غضب داخل مخيم عين الحلوة بعد قرار الدولة اللبنانية بناء جدار يضيّق
على الفلسطينيين
الإثنين، 21 تشرين الثاني، 2016
حزمت السلطات اللبنانية قرارها ببناء جدار
عازل بارتفاع 4 أمتار على حدود مخيّم عين الحلوة، الذي يقع جنوب البلاد، ويضم 70 ألف
فلسطيني، وسط أصوات اعتراض وغضب، بدون تسجيل أي دعوة لتنفيذ اعتصام ضد الخطوة.
وبدأت معالم هذا الجدار تظهر، إذ انتشرت
صور على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنة تحمل مكعبّات إسمنت لتركيزها حول المخيم.
وتجري العملية بإشراف ضباط من الجيش اللبناني
وبعلم القيادات الفلسطينية داخل المخيم، بحسب ما أكد قائد القوى الأمنية المشتركة،
اللواء صبحي أبو عرب لـ «القدس العربي»، مشيراً إلى أن «هذا الجدار، كما سمعنا من الدولة
اللبنانية، مقرر منذ 10 سنوات، وقد أطلعنا على الخريطة، وجرى تأجيله الى هذه اللحظة».
وأضاف أن الجدار «يقع ضمن الأراضي اللبنانية
وليس ضمن أراضي المخيم. واتفقنا مع الدولة اللبنانية ، وتابعنا مع قائد اللواء المسؤول
عن المنطقة في الجيش اللبناني، ومسؤول المخابرات في الجنوب، ومسؤول الهندسة، الوضع
بدقة».
وهناك برجان كانا قريبين من المخيم تمّ
إلغاء أحدهما وتعديل موقع الآخر بإبعاده بين 15 و50 متراً عن المخيم، وفق أبو عرب،
الذي لفت إلى أن «الاتفاق على تشييد الجدار حصل بموافقة جميع القوى الموجودة داخل المخيم
أكانت إسلامية أو فصائل أو منظمة التحرير أو التحالف».
واستبعد أبو عرب أن يؤدي بناء الجدار لهدم
جسور الثقة التي بنيت مع الدولة اللبنانية بعد عملية تسليم المطلوبين من المخيم أخيراً
إلى القوى الأمنية، معتبراً أن تشيده «كما سمعنا من الدولة، ومدير مخابرات في الجنوب،
وبعض الاجهزة، هو لحماية المخيم ولحماية الجيش في الوقت ذاته. و الجدار ليس حول كامل
المخيم بل يقع في المنطقة الجنوبية الغربية له ومن طرف البساتين المحاذية للطريق الجنوبية
الساحلية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان بناء الجدار
هو إذاً لحماية قوافل القوات الدولية، قال المسؤول الفلسطيني: «تحسبها كما أردت، لحماية
القوافل أو لمنع الدخول عبر البساتين الى داخل المخيم، وللدولة مئة قصة وقصة بشأن الموضوع.على
كل حال كل القوى الموجودة ضمن المخيم وافقت على بناء الجدار أكان الحركات المجاهدة
وحركة حماس وفصائل منظمة التحرير».
وفي حين، أكد أبو عرب عدم وجود غضب ورفض
لهذه الخطوة، داخل المخيم بدليل عدم تنظيم احتجاجات حول الموضوع، نفى أن يكون بناء
الجدار جاء بطلب «حزب الله» وتأمين طريقه وعدم التعرض له، موضحاً أن «أحد لم تعرض لحزب
الله لا من قريب ولا من بعيد حتى قبل بناء هذا السور، كما لم يتم أي تعرض للقوات الدولية،
إنما الدولة اللبنانية تقول لنا إنه من مصلحتنا أن نعمل هذا الجدار وهذه الابراج حفاظاً
على أمن المخيم وحفاظاً على الدولة».
وحول ما إذا كانت هناك علاقة بناء الجدار
والتنقيب عن النفط والغاز مستقبلاً في البحر وتأمين سلامة الشركات، قال قائد القوى
الأمنية المشتركة: «الغاز مطوّل… كي يتم استخراجه».
وكانت أصوات الاعتراض الشعبي على الجدار
ارتفعت من داخل مخيم عين الحلوة، إلا أن أي دعوة لم تُسجّل لتنفيذ اعتصام أو احتجاج
على الخطوة.
ونفت صفحة «عاصمة الشتات عين الحلوة» صحة
الأخبار التي تم تداولها حول الدعوة لاعتصام في المخيم بسبب الجدار. وأوردت أن «ما
يتم تداوله عار على الصحة والجدار الذي يتم بناؤه لدواع امنية إنما هو متفق عليه بين
جميع الاطراف».
لكن «القدس العربي» رصدت عدداً من التعليقات
الرافضة للسور الاسمنتي.
فسأل نزار الجعفري: «بما إنه يوجد لدينا
إرهاب وصحيح يوجد إرهاب، لماذا يوجد عندنا قوة أمنية، وبما أن الدولة ستخنقنا أكتر
مما هو الحال الآن، ما ذنبنا نـحن».
وكتب محمد درويش بعجور: «عار وألف عار القبول
بجدار الصهيونية الجديد في لبنان، إياكم أن ترضوا أن تسجنوا كالدجاج». وأضاف «إذا رضيتم بالجدار سنغيّر
اسم المخيم ونسمّيه مخيم العار».
المصدر: القدس العربي