القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غابت القدرة الشرائية فلجأ الأهالي لتحضير الحلويات الرمضانية في المنازل بـ«عين الحلوة»


الخميس، 06 نيسان، 2023

يتميز شهر رمضان المبارك بأنواع الحلويات التي تزين الموائد كالقطايف، والشعيبيات، والمدلوقة، والعثملية، وحلاوة الجبن، وغيرها. وكان الناس في الماضي يصطفون طوابير قبل وقت قصير من إطلاق مدفع الإفطار لشرائها من محال الحلويات. لكن الوضع هذا العام كان مختلفاً، فتقلصت أعداد المشترين بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية كالسكر، والطحين والسمن، والسميد، والحليب والغاز، ما أدى إلى ارتفاع أسعار أصناف الحلويات بشكل لافت، فبعد أن كان سعر كيلو القطايف العجين 2500 ل.ل. أصبح اليوم 150 ألفاً، وقد يصل في بعض المحال إلى 200 ألف ل.ل.، هذا الأمر أجبر ستات البيوت في مخيم عين الحلوة، كما هو الحال في بقية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى تحضير الحلويات وفق الإمكانات المتواضعة في المنازل، بغية توفير بعض المال لتغطية بعض النفقات الضرورية، ومنهن من استبدلن الحلويات الرمضانية بـ"الجيلو" و"الكسترد".

وللإطلالة على هذا الأمر، تحدثت السيدة أم أيمن من مخيم عين الحلوة لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "تختلف أوضاع الناس من عام إلى عام في رمضان، كنا نأمل أن تتحسن الظروف، لكن للأسف الوضع يزداد سوءاً".. وأضافت "عائلتي تتألف من 10 أفراد، ونحن بالكاد نستطيع تأمين لوازم الإفطار كل يوم، لذلك أنا حتى اليوم لم أشتر حلويات من المحال التجارية، وأقوم بصناعة القطايف في المنزل، فوصفتها سهلة ولا تحتاج إلى مواد كثيرة وأقوم بحشوها بالقشطة التي أيضاً أحضرها في المنزل بعد أن وصلتنا معونة غذائية تحتوي على حليب، وأقوم بخبزها في الفرن لتوفير الزيت".

محاولة التعويض عن شراء الحلويات

من جانبها، أوضحت أم أحمد، أنه "لا يمكننا شراء الحلويات الرمضانية، وضعنا الاقتصادي لا يسمح لنا بذلك، فنحن منذ رمضان الماضي استغنينا عنها، ونقوم بأكل التمر عوضاً عن ذلك، وأحياناً أحضر كاسات من "الكسترد" أو "الجيلو" لأولادي كتحلاية بعد يوم طويل من الصيام"، مشيرة إلى أن "كيلو المدلوقة بلغ 10$ أي ما يقارب المليون ليرة، وهذا المبلغ بالنسبة لي كبير جداً، فأنا أفضل أن أوفره من أجل دفع إيجار المنزل بدلاً من شراء الحلويات".

بدورها السيدة سهيلة، قالت: "الوضع الاقتصادي لا يسمح للعائلة بشراء كميات كبيرة من الحلويات، في معظم الأحيان، يكون نصف كيلو كافياً لعائلة كبيرة، وفي هذا الشهر الفضيل قمت بصناعة الحلويات في المنزل عوضاً عن شرائها، لكن ابنتي الصغيرة طلبت مني كنافة بالجبن، ولا استطيع تحضيرها، فقمت بشراء قطعة واحدة لها، كي لا تبقى حسرة في نفسها"، مضيفة: "حتى عندما كنت معزومة للإفطار في منزل والدة زوجي، لم أستطع شراء الحلويات، فقمت بصناعة القليل من القطايف والقليل من حلاوة الجبن للتحلية".

هذا الواقع على صعيد الحلويات، ينسحب على كل الاحتياجات الرمضانية من مواد غذائية ولحوم وخضار، الأمر الذي يكشف حجم معاناة الناس، وتخلي الجهات المعنية عنهم.

المصدر: وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي