مذكرة مطالب إلى السفير البريطاني
فلسطينيو «النكبة الكبرى».. والنكبات اليومية
الإثنين، 23 أيار، 2016
كانوا مجموعة من عشرات المعتصمين في الحديقة
المقابلة لمجمّع السفارات في وسط بيروت. من بينهم الحاجة أم خالد، التي أرخت بجسدها
على كومة حجارة متكية على ركبتيها. تقول صديقتها إنها أبت المكوث في البيت وقد صممت
على المشاركة، فهي منذ العاشرة من عمرها تحيي، في كل سنة، ذكرى النكبة، فلماذا تتخلّف
هذه السنة؟ وتشير الحاجة: «في هذه السنة لا نحيي ذكرى نكبة واحدة بل نكبات. ومن أين
نبدأ؟ أمن تقليص الأونروا لخدماتها؟ أم من أوضاع الفلسطينيين في سوريا وظروف نزوحهم
إلى لبنان؟ أم من ندرة فرص العمل والفقر الذي يشتدّ علينا يوماً بعد يوم؟
لا تنتظر أم خالد ردّاً من سفير بريطانيا
هيوغو شورتر على مذكرة المطالب «فمنذ زمن لم نعد نلق آذاناً صاغية»، لكنّها في الوقت
نفسه لن تضيّع فرصة للتذكير بالقضية الفلسطينية.
في الحديقة الصغيرة التف المعتصمون حول
عضو «خلية أزمة الأونروا» أبو أياد شعلان الذي تلا كلمة ركّز فيها على مطالب الفلسطينيين
التي رفعت إلى السفير البريطاني. عُنونت المذكرة بـ «مطالبة بريطانيا بتمكين الشعب
الفلسطيني من إقامة دولته وعاصمتها القدس» و حُمّلت فيها حكومة بلاد الإنكليز مسؤولية
النكبة التي حصلت قبل 68 عاماً. وقد استعاد شعلان من خلالها أرقام دراسة «الأونروا»
و «الجامعة الأميركية في بيروت»(2010) للإشارة إلى رزوح أكثر من 66 في المئة من فلسطينيي
لبنان تحت خطّ الفقر، وللمطالبة بضرورة دعم الوكالة وحثّها على الرجوع عن القرارات
خصوصاً أنها استهدفت مختلف القضايا والاحتياجات المعيشية للاجئين الفلسطينيين.
ومن أبرز مطالب المعتصمين الرجوع أولاً
عن قرار تقليص خدمات الاستشفاء و «التي فرضت على المرضى دفع نسبة من كلفة العلاج تتراوح
بين 5 و45 في المئة. كما جاء في المطالب: استكمال إعمار مخيم نهر البارد والعمل بخطة
الطوارئ لأهله، وإعادة تقديم بدلات الإيواء للاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا.
بالإضافة إلى زيادة عدد عمّال التنظيفات في المخيمات بالنظر إلى زيادة حجم عدد السكان،
وزيادة عدد المنح الجامعية وعدد الصفوف والمعلمين في مدارس «الأونروا» بما لا يزيد
عن 40 طالباً في الصف. كما طالب المعتصمون في المذكرة بزيادة الاختصاصات في مهنية سبلين
وبناء معاهد في المناطق اللبنانية كافة، ورفع مستوى التوظيف في مجالات العمل كافة في
الوكالة، وإعادة النظر في المعايير التي تعتمدها بشأن حالت العسر الشديد للعائلات.
بعد تلاوة المذكرة توجّه وفد مصغّر من المعتصمين
لتسليمها إلى السفير البريطاني.
ويذكر أن «خليّة أزمة الأونروا» تضمّ ممثلين
عن كافة الفصائل الفلسطينية وهي تشكّلت منذ أربعة شهور،على أثر الاحتجاجات على تقليص
«الأونورا» لخدماتها الاستشفائية. ووفق نائب رئيس «حركة حماس» في لبنان وعضو الخلية
الدكتور أحمد عبد الهادي، فإن الخلية جالت على المسؤولين اللبنانيين ،وقد نقلت وجهة
نظرها إلى «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني»، كما إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي
الذي نقلها بدوره إلى الاتحاد الاوروبي ورئيس الحكومة تمام سلام الذي نقلها إلى الأمين
العام للامم المتحدة بان كي مون خلال زيارته إلى لبنان.
وقد أطلق مدير عام الامن العام اللواء عبّاس
ابراهيم مبادرة الحوار بين الخليّة والوكالة، ولكنّ حتى الساعة ما من تقدّم في رزمة
المطالب، «ما سيؤدي إلى تصعيد في التحرّكات الاحتجاجية مع انتهاء الشهر الحالي» وفق
عبد الهادي.
فلسطينيو الجنوب: لا تراجع عن حق العودة
في صيدا (محمد صالح)، رفع العشرات من التلامذة
العلم الفلسطيني الى جانب العلم اللبناني، وشعارات ترمز الى فلسطين وذكرى «النكبة»
عند قلعة صيدا البحرية.
الناشط الفلسطيني عاصف موسى أشار الى ان
هذا التحرك يحمل رسالة لنقول للعالم، «إن فلسطين لنا واننا عائدون مهما طال الزمن»
وهذه أمانة الاجيال الفلسطينية. وأضاف «هذا هو جيل تحرير فلسطين».
وأحيت «الجبهة الديموقراطية» المناسبة بمسيرة
نظمتها في مارون الراس على الحدود مع فلسطين المحتلة، بمشاركة المئات من الفلسطينيين
الذين رفعوا الأعلام والرايات التي تؤكد على حق العودة.
وقال مسؤول «الجبهة» في الجنوب فؤاد عثمان:
«نحن هنا على حدود الوطن لنؤكد للعالم أجمع بأنه لن يكون هناك أمن واستقرار في الشرق
الأوسط إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّرو منها»، مشدداً على «ان العدو لا
يفهم سوى لغة المقاومة».
المصدر: السفير