماً أن أبو العردات كان
تلقى اتصالا هاتفيا من النائبة بهية الحريري للغاية نفسها.
من جهته، أجرى الشيخ ماهر حمود اتصالات عديدة للاطمئنان على وضع عين الحلوة
والتوتر الأمني والسياسي، شملت «اللينو» وقائد القوة الأمنية خالد الشايب وعصبة
الأنصار، فضلا عن العميد علي شحرور.
المصدر: السفير