القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 28 كانون الأول 2025

«عين الحلوة» يودّع زيدان وعائلته ترفض لجان التحقيق

«عين الحلوة» يودّع زيدان وعائلته ترفض لجان التحقيق


الخميس، 13 آذار، 2014

ترفض عائلة القيادي الفتحاوي العميد جميل زيدان الذي قتل برصاص مجهولين قبل أيام في مخيم عين الحلوة، تشكيل لجنة تحقيق في مقتله. فالاغتيالات التي شهدها المخيم سابقاً وشُكلت لها لجان تحقيق بحسب العائلة - بقي منفذوها طلقاء ولم تتوصل تلك اللجان الى تحديد فرد أو مجموعة أو جهة تقف وراء أي من هذه الاغتيالات.

وترى أوساط فلسطينية مسؤولة، أن جريمة اغتيال زيدان لغز آخر يضاف الى ألغاز الاغتيالات الأخرى. لكن هذه الجريمة تشكل سابقة خطيرة بحجم الإجرام الذي تمثل في إفراغ مخزن رصاص بكامله في جسد زيدان. وكذلك لاستهدافها قيادياً فتحاوياً كبيراً كزيدان بما كان يمثله من عامل تهدئة في المخيم لا سيما في الحي الذي يقيم فيه «الرأس الأحمر« على كثرة مشاكله وبما يجمع من ألوان الطيف الفلسطيني، حيث كان زيدان يقوم بدور «الاطفأجي« عند كل حدث أمني أو عملية اغتيال.

وتطرح بقوة في الشارع الفلسطيني تساؤلات منها: من يقف وراء اغتيال زيدان، وهل من رابط بين هذا الاغتيال وما سبقه من اغتيالات، وكيف يمكن وقف مسلسل الاغتيالات هذه. بالمقابل، ترفض عائلة الشهيد زيدان اتهام أحد أو جهة من دون دليل فعلي، وهم لا ينتظرون لجان تحقيق رغم تقديرهم لسرعة تحرك لجنة المتابعة، لكنهم يعتمدون وسائل غير معلنة لرصد ومتابعة أي طرف خيط يمكن أن يتم التوصل اليه.

أما عن الرابط بين الاغتيالات، فيجمع الكثيرون في المخيم على أنه حتى لو لم يكن هناك من رابط، فالهدف واحد وهو تفجير المخيم من الداخل عبر ضرب مقومات تماسكه وإثارة الفتن بين فسيفساء قواه.

جريمة اغتيال زيدان أعادت الى الواجهة طرح مسألة تشكيل قوة فلسطينية ضاربة تتولى ملاحقة أي مرتكب أو مشبوه، والتحقيق في أي جريمة داخل المخيم وأن تعطى كافة الصلاحيات لذلك وأن تحظى بالغطاء الكامل من كل القوى الوطنية والإسلامية للقيام بمهامها، لا أن يكون دورها شكلياً ومحدوداً كما هو اليوم دور القوة الأمنية المشتركة الموجودة في المخيم.

التشييع

مراسم تشييع زيدان الى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء في عين الحلوة، مرت هادئة أمس. وحدها أصوات رشقات نارية أطلقها رفاق زيدان في الهواء غضباً وحزناً، سبقت وصول الجثمان الى منزله حيث ألقت العائلة النظرة الأخيرة عليه.

تنظر أم قاسم حجير، خالة زيدان، الى جثمانه، محملة اياه السلام الى ولدها مسعد الذي قتل غيلة قبل أشهر وفي ظروف مشابهة. «حسبنا الله ونعم الوكيل«، تقول باكية متحسرة على شبابه. ومن المنزل الى مسجد الفاروق عمر حيث صلي على جثمانه، ومن هناك انطلق موكب التشييع بمواكبة قوة كبيرة من قيادة الأمن الوطني رافقت زيدان في مشواره الأخير.

وتقدم المشاركين في التشييع قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب وعدد من قياديي حركة فتح وفصائل منظمة التحرير وممثلون عن تحالف القوى الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية وسط هتافات منددة بجريمة الاغتيال ومطالبة بكشف وتسليم القتلة.

اليوسف

صلاح اليوسف عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية (التي ساهمت الى حد كبير في ضبط الوضع في المخيم في أعقاب الجريمة) قال لـ»المستقبل» على هامش التشييع: كل المخيم يرفع الأعلام السوداء حداداً على هذا الإنسان الفلسطيني الذي كان صمام أمان للمخيم. كان يعمل ليل نهار لإطفاء الفتنة التي تُحاك من كل المتربصين شراً بالمخيم. بالمقابل، هناك توافق فلسطيني وطني وإسلامي على تحصين أمن المخيمات والجوار. ولفت الى أن بعض الأصدقاء يتابعون بشكل سري وتقني وسيكون هناك عمل جدي في الأيام القادمة لكشف ملابسات الجريمة.

شقيق زيدان

شقيق المغدور زيدان، محمد، قال: نحن مع أمن واستقرار المخيم وضد أي أعمال تسيء الى الأمن فيه. كلفنا الاخوة في منظمة التحرير وفي فتح متابعة الموضوع ونحن كعائلة نأمل كشف الحقيقة وينال المجرم جزاءه.

المصدر: «المستقبل»